“أيزنهاور” وصلت… أميركا تفاوض بدلاً من إسرائيل… ميقاتي التقى بلينكن والسيسي

لبنان الكبير / مانشيت

هو موسم المزايدة بحق القضية الفلسطينية، من تسليح المقاومة إيرانياً عبر تقديم قائد “حماس” أوراق الاعتماد لدى المرشد الأعلى، إلى الخطاب الأردوغاني الذي يهدف فعلياً إلى المزايدة على الدول العربية من دون أن يؤثر ذلك على علاقة تركيا وإسرائيل، وسط رفض أميركي لوقف إطلاق النار متسلحاً بوصول حاملة الطائرات “أيزنهاور” إلى المنطقة، وهو موقف أعيد تكراره خلال الاجتماع الوزاري العربي، مع غباش الصورة لدى الأميركيين، الذين يبدو كأنهم تسلموا المفاوضات عن إسرائيل حول مستقبل غزة بعد الحرب، أو بعد التخلص من “حماس” إن كان بإمكان الدولة العبرية تحقيق ذلك.

وبينما تنفس لبنان الصعداء بعد الخطاب “غير التصعيدي” للأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصر الله، وعلى الرغم من تصاعد التوتر جنوباً، يحاول رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي أن يجنب لبنان الحرب عبر جولات إقليمية قد يوسعها إلى دولية، فتوجه إلى الأردن للمشاركة في الاجتماع الوزاري العربي، مشدداً على التزام لبنان بالشرعية الدولية، والمطالبة بالقرار الدولي الرقم 1701.

وفي عمان التقى ميقاتي وزير الخارجية الأميركية أنطوني بلينكن، الذي أكد أنه ناقش معه السُّبل لمنع إنتشار الصراع بين إسرائيل و”حماس” إلى أماكن أخرى في المنطقة وتأمين المساعدات الانسانيّة للشعب الفلسطيني، معرباً عن قلقه بشأن تبادل إطلاق النار على طول حدود لبنان مع إسرائيل. وتم على هامش اللقاء التطرق إلى الملف الرئاسي وحاجة لبنان الى انتخاب رئيس. وبعدها توجه ميقاتي إلى مصر حيث التقى رئيسها عبد الفتاح السيسي، مثمناً الموقف المصري الداعم للبنان، ومشدداً على الموقف العربي الداعم لوقف إطلاق النار.

في اجتماع الأردن، وبالتزامن مع وصول حاملة الطائرات الأميركية “أيزنهاور” إلى المنطقة، جدّد بلينكن الموقف الأميركي الرافض لوقف لإطلاق النار، مشيراً إلى أن الولايات المتحدة تعتبر أنه لن يؤدي إلا إلى “إبقاء حماس في مكانها”، الأمر الذي يشكل تبايناً مع العرب، اذ قال وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي: “إن الاجتماع الوزاري العربي الأميركي الذي عقد اليوم (امس) السبت في العاصمة عمان عكس مواقف متباينة بشأن ما يجب فعله لإنهاء الكارثة في قطاع غزة، وبعض نقاط الالتقاء أيضاً في المواقف”. ولفت إلى أن “لأولوية هي لإنهاء الحرب ووقف الدمار وإعادة الأمل ووقف الأعمال التي تجردنا من إنسانيتنا”.

وأشار الصفدي الى أن الدول العربية تطالب “بوقف فوري للحرب وقتل الأبرياء وترفض اعتبار ذلك دفاعاً عن النفس”.

وكانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت أمس عن وصول مجموعة حاملة الطائرات “أيزنهاور” إلى الشرق الأوسط لتعزيز الوجود الأميركي في المنطقة. وقالت على منصة “إكس”: “إن المجموعة تضم إلى جانب حاملة الطائرات، طراد الصواريخ بحر الفلبين والمدمرتين ماسون وجريفلي المسلحتين بصواريخ موجهة”.

وبينما تواصل إسرائيل انتقامها الاجرامي، الذي لا تستثني فيه لا المستشفيات ولا سيارات الاسعاف ولا المدارس، بحيث ارتكبت مجزرة أمس في مدرسة الفاخورة، أطل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، معلناً استدعاء سفيره في إسرائيل للتشاور، ونقلت وسائل الاعلام عنه أن “نتانياهو لم يعد شخصاً يمكننا الحديث معه. لقد محوناه”. ولكنه وفي انتظار زيارة وزير الخارجية الأميركي قال إن “تركيا لم تقطع علاقاتها الديبلوماسية مع إسرائيل بشكل كامل، فهذا ليس ممكناً، خصوصاً في الديبلوماسية الدولية”. وحمّل نتنياهو مسؤولية العنف، لافتاً إلى أنه “فقد دعم مواطنيه”.

اما في لبنان الذي شهدت حدوده تصاعداً في العمليات الحربية، مع إدخال “حزب الله” صواريخ “بركان” إلى المعادلة لأول مرة، واتساع رقعة القصف الاسرائيلي رداً على عمليات الحزب، واستخدام مكثف للطيران الحربي، فلا يزال خطاب الأمين العام ل “حزب الله” السيد حسن نصر الله مدار أخذ ورد، فاعتبر عضو كتلة “الجمهورية القوية” النائب غسان حاصباني أن “الحزب يقول من خلال كلام أمينه العام انه هو من يحدّد الارباح والخسائر وكذلك التضحيات المطلوبة وليس الدولة اللبنانية والشعب اللبناني. هذا أخطر ما في الامر”. وقال: “يفهم من كلام السيد نصر الله أن القرار في ايران واللافت أنه لم يتوقف عند الوضع المتأزّم في لبنان ولم يتحدث عن تجنيبه مخاطر غير ضرورية حالياً”.

في المقابل، كرر عضو المجلس المركزي في “حزب الله” الشيخ نبيل قاووق، موقف نصر الله، موضحاً أنّ “المقاومة الإسلامية بعملياتها المتواصلة، استطاعت أن تستنزف العدو الاسرائيلي على طول الحدود، وأن تُجبر المستوطنين على الجلاء عن بيوتهم ومستوطناتهم، وأن تدمر خلال أيام منظومة الرصد والتجسس التي بناها العدو على مدى خمسين عاماً، والتي تراقب المنطقة وصولاً إلى سوريا والعراق وإيران”.

شارك المقال