الطوفان وصل الى لبنان… هل تسقط قواعد الاشتباك؟

لبنان الكبير / مانشيت

لا يزال “طوفان الأقصى” يشغل الحيز الأكبر من حياتنا اليومية طالما أن إسرائيل مستمرة في قصفها الوحشي والاجرامي على قطاع غزة موقعةً المزيد من الشهداء من أطفال ونساء وشيوخ. وبعدما إنقطع الاتصال والانترنت عن غزة لأكثر من 34 ساعة، عادت وتواصلت مع العالم أمس، مؤكدةً الابادة الجماعية التي ارتكبها الجيش الاسرائيلي بحقها في الأيام الماضية. والحال عند الحدود الجنوبية ليس في أفضل حالاته بعد الحديث عن تخطي قواعد الاشتباك المتفق عليها، إذ أفيد عن إطلاق صلية صاروخية من القطاع الشرقي باتجاه إٍسرائيل وصل أحدها إلى عمق 30 كيلومتراً بعيداً عن الحدود اللبنانية في تطور يعتبر خروجاً فعلياً عن قواعد الاشتباك المعمول بها منذ صدور القرار 1701 عقب حرب تموز في العام 2006.

وفي وقت لاحق، أعلنت “قوات الفجر” في بيان، أنها وجهت “صليات صاروخية جديدة ومركّزة استهدفت مواقع العدو الصهيوني في محيط مغتصبة كريات شمونة وداخلها في شمال فلسطين المحتلة”.

وفي سياق القصف المتبادل الحاصل عند الجنوب، أفيد عن سقوط صاروخ على مبنى في مستوطنة كريات شمونة، ما أدّى إلى احتراقه، فيما استهدف القصف الاسرائيلي العنيف محيط بلدات القليلة والشعيتية وزبقين، واثر ذلك أكدت “كتائب القسام” – لبنان قصفها مستوطنة نهاريا شمال فلسطين بـ16 صاروخاً رداً على هجمات اسرائيل. وكانت مدفعية الجيش الإسرائيلي قصفت صباحاً، بالقذائف الحارقة، الأحراج المحيطة ببلدتي الناقورة وعلما الشعب.

وأعلن الناطق العسكري الاسرائيلي دانيال هغاري، في مؤتمر صحافي “أننا قصفنا مواقع لحزب الله على الجبهة الشمالية وكل من يقترب من حدودنا سنقتله”.

وربطاً بتخطي قواعد الاشتباك، أشار رئيس كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب محمد رعد، الى أنّ “ما فعلناه إبّان حرب غزة هو رفعُ مستوى جهوزيّتنا وتصدّينا لكلّ محاولةٍ أرادها العدو أن تُطيح بقواعد الإشتباك التي أنجزناها وفرضناها عليه”. وقال: “ثَبَتنا في ساحتنا وأشَرْنا على كلّ العالم بأننا جاهزون لاتخاذ الموقف الذي يحقق مصلحتنا في ردع العدوّ لكن هذا الموقف نقرره نحن ونقدّر مصلحتنا الكبرى الوطنية والقومية فيه”.

وبعدما قصفت اسرائيل مساء السبت بالقذائف الحارقة الأحراج المتاخمة للخط الأزرق، أعلن الناطق الرسمي باسم “اليونيفيل” أندريا تيننتي أن “قذيفتي هاون سقطتا يوم السبت عند حوالي الساعة العاشرة مساءً على قاعدة لليونيفيل بالقرب من بلدة حولا، ما أدى إلى إصابة أحد جنود حفظ السلام بجروح طفيفة وحالته مستقرة حالياً”.

وبعيداً عن اسقاط المسيرات، شغل فيديو للأمين العام لـ “حزب الله” السيد حسن نصر الله رواد مواقع التواصل الاجتماعي، ليتبين أنه مقطع مصوّر منذ عام تقريباً، بحيث انقسمت الآراء بين مؤيد ومعارض له، واعتبره البعض مادة للسخرية فيما رأى فيه البعض الآخر رسالة لاستعداد نصر الله لخطاب مقبل يمكن أن يعلن فيه الحرب الشاملة. وعلق العميد المتقاعد هشام جابر عبر “لبنان الكبير” على الفيديو، معتبرأ أنه ” لرفع المعنويات وكتحية لنصر الله بطريقة غير مستهلكة، ولا معنى سياسي أو حربي أو عسكري له”.

وبينما جنوب لبنان مشتعل، استقبل أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي في الديوان الأميري صباح أمس، في حضور رئيس الحكومة القطرية وزير الخارجية الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني، وعرضوا آخر تطورات الأوضاع في الأراضي الفلسطينية والمنطقة، بالاضافة الى مناقشة العلاقات الثنائية بين لبنان وقطر وسبل تعزيزها وتطويرها.

دولياً، ذكرت الحكومة البريطانية أن رئيس الوزراء ريشي سوناك والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عبرا في مكالمة هاتفية عن قلقهما من الموضوع المتعلق بإدخال المساعدات إلى قطاع غزة، واتفقا على العمل معاً في الجهود الرامية الى إيصال الغذاء والوقود والمياه والأدوية لمن يحتاجون اليها، بالاضافة الى أهمية إخراج الرعايا الأجانب.

الى ذلك، أعلن مكتب وزير الجيوش الفرنسية سيباستيان لوكورنو أنه سيزور لبنان بعد غد الأربعاء، ويقوم بزيارة قوة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في جنوب البلاد.

وأفاد مكتب لوكورنو بأنّ الزيارة تبدأ الأربعاء وتستمر حتى الجمعة وتهدف إلى “إعادة تأكيد تمسكنا باستقرار لبنان”، في أوج النزاع بين اسرائيل والفلسطينيين، موضحاً أنّ الوزير الفرنسي سيلتقي قادة لبنانيين بينهم الرئيس ميقاتي.

ودعا البابا فرنسيس إلى العمل على وقف إطلاق النار في قطاع غزة، قائلاً: “لا ينبغي لأحد أن يتخلى عن إمكان وقف الأسلحة، لا ينبغي لأحد أن يتخلى عن إمكان وقف إطلاق النار: ليتوقف إطلاق النار”.

أضاف: “في غزة على وجه الخصوص، يجب أن يكون هناك مجال لضمان المساعدات الإنسانية”.

وأمل متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس المطران الياس عوده “أن يَـتَـوَقَّــفَ الـقِـتـالُ في غزة ويَـعـلـو صـوتُ الـضـمـيـرِ عـنـد قـادةِ الـعـالـم، وأنْ تَــتَــغَـــلَّــبَ الـحِــكــمـةُ عـنـد مَـنْ فـي يَــدِهِــم الأمـرُ عـنـدَنـا، وأنْ يَــتَــوافَــقَ جـمـيـعُ الـمَـعْــنـيّـيـن مِـنْ مـسـؤولـيـن وسـيـاسـيـيـن وقـادةٍ وزعـمـاءَ عـلـى رفــضِ الــحــربِ وإبـعـادِ لـبـنـانَ عَـنْ هـذا الـصـراع، وعـلـى تَـحْـصـيــنِـه بـالإسـراعِ في انـتـخـابِ رئـيـسٍ وتـشـكـيــلِ حـكـومـةٍ يـتـولَّـيـان قـيـادةَ الـبـلـدِ إلـى مـا فـيـه خـيـرُه وسـلامَـةُ شـعــبِـه”.

كما ناشد “حُــكّــامَ الــعــالَــمِ، وخــصــوصــاً مَــنْ يَــحــمِــلُ مــنــهــم لــواءَ الــدفــاعِ عَــنْ حــقــوقِ الإنــســان، أنْ يَــعـــمَــلــوا عــلــى وَقْــفِ الــحــربِ وإســعــافِ الــجــرحــى وإيــواءِ الــمُــشــرَّديــن وإيــجــادِ حَــلٍّ عــادلٍ لــقــضــيــةٍ طــالَ الاســتــهــتــارُ بــهــا”.

شارك المقال