اسرائيل تغرق في بر غزة… فتهرب الى المجزرة

لبنان الكبير / مانشيت

تغرق اسرائيل في بر غزة، فتهرب كعادتها الى المجازر المروعة، مستقوية في ذلك بدعم مفتوح، حتى الآن، من زعيم العالم الديموقراطي وحلفائه، ليتفاقم مشهد الطوفان مع تكسر “السيوف الحديدية” عند المقاومة الفلسطينية الصلبة، ما ينذر باتساع الصراع، مع انزلاق الولايات المتحدة أكثر فأكثر الى الميدان الشرق الأوسطي، حيث “الجماعات الموالية لإيران” تكشّر عن صواريخها ومسيراتها ضد الوجود الأميركي في العراق وسوريا، ومع إنخراط “الحوثي اليمني” في المعركة عن بعد، فيما “الإيراني الأقوى” على كل الساحات لا يزال يحسب بدقة “تاجر طهران” أرباح هذه الموقعة، حرباً أو تفاوضاً، ليقول كلمته الجمعة المقبل، في موعد يعتبره لبنانيون كثر فاصلاً بين الدمار الشامل أو الأضرار الجانبية المكلفة بأي حال.

وفيما توسعت في اليومين الأخيرين رقعة القصف الاسرائيلي في جنوب لبنان، لتطال جبل صافي البعيد ٢٥ كيلومتراً عن الحدود، بالاضافة إلى أطراف بلدات مثل زبقين وياطر وغيرهما متخطياً قواعد الاشتباك غير المعلنة منذ بدء الحرب، انعقدت جلسة اللجان النيابية المشتركة لمناقشة خطة الطوارئ المقدمة من الحكومة لتعزيز الجهوزية في حال اندلاع حرب، إلا أن الكباش السياسي سيطر على الجلسة، حيث أن أكثر من نصفها كان للخطاب السياسي، بينما خرجت غالبية النواب قبل سماع وزراء الحكومة، وبقي ١١ نائباً فقط، ما دفع أحد نواب “حزب الله” إلى القول في دردشة جانبية: “وقت الجد الاعتماد على الله وحزبه”.

تزامناً، أعلن لبنان أنه سيتقدم بشكوى لدى الأمم المتحدة عبر بعثته، تتهم اسرائيل باستخدام الفوسفور الأبيض في القصف على جنوب لبنان والعمد إلى إشعال الحرائق في المناطق الحرجية التي أودت بـ 40 ألف شجرة، وفق وزارة الزراعة.

وكان الجيش الاسرائيلي أعلن أمس خوضه معارك ضارية مع مقاتلي “حماس” في عمق قطاع غزة، مشيراً إلى أنه قصف “خلايا ومواقع إطلاق صواريخ مضادة للدبابات”، زاعماً قتله عشرات المسلحين. فيما أشارت “كتائب عز الدين القسام” إلى أن مقاتليها يخوضون معارك عنيفة مع قوات اسرائيلية توغلت شمال غرب غزة، واستهدفت آليتين اشتعلت فيهما النيران، وأجهزت على مجموعة من الجنود في بيت حانون.

ويبدو أن الجيش الاسرائيلي يواجه مقاومة شديدة في البر، فلجأ كعادته إلى ارتكاب المجازر، بحيث ذكر المتحدث باسم الجيش الاسرائيلي افيخاي أدرعي أن الجيش قتل القيادي في “حماس” ابراهيم البياري في غارته على مخيم جباليا، واصفاً إياه بأنه قائد كتيبة جباليا التابعة لـ “حماس”، الأمر الذي تنفيه الحركة، معتبرة أن الجيش الاسرائيلي يحاول تبرير جريمته البشعة ضد المدنيين الآمنين في المخيم، بغارات عنيفة راح ضحيتها أكثر من 400 قتيل، بعد تدمير الحي على ساكنيه.

إلى ذلك، يبدو أن الفصائل الموالية لطهران تنخرط تدريجياً في الحرب، بحيث أعلنت “جماعة الحوثي” اليمنية إطلاق عدد من المسيرات والصواريخ الباليستية نحو اسرائيل، الأمر الذي أكده جيشها عبر الإعلان عن إسقاط أهداف جوية فوق البحر الأحمر كانت تتجه إلى مستعمرة إيلات، كاشفاً عن استعماله منظومة الدفاع الجوي “أرو” لأول مرة منذ بدء الحرب، وذلك لاعتراض صاروخ سطح – سطح في البحر الأحمر أطلق باتجاه اسرائيل.

ونقل بيان للخارجية الإيرانية عن وزيرها حسين أمير عبد اللهيان قوله: “نتيجة استمرار جرائم النظام الصهيوني ضد الشعب الأعزل والحصار المطبق على غزة، فإننا نشهد تدريجياً زيادة في ردود الفعل وتكثيفاً واتساعاً لنطاق النزاعات في المنطقة”.

أضاف: “من الطبيعي أّلا تسكت مجموعات وحركات المقاومة على كل هذه الجرائم وأيضاً على دعم أميركا الكامل للكيان الصهيوني”. ودعا إلى “اغتنام آخر الفرص السياسية لوقف الحرب”، محذّرًا من أن “الوضع إذا خرج عن السيطرة فلن يسلم أي طرف من عواقب ذلك”.

وفي تغطية أميركية فاضحة للجرائم الاسرائيلية، أكّد المتحدث باسم مجلس الأمن القومي جون كيربي أنّ الولايات المتحدة لا تؤيد الدعوات الى وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة “حماس”، مشدّداً على وجوب الاستعاضة عنها بـ”وقف موقت” للأعمال الحربية لإتاحة إيصال المساعدات الإنسانية إلى غزة، فيما تتكدس الأطنان على معبر رفح بانتظار التفتيش الاسرائيلي، بينما ترفع المنظمات الانسانية الصوت منذرة بكارثة انسانية.

شارك المقال