تخبط أميركي – اسرائيلي بشأن غزة بعد الحرب

لبنان الكبير / مانشيت

بعد تحرير موقع الأمين العام للأمم المتحدة من بيانات الاعراب عن القلق التي لم تقدم ولم تؤخر يوماً، سمع العالم أمس مطالبة بفرض عقوبات على إسرائيل من دولة أوروبية، وهذا مرده إلى الاجرام الاسرائيلي الذي لا يمكن أن يتغاضى عنه أي رائد في حقوق الانسان، فحتى الممرات الآمنة المزعومة والمناطق الجنوبية تتعرض للقصف الاسرائيلي، الذي لم يحيّد لا مستشفيات ولا مدارس، حتى أن حليفها الأكبر، الولايات المتحدة الأميركية، انتقدها معتبراً أنها يمكنها شن العمليات الحربية بصورة أدق، وسط تخبط واضح عن مرحلة ما بعد الحرب، بحيث أعلن الاسرائيليون أنهم ليسوا في وارد إعادة احتلال غزة، ولكن لا يمكنهم السماح بـ 7 تشرين أول آخر.

ويبقى الكلام في النهاية للميدان، حيث يزعم الجيش الاسرائيلي أنه وصل إلى وسط غزة، بينما ترد “كتائب القسام” بأنها تقاتل جنوده على مشارف المدينة، وتنشر مقاطع فيديو لاستهداف التجمعات العسكرية والدبابات والآليات، في مشاهد التحام تكاد لا تصدق، ما يظهر أنها فشل للجيش الاسرائيلي في شل قدرة “حماس” عبر القصف العنيف الذي يسبق توغله البري في كل بقعة، وقد اعترف بمقتل 33 من جنوده حتى الآن في المعارك، إلا أنه ادعى في بيان أمس أنه دمر 130 فتحة نفق وأن أفراد سلاح الهندسة الذين يقاتلون في غزة “يدمرون أسلحة العدو ويحددون مواقع منافذ الأنفاق ويكشفونها وينسفونها”. وكذلك زعم أن الضربات الجوية قتلت أيضاً محسن أبو زينة المسؤول عن صنع الأسلحة في “حماس”، وعدداً آخر من المقاتلين.

وفيما أعلنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر عن تعرض قافلة إنسانية تضم خمس شاحنات وسيارتين تابعتين للمنظمة الدولية محملة بإمدادات طبية لإطلاق نار، ما أدى إلى تضرر الشاحنتين، دعت الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية وقادة العالم العربي ودول أخرى في العالم إلى وقف إطلاق النار.

وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش: “من المهم أيضاً أن نجعل إسرائيل تدرك أن ليس من مصلحتها ظهور صورة يومية رهيبة عن الاحتياجات الانسانية المأساوية للشعب الفلسطيني… هذا لا يدعم إسرائيل أمام الرأي العام العالمي”.

وقارن غوتيريش بين عدد الأطفال الذين قتلوا في غزة وعدد القتلى من الأطفال في الصراعات في أنحاء العالم والتي يقدم الأمين العام تقارير عنها سنوياً، قائلاً: “في كل عام، يصل الحد الأقصى لعدد الأطفال الذين يقتلون، على يد أي من الأطراف الفاعلة في جميع الصراعات التي نشهدها، إلى مئات. لدينا في غزة آلاف القتلى من الأطفال خلال أيام قليلة، وهو ما يعني وجود خطأ واضح في أسلوب تنفيذ العمليات العسكرية”.

إلى ذلك، أكد وزراء خارجية دول مجموعة السبع دعمهم “هدنات وممرات إنسانية” في الحرب الدائرة بين إسرائيل و”حماس”، من دون الدعوة الى وقف إطلاق النار، تماشياً مع الموقف الأميركي، بحق إسرائيل في الدفاع عن نفسها، ولكن المفاجأة كانت من بلجيكا حيث دعت نائبة رئيس الوزراء بيترا دي سوتر الحكومة أمس إلى فرض عقوبات على إسرائيل والتحقيق في قصف المستشفيات ومخيمات اللاجئين في قطاع غزة.

وقالت دي سوتر لوسائل الإعلام: “حان الوقت لفرض عقوبات على إسرائيل. إسقاط القنابل كالمطر غير إنساني… من الواضح أن إسرائيل لا تهتم بالمطالب الدولية الخاصة بوقف إطلاق النار”.

ومن الجهة الإنسانية أيضاً، وسط إعلان الهلال الأحمر الفلسطيني نفاد الوقود، أشار وزير الدفاع الايطالي جويدو كروزيتو إلى أن إيطاليا سترسل مستشفى عائماً قرب ساحل قطاع غزة للمساعدة في علاج مصابي الصراع الاسرائيلي – الفلسطيني، لافتاً إلى أن من المرجح الابقاء على سفينتين إيطاليتين تابعتين للبحرية، تم إرسالهما بالفعل إلى المنطقة، في مكانهما.

أما بالنسبة الى ما بعد الحرب وتصريح رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو عن تولي دولته أمن قطاع غزة بعدها، فقد أشار وزير الشؤون الاستراتيجية والاعلام الاسرائيلي رون دريمر إلى أن نتانياهو “لم يتحدث عن احتلال غزة”. وقال لوسائل الاعلام: “انسحبنا بالكامل من غزة قبل 17 عاماً وحصلنا على دولة إرهابية. لا يمكننا تكرار ذلك، هذا واضح، عندما لا تعود حماس في السلطة”.

واعتبر وزير الخارجية البريطاني جيمس كليفرلي أن “النتيجة المرغوبة من الصراع الدائر بين إسرائيل وحماس هي التحرك صوب وجود قيادة فلسطينية محبة للسلام”، مجدداً التأكيد على تأييد بلاده لحل الدولتين.

أضاف في قمة مجموعة الدول السبع الصناعية الكبرى في اليابان: “في المدى القريب لا يمكن تجنب أن يكون لاسرائيل مسؤولية أمنية لأن لديها قوات في قطاع غزة. لكن رؤيتنا هي التحرك بأسرع وقت ممكن صوب وجود قيادة فلسطينية محبة للسلام كأفضل نتيجة مرجوة”.

أما “حماس” فترى أن ترتيب الأوضاع في غزة هو شأن فلسطيني وهي جزء من النسيج الفلسطيني، وستكون جزءاً من هذا الترتيب. وصدر عن أحد قيادييها امس تحذير للسلطة الفلسطينية من التعاون مع الأميركيين أو محاولة العودة إلى غزة على ظهر دبابة إسرائيلية.

في الجبهة الشمالية أي جنوب لبنان، ومع وصول الغواصة النووية الأميركية لتنضم إلى حاملتي الطائرات في شرق المتوسط، فقد استمر القصف المتبادل بين إسرائيل من جهة و”حزب الله” وفصائل لبنانية وفلسطينية من جهة أخرى، فيما لم يسجل أي تصعيد جديد يمكن اعتباره خرقاً لقواعد الاشتباك.

شارك المقال