نتنياهو أسير غزة… بانتظار جمعة نصر الله

لبنان الكبير / مانشيت

اشتد المأزق “البري” الذي يغامر به رئيس حكومة الكيان الصهيوني بنيامين نتنياهو لاستعادة هيبة الردع الاسرائيلية التي أصيبت بأكبر نكسة في تاريخها يوم 7 تشرين الأول الجاري عقب عملية “طوفان الأقصى”، فأعلنت قيادة الجيش الاسرائيلي عن تقدم بري في غزة، إلا أن جل ما قام به هو التقدم بضعة كيلومترات في منطقة تعتبر أصلاً ساقطة عسكرياً، وتحديدأً في شارع صلاح الدين شمال غزة، حتى أن القوات الاسرائلية التي دخلت لم تلبث طويلاً قبل أن تنسحب، في حين أن “حماس” مارست لعبة إحراج نتنياهو أمام الداخل الاسرائيلي باستخدام ورقة الأسرى.

وكانت القيادة الاسرائيلية أعلنت أن جيشها حقق تقدماً مهماً في القطاع وأدى إلى تحرير مجندة رهينة، وهو إعلان أثار الشكوك بتزامنه مع فيديو نشرته “حماس” لأسيرات اسرائيليات يهاجمن نتنياهو ويحمّلنه المسؤولية، وناشدنه إعادتهن، فيما تستمر الفصائل الفلسطينية بإمطار المستوطنات بالصواريخ، حتى تل أبيب، التي لا تهدأ صفارات الانذار فيها.

إلى ذلك، أعلنت الأمانة العامة لجامعة الدول العربية أنها تلقت طلباً رسمياً من دولة فلسطين والمملكة العربية السعودية لعقد دورة غير عادية لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة برئاسة المملكة، التي ترأس الدورة الحالية في العاصمة السعودية الرياض يوم 11 تشرين الثاني المقبل.
وقال الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية السفير حسام زكي إن الأمانة العامة تلقت، الإثنين، طلباً رسمياً من فلسطين والمملكة العربية السعودية لبحث العدوان الاسرائيلي المتواصل على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة منذ 7 تشرين الأول الجاري، مشيراً إلى أن الأمانة العامة قامت بتعميم المذكرات الفلسطينية والسعودية على الدول العربية الأعضاء.

أما لبنان الذي يحتفل ببلوغ الفراغ الرئاسي سنته الأولى، وسط انعدام للمبادرات الداخلية والخارجية على حد سواء، قلا يزال يشهد قصفاً متبادلاً على حدوده بين الجيش الاسرائيلي و”حزب الله”، الذي أعلن أن أمينه العام السيد حسن نصر الله سيتحدث يوم الجمعة المقبل. وفيما كثرت التحليلات عما سيكون في جعبة نصر الله، أشارت أوساط مقربة من الممانعة لموقع “لبنان الكبير” إلى أن “الأمين العام ستكون نبرته عالية في الخطاب”، لكنها تشك في أن يعلن تصعيداً على الحدود، “لا سيما أن الحزب دعا إلى تجمعات شعبية لمواكبة خطابه، وهذا بالمنطق لا يستوي مع فكرة إعلان تصعيد”.

ولفتت المصادر إلى أن “الاعلان عن الخطاب قبل خمسة أيام ونشر فيديو غير رسمي للسيد نصر الله يسير بالقرب من علم للحزب، هو ضمن الحرب النفسية المتبادلة بين الحزب واسرائيل، بالإضافة إلى تشكيل عامل ضغط على المفاوضات التي تجري مع حماس وإيران على حد سواء، وسنشهد العديد من المشاهد المماثلة حتى لحظة الخطاب، التي بالتأكيد سيهدد فيها السيد نصر الله اسرائيل بفتح جبهات متعددة من محور المقاومة، في حال تخطت الخطوط الحمر”.

ورأى رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي أن “حزب الله يتصرف بعقلانية وحكمة”، لافتاً إلى أن شروط اللعبة لا تزال محدودة، لكنه قال في الوقت نفسه إنه لا يستطيع “طمأنة اللبنانيين” لأنّ الأمور “مرتبطة بالتطورات في المنطقة”، مشدداً على أن الشعب اللبناني “لا يريد دخول أي حرب ويريد الاستقرار”.

أضاف: “لا يمكن أن ألغي أي تصعيد يمكن أن يحصل لأن ثمة سباق بين وقف إطلاق النار وبين التصعيد في بلوغ كل المنطقة”. وأعرب عن خشيته من “فوضى أمنية لا في لبنان وحسب، بل في منطقة الشرق الأوسط” كلها في حال عدم التوصل الى وقف لإطلاق النار في غزة.

وعلق ميقاتي على ذكرى مرور سنة على الفراغ الرئاسي بالقول: “علينا انتخاب رئيس جمهورية في أسرع وقت… لا يفيد الفراغ لبنان، وأعتقد أنه يجب الآن اقتناص فرصة انتخاب رئيس”.

أما عن الفراغ المرتقب في قيادة الجيش، فقد برز موقف هو الأول من نوعه من تكتل “الجمهورية القوية” الذي أشار أحد أعضائه النائب بيار بو عاصي الى أن “الجيش اللبناني لديه الدور الأساس عند الحدود”، إلا أنه لا يرى “حلّاً آخر سوى التمديد لقائد الجيش العماد جوزف عون لسنة وهذا واجب لكي لا نصل إلى فراغ أمني في ظل الأوضاع التي نحن فيها”. وأضاف في حديث اذاعي: “سيكون هناك إجتماع اليوم (أمس) للهيئة التنفيذية في حزب القوات اللبنانية سيُبت خلاله موضوع التمديد لقائد الجيش وامكان حضور جلسة نيابية في هذا الاطار”.

إلى ذلك، أطل رئيس الحزب “التقدمي الاشتراكي” السابق وليد جنبلاط في مقابلة تلفزيونية أمس، تمنى فيها ألا “نستدرج إلى الحرب لأن عندها لن يبقى شيئ من لبنان، والأداء العسكري حتى الآن لم يخرج عن القواعد، ولكن قد يخرج”. وقال: “قرار تهجير الفلسطينيين يهودي – صهيوني قديم قبل أن يكون ثمة رادع من حزب الله”، مضيفاً: “قد يكون من المستحيل العودة إلى حل الدولتين إلّا في حال توقف الغرب عن تقديم المساعدات لاسرائيل”.

وبالعودة إلى غزة وفي ظل تزايد الأزمة الإنسانية، حذرت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) من انهيار “النظام العام” مع انتشار الفوضى بعد اقتحام مستودعات ومراكز لتوزيع المساعدات الغذائية تابعة لها.

وحذّر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش من أن الوضع في غزة “يزداد يأسا ساعة بعد أخرى”.

وأطلق المدير العام لمنظمة الصحة العالمية امس “نداء شخصياً”ً لوقف إطلاق النار، معتبراً أن الحرب “لا تجلب سوى الخراب والرعب والدمار”.

ودعت برلين إسرائيل إلى “حماية” الفلسطينيين في الضفة الغربية من “المستوطنين المتطرفين”.

وقال المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية كريم خان الأحد في القاهرة بعد زيارته معبر رفح حيث تتكدس المساعدات الدولية للمدنيين الفلسطينيين: “ان منع وصول المساعدات يمكن أن يشكل جريمة”، مضيفاً: “على إسرائيل أن تضمن، بلا تأخير، حصول المدنيين على الغذاء والدواء” في غزة.

شارك المقال