“طوفان المنطقة” بانتظار نصر الله

لبنان الكبير / مانشيت

عشية خطاب السيد حسن نصر الله، يبدو أن “حزب الله” و”حماس” مصران على جر لبنان إلى الحرب، التي يمكن أن تؤدي إلى طوفان المنطقة بأكملها، وهي تعيش حالة ترقب لما قد يعلنه “المتحدث باسم فصائل محور المقاومة”، تحديداً في ظل استهداف قواعد أميركية في سوريا والعراق. ويأتي تصعيد “حزب الله” بالمسيّرات الانتحارية أمس، بعد تمكن الجيش الاسرائيلي من تقطيع أوصال غزة وقسمها إلى شطرين شمالي وجنوبي، وسط مقاومة عنيفة من المقاتلين الفلسطينيين، وهجمات متعددة الجبهات من “محور المقاومة” على اسرائيل، التي تتسلح بالضوء الأخضر من الولايات المتحدة الأميركية والذي يسمح لها بارتكاب المجازر المروعة، بالتزامن مع زيارة وزير الخارجية أنطوني بلينكن إلى تل أبيب اليوم.

تصعيد الحزب بالمسيّرات الانتحارية هو الأول من نوعه منذ بدء “طوفان الأقصى”، وتزامن مع الاعلان عن قصف 19 موقعاً اسرائيلياً في وقت واحد، فيما اشتعلت النيران في مستوطنة كريات شمونة برشقات صاروخية أطلقت من جنوب لبنان تبنتها “كتائب القسام”. وأشار مصدر قريب من الممانعة لموقع “لبنان الكبير” إلى أن الهجوم المتزامن من لبنان وسوريا واليمن أمس هو عبارة عن “نموذج مصغر” لما سيتعرض له كيان الاحتلال لحظة بدء الحرب المفتوحة.

وردت اسرائيل على الهجمات بتوسيع دائرة القصف جنوب لبنان، متخطية ملعب الـ 10 كيلومترات الذي كان ضمن إطار “قواعد الاشتباك”.

ويترقب لبنان واسرائيل والمنطقة خطاب الأمين العام عند الثالثة من بعد ظهر اليوم، ومن غير المتوقع أن يكون “البيان رقم 1″، تحديداً في ظل الدعوات الى تجمعات شعبية للحزب في كل المناطق لمتابعة الخطاب، ولكن يتوقع أن يصعّد في الكلام، موجهاً تهديداته إلى اسرائيل والأساطيل الأميركية في المنطقة التي أتت لدعمها، وهو أمر تعززه معلومات الاستخبارات الأميركية، بحيث قال المتحدث باسم الأمن القومي جون كيربي ان البيت الأبيض لم ير دليلاً على أن “حزب الله” مستعد لاستخدام القوة الكاملة.

كما يتوقع أن يشرح نصر الله المسار منذ الطوفان، وقد يعلن أن “حماس” مرتاحة الى وضعها في غزة، ولكنها إذا طلبت مساندة عسكرية من الحزب فسيلبي، وسيذكر بوضع الحزب في حرب تموز 2006 عندما لم يحتج إلى مساندة، إلا أن “المحور” كان جاهزاً لتقديمها.

إلى ذلك، يرى بعض المحللين أن “حزب الله” يعمل على تخفيف الضغط عن “حماس” وحسب، ولا نية لديه بدخول الحرب، لا سيما أن لبنان لا يستطيع تحملها اليوم، في ظل أزمة اقتصادية هي الأسوأ في تاريخ العالم، بينما أمنه الاجتماعي يعيش أخطر أيامه، في ظل انتشار السرقات و”التشليح”، وتم تناقل فيديو أمس عن سطو مسلح في وسط النهار، عدا عن العلاقة المهتزة للبلد مع الدول العربية، التي هي وحدها القادرة على إعادة الاعمار بعد أي حرب، كما حصل عام 2006 إلا أن هذا كله لا ينفي احتمال استجرار “حزب الله” الى حرب، اذا تغيرت مجريات الميدان الغزاوي، أو بسبب تفلت الجماعات الفلسطينية وغيرها على الحدود، والتي قد تشن هجوماً غير محسوب يؤدي إلى رد اسرائيلي كبير، يشعل الحرب.

وعلى الرغم من تمكن الجيش الاسرائيلي من تقسيم غزة إلى شطرين، وهو ما يعتبره أهم خطوة في المعركة، إلا أنه اعترف بضراوتها، فيما تنشر “كتائب القسم” مشاهد استهداف الدبابات الاسرائيلية من مسافة صفر، بحيث يخرج مقاتلوها من الأنفاق، فيستهدفون الدبابة ثم يعودون بعدها إلى مخابئهم.

شارك المقال