لبنان نحو الانجراف الكامل في “طوفان الأقصى”… ومسؤولون يشيدون بـ”الحزب”

لبنان الكبير / مانشيت

يوماً بعد يوم تزداد سخونة حدود لبنان الجنوبية، لنقترب أكثر من الانجراف الكامل في “طوفان الأقصى” من دون امتلاك أي مقومات دفاعية، كبلد ودولة ووطن، باستنثاء ترسانة صواريخ لدى “فريق لبناني” يفتخر بالولاء لايران لكن من دون أن يتلقى أوامر، كما زعم الرئيس الايراني ابراهيم رئيسي في حضرة الرئيس نجيب ميقاتي الذي أخذه المقام الايراني فذهب الى حد الاشادة بدور “حزب الله” حتى في استقرار شعوب المنطقة ورفاهيتها، على الرغم من النكبات السورية التي تسبب بها هذا الحزب، والخراب الذي أحدثه في لبنان في أكثر من مناسبة، بعدما تحول مع سوريا والعراق واليمن الى ساحات تلعب فيها ايران بدم أبنائها وتسجل نقاطاً سياسية في جعبتها الاقليمية.

واستعرت حدة المواجهات على الحدود الجنوبية بعد ظهر امس بعد مقتل إسرائيليين اثنين، ووسعت القوات الاسرائيلية من وتيرة اعتداءاتها على المناطق الجنوبية، اذ أطلقت مسيرة معادية قرابة الثانية والربع من بعد الظهر، صاروخاً موجهاً باتجاه أطراف تلة الطهرة الشرقية والمطلة على بلدة كفررمان.

وتزامن ذلك مع اعتداءات للمدفعية المعادية طالت أطراف كفرتبنيت، محيط كنيسة الجرمق، مجرى الجردلي ومنطقة زريقون بين كفررمان والجرمق بقذائف من عيار ١٧٥ ملم، كما طالت بلدات الطيبة وطيرحرفا، ومنطقة البويضة في قضاء مرجعيون.

ونفذ الطيران الحربي الاسرائيلي سبع غارات في أقل من ساعة تركزت على القطاعين الأوسط والشرقي مستهدفاً كلاً من الجرمق وعلي الطاهر والدبشة ومحيط المحمودية والعزية وقرب الخردلي ومحيط القليعة وديرميماس.

وكان المتحدث بإسم الجيش الإسرائيلي أعلن ظهر أمس، عن سقوط اصابات عدة جراء إطلاق صاروخ مضاد للدروع من لبنان تجاه مستوطنة “دوفيف” في شمال إسرائيل، بالاضافة الى احتراق العديد من السيارات.

وأفادت وسائل إعلام إسرائيليّة بأنه طُلب من المستوطنين في منطقة الجليل المحاذية للبنان البقاء في الملاجئ.

كما أعلنت قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان “اليونيفيل” إصابة أحد أفرادها في إطلاق نار قرب موقع لها في بلدة القوزح، وأنه خضع لعملية جراحية وحالته مستقرة. وأشار الناطق الرسمي بإسم “اليونيفيل” أندريا تيننتي إلى أن مصدر إطلاق النار غير معروف حالياً، وأنها بدأت تحقيقاً في الواقعة.

وسرعان ما ذكرّت القوة الأممية “الأطراف بالتزاماتها بحماية أفراد حفظ السلام وتجنب تعريض الرجال والنساء الذين يعملون على استعادة الاستقرار للخطر”، محذرةً من أن الهجمات ضد المدنيين أو موظفي الأمم المتحدة هي “انتهاكات للقانون الدولي قد ترقى إلى مستوى جرائم حرب”.

وأشار “حزب الله” في بيان، الى أن هجومه استهدف ‏قوة لوجيستية تابعة للجيش الاسرائيلي “كانت بصدد نصب أعمدة إرسال وأجهزة تنصت وتجسس ‏في تجمع مستحدث قرب ثكنة” دوفيف، وأنه أسفر عن سقوط عدد من القتلى والجرحى.

ولاحقاً، أعلنت “كتائب القسام” في لبنان في بيان أنها قامت “رداً على مجازر الاحتلال وعدوانه على أهلنا في قطاع غزة”، بقصف شمال حيفا ومستوطنتي “شلومي” و “نهاريا” شمال اسرائيل بعدة رشقات صاروخية مركزة.

وعلى صعيد الأحداث عند الحدود الجنوبية وفي سوريا، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أمس بأن “غارات جوية إسرائيلية استهدفت اللواء 112 التابع للجيش السوري في ريف درعا بجنوب غرب سوريا”، مشيراً إلى أن هذه هي المرة الثانية التي تستهدف فيها إسرائيل اللواء خلال أقل من أسبوعين.

وبعد مرور أكثر من شهر على القصف المتواصل في قطاع غزة، لا تزال إسرائيل تواصل هجماتها وعملياتها البرية وسط تعالي تحذيرات مسؤولين في قطاع الصحة ومنظمات دولية من وضع وصفوه بأنه “مرعب” في مستشفيات القطاع ينذر بفقد حياة الكثيرين، ومن بينهم أطفال ورُضّع.

ودعت منظمة الأمم المتحدة للطفولة “اليونيسف” ومنظمة الصحة العالمية وصندوق الأمم المتحدة للسكان في بيان مشترك إلى تحرك دولي عاجل لإيقاف الهجمات على المستشفيات في قطاع غزة.

على صعيد آخر، تتواصل جهود الوسطاء المصريين والقطريين للتوصل إلى اتفاق يؤدي إلى إطلاق سراح المحتجزين الاسرائيليين في قطاع غزة مقابل الافراج عن أطفال فلسطينيين ونساء محتجزين في السجون الاسرائيلية.

وأعلن مصدر قيادي في حركة “حماس” امس أن “الحركة تنتظر رداً إسرائيلياً حول صفقة أسرى تشمل كل المدنيين ومزدوجي الجنسية والأجانب”، مشيراً الى أن “الصفقة الموسعة” تتضمن الإفراج عن “أسيراتنا وأطفالنا في السجون الإسرائيلية بما يشمل الذين خطفتهم إسرائيل بعد السابع من أكتوبر، وإدخال محروقات إلى قطاع غزة”.

وأوضح المصدر أن الصفقة تشمل الافراج عن كل النساء والمدنيين ومزدوجي الجنسية من الأسرى الاسرائيليين في غزة “بالتدريج”، لافتاً إلى أن التدرج في الافراج عن الأسرى سيكون “لاعتبارات عملياتية ميدانية”. وكشف أن عدد من سيتم الافراج عنهم من الاسرائيليين “يقارب 80 شخصاً وعدد آخر ممن قتلتهم الطائرات الاسرائيلية بقصفها” على غزة .

وبالعودة الى الداخل اللبناني، لا يزال رئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل يرفض جملةً وتفصلاً التمديد لقائد الجيش جوزيف عون، وأكد في تصريح، أن “كل تمديد في الوظيفة العامة هو ضرب للقانون وللدولة، لذلك موقفنا ثابت ومبدئي برفضه بغض النظر عن الأشخاص”، معتبراً أن “تعديل القانون للتمديد لشخص واحد هو غير شرعي ومعرض لابطاله أمام المجلس الدستوري، لأنه يخالف مبدأ بديهياً وهو شمولية التشريع. وهو ليس من ضمن تشريع الضرورة ويضرب هيكلية المؤسسة ويظلم الضباط في حقوقهم”.

أضاف: “نقول لمن أظهر حرصه على المؤسسة، كذب أن الجيش ينقسم اذا لم يحصل التمديد، ولن تتوقف المساعدات لأنها للمؤسسة وليست للشخص، ولا فراغ في المؤسسات الأمنية، هناك حلول كثيرة قانونية موقتة ومتوافرة”.

في المقابل، أكد البطريرك الماروني مبشارة بطرس الراعي في عظة الأحد من بكركي أن “الكنيسة لا تستطيع أن تكون مكتوفة الأيدي أمام تخلف المسؤولين عن تأمين الخير العام”، مشدداً على “أننا نرفض رهن انتخاب الرئيس لشخص معين أو فئة أو مشروع، ونرفض البقاء من دون رئيس فيما أوصال الدولة تتفكك والشعب يتسول وقوانا الحية تهاجر والدستور ينتهك”.

شارك المقال