وجع غزة يجمع العرب… لبنان يشارك منقسماً

لبنان الكبير / مانشيت

قمة عربية صباحاً وإطلالة الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصر الله بعد الظهر يشكلان الحدث اليوم. وبينما يتوقع أن لا يقدم نصر الله أي جديد أكثر مما قاله في خطابه الأخير، من المتوقع أن تصدر عن القمة التي تدرس بنداً وحيداً هو غزة، ويصادف عقدها مع ذكرى رحيل الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات، مواقف حازمة لجهة وقف إطلاق النار، وقد ظهر ذلك في موقف ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، الذي افتتح القمة العربية -الافريقية في الرياض أمس بإدانة الانتهاكات الاسرائيلية في غزة، داعياً إلى وقف فوري لاطلاق النار.

ويشارك في القمة الرئيس الايراني إبراهيم رئيسي والرئيس السوري بشار الأسد في ما يبدو أنه استكمال للتقارب السعودي – الايراني الذي أقر في اتفاق بكين. أما لبنان المشارك في القمة فيظهر منقسماً، بحيث وجه نواب المعارضة نداء إلى المجتمعين في القمة يطالبون فيه بمنع توسع الحرب إلى لبنان، بسبب ميليشيا مسلحة تسيطر على قرار الدولة وجرتها إلى حرب محدودة على حدودها الجنوبية أدت الى مقتل مدنيين ونزوح الآلاف، فيما الميليشيا مستعدة لمساندة غزة حين تدعو الحاجة الى ذلك حسب قول الأمين العام.

ويبدو أن توسع نطاق الحرب لا مفر منه كما أكد وزير الخارجية الايرانية حسين أمير عبد اللهيان، الذي قال لنظيره القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني في اتصال هاتفي أول من أمس: “نظراً الى تزايد حدة الحرب ضد السكان المدنيين في غزة، فقد أصبح توسيع نطاق الحرب أمراً لا مفر منه.”

ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو قوله في اجتماع مع رؤساء بلدية البلدات المتاخمة لقطاع غزة إن “قوات الجيش ستظل مسيطرة على القطاع، ولن نسلمه إلى قوات دولية”، مضيفاً: “ستكون هناك سيطرة أمنية إسرائيلية على قطاع غزة، بما في ذلك نزع السلاح بالكامل، لضمان عدم وجود أي تهديد من غزة على مواطني إسرائيل”، الأمر الذي ستعارضه بالتأكيد الدول العربية وعدد من الدول الغربية أيضاً، علماً أن نتنياهو نفسه نفى أن تكون هناك نية لاسرائيل بإعادة احتلال غزة.

أما الميدان، فقد شهد أمس قنصاً وقصفاً للمستشفيات والمدارس في غزة، بذريعة أن مقاتلي “حماس” أنشأوا مراكز عمليات فيها. وتعرضت المناطق المحيطة بعدد من المستشفيات في شمال القطاع للقصف ليل الخميس الجمعة، حسب وزارة الصحة التابعة لـ “حماس”، بما في ذلك مجمع الشفاء حيث لجأ 60 ألف شخص، ومستشفى الرنتيسي والمستشفى الإندونيسي. وتوعد الجيش الاسرائيلي بقتل عناصر “حماس” إذا شوهدوا وهم يطلقون النار من المستشفيات. وأعلن الهلال الأحمر الفلسطيني أن “قناصة الاحتلال يستهدفون مستشفى القدس واطلاق النار بصورة مباشرة على الموجودين في المبنى ما أسفر عن استشهاد شخص واحد وإصابة 28 شخصاً بينهم إصابتان في حالة حرجة”. وأعلنت حكومة “حماس” مقتل 13 شخصاً على الأقل وإصابة العشرات في قصف على مجمع الشفاء، الأكبر في القطاع. وأعلن مدير المستشفى انتشال حوالي 50 قتيلاً من داخل مدرسة البراق بعد قصف إسرائيلي الجمعة.

وبينما تتزايد حدة الأزمة الانسانية في غزة مع شحّ المساعدات التي تدخل عبر معبر رفح الحدودي مع مصر، حذرت الأمم المتحدة من أن “نقص الطعام يثير قلقاً متزايداً”، مشيرة إلى أن أي منظمة لم يكن بإمكانها تقديم مساعدة للسكان هناك منذ ثمانية أيام، وتعاني المستشفيات التي لم تغلق أبوابها، نقصاً في الأدوية والوقود لتشغيل مولدات الكهرباء. وأكد مفوّض وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) فيليب لازاريني امس أن أكثر من 100 من موظفي الوكالة قتلوا في قطاع غزة، بينما أعلنت روسيا عن إرسال 25 طنّاً من المساعدات الانسانية عبر مصر إلى المدنيين في القطاع.

وأكد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن “الحاجة إلى بذل المزيد لحماية المدنيين الفلسطينيين في قطاع غزة”، مرحباً في الوقت نفسه بموافقة إسرائيل على “هدنة” يومية.

الى ذلك، أعلنت إسرائيل امس خفض حصيلة ضحايا الهجوم الذي شنته حركة “حماس” على أراضيها في السابع من تشرين الأول، من 1400 قتيل الى 1200. وأوضح المتحدث باسم وزارة الخارجية ليور هايات أن ذلك مرده الى أن “الكثير من الجثث التي لم يتم التعرف إليها” سابقاً تعود الى عناصر “شاركوا في هجوم حماس الارهابي وليست لضحايا إسرائيليين”.

وفيما حذرت الولايات المتحدة وإسرائيل، إيران وحلفاءها من فتح جبهات إضافية ضد الدولة العبرية، أعلن الجيش الإسرائيلي أنه قصف فجر الجمعة سوريا رداً على تحطم مُسيّرة الخميس على مدرسة في إيلات، وأشار إلى أنه “يواصل عملياته لتدمير البنى التحتية” لـ “حزب الله” المدعوم من طهران. ونعى الحزب سبعة من عناصره قتلوا بنيران إسرائيلية، من دون أن يحدد مكان أو تاريخ مقتلهم، ليرتفع بذلك عدد قتلاه منذ بدء التصعيد على وقع الحرب في غزة، إلى 68 مقاتلاً، فيما أشارت معلومات متداولة الى أن العناصر قتلوا في القصف الأميركي على قاعدة للحرس الثوري الإيراني في سوريا، وهذه أول مرة ينعى فيها الحزب في بيان واحد دفعة من مقاتليه، بينما أعلن في وقت لاحق في بيانات متلاحقة استهدافه مواقع عسكرية إسرائيلية عدة. وقال إنه نفذ هجوماً بثلاث مسيرات هجومية، استهدفت إحداها ثكنة اسرائيلية. وشهدت ميس الجبل، سقوط قذيفة مدفعية إسرائيلية في باحة مستشفى البلدة، من دون أن تنفجر. وارتفع عدد ضحايا التصعيد جنوباً إلى 90 بينهم 68 مقاتلاً لـ “حزب الله”، بينما يقول الجيش الإسرائيلي ان 6 من عسكرييه قتلوا ومدنيين اثنين.

شارك المقال