اسرائيل أعدّت خطط العدوان… وغوتيريش يخشى “دمار لبنان بالكامل”

لبنان الكبير / مانشيت

عين على الكاميرا وعين على السماء هي حال الصحافيين في الجنوب اللبناني، فقد أقدم العدو الاسرائيلي على استهداف الأطقم الصحافية مرة جديدة برسالة عدائية واضحة مفادها ممنوع توثيق جرائم الحرب التي يرتكبها، وقد تدخلت العناية الالهية هذه المرة في عدم سقوط اصابات بين المراسلين. وفيما تستمر وتيرة الاشتباكات في الارتفاع على الحدود، حذر رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو من أن “حزب الله” يلعب بالنار، فيما نقلت وسائل الاعلام الاسرائيلية، أن رئيس أركان الجيش صادق على خطة دفاع وهجوم للجبهة الشمالية، وأوعز بالجاهزية للوحدات العسكرية، مؤكداً الاستعداد بخطط عمل للجيش والهجوم البري إذا اضطر الأمر، وقد أبلغ المستوى السياسي بذلك، في وقت تخوف الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش من أن لبنان سيدمر بالكامل ولن ينجو في حال توسعت رقعة الحرب.

أما لبنان “شبه الدولة” فلا يزال يتخبط في استحقاقاته، بحيث تعقد جلسة لمجلس الوزراء اليوم، كان يتوقع البعض أن تقر التمديد لقائد الجيش جوزيف عون، إلا أن مصادر نيابية أكدت لموقع “لبنان الكبير” أن من الصعب جداً لا بل من المستحيل أن يجري هذا التمديد في جلسة اليوم، وأن هناك مهلة لنهاية الشهر الجاري وبعدها يتم تحويل الملف الى مجلس النواب لاقراره.

وكانت كتلة “الجمهورية القوية” قد تحركت أمس باتجاه عين التينة، لغاية التمديد في قيادة الجيش، وأشار النائب جورج عدوان إلى أن رئيس مجلس النواب نبيه بري وعد بأن يدعو إلى جلسة نهاية الشهر في حال لم يتمكن مجلس الوزراء من إقرار التمديد، علماً أن بري يفضل أن يحصل التمديد عبر الحكومة.

والتمديد كان أيضاً محور لقاءات البطريرك الماروني بشارة الراعي الذي استقبل السفيرة الأميركية دوروثي شيا، وكرر موقفه “الرافض لاسقاط قائد الجيش” أمام زواره، وقال: “يخلقون العقد والمطلوب واحد وهو انتخاب رئيس للجمهورية”.

بالعودة الى الوضع الميداني، كان الحدث الأبرز أمس استهداف الجيش الاسرائيلي فريقاً من المراسلين الصحافيين كان موجوداً على مشارف بلدة يارون الحدودية لتغطية خبر استهداف منزل فيها، فتعرض لقذيفتين أطلقتهما مسيرة إسرائيلية لكن العناية الالهية أنقذتهم من دون وقوع إصابات بينهم. وكان الفريق الاعلامي ينقل مباشرة على الهواء خبر استهدافه حين أطلقت المسيرة صاروخاً ثانياً باتجاهه.

وفيما ارتفعت وتيرة القصف الاسرائيلي على الجنوب تقابلها رشقات صاروخية مكثفة من الاراضي اللبنانية، علق نتنياهو على الأوضاع في الجبهة الشمالية على الحدود مع لبنان، بالقول: “هناك من يعتقد أن بإمكانه توسيع الهجمات ضد قواتنا ومدنيينا.. هذا لعب بالنار. ستقابل النار بنيران أقوى بكثير، ولا ينبغي لهم أن يحاكمونا لأننا لم نظهر إلا القليل من قوتنا.. أي هجوم علينا سنهاجم من يهاجمنا.. سنعيد الأمن إلى الشمال وسنعيد الأمن إلى الجنوب.. سوف نعيد الأمن إلى دولة إسرائيل، ولكن قبل كل شيئ، سيكون هناك نصر هنا.. سيتم القضاء على حماس”.

ومع احتمال توسع الحرب جنوباً، أعرب الأمين العام للأمم المتحدة عن قلقه الشديد بشأن التوتر بين لبنان وإسرائيل. وخلال مقابلة أجراها مع شبكة “سي أن أن” قال غوتيريش: “يجب علينا أن نفعل كل ما بوسعنا لتجنب تصعيد المواجهة، حيث قد يحدث هجوم واسع النطاق لحزب الله مع رد فعل إسرائيلي كبير يؤدي إلى تدمير لبنان بالكامل”.

وتنقل وسائل إعلام اسرائيلية عن مسؤولين أن التقديرات تتضاعف داخل جيش الاحتلال الاسرائيلي، بأن الحرب مع لبنان أمر لا مفر منه، وتأتي هذه التقديرات بعد مضاعفة “حزب الله” عمليات إطلاق النار الأحد على الحدود الشمالية، وبعد تهديدات وزير الأمن الإسرائيلي يوآف غالانت السبت الماضي لـ “حزب الله” بأنه فيما لو تم تخطي الخطوط الحمر، “سترون مقاتلاتنا تضرب بيروت”.

إلى ذلك، قتل ثمانية مقاتلين موالين لإيران في ضربات أميركية استهدفت موقعين في شرق سوريا وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الانسان أمس. وكانت الولايات المتحدة أفادت الاحد “أن القوات الأميركية نفذت ضربات دقيقة اليوم استهدفت منشآت في شرق سوريا يستخدمها الحرس الثوري الإيراني ومجموعات مرتبطة بإيران، في رد على الهجمات المستمرة ضد جنود أميركيين في العراق وسوريا”.

وقال وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن إن “الضربات استهدفت منشأة تدريب ومخبأ قرب مدينتي البوكمال والميادين توالياً”.

وجاءت الضربات بعد أن تعرضت القوات الأميركية وقوات التحالف للهجوم 40 مرة على الأقل في العراق وسوريا من قوات تدعمها إيران في الأسابيع القليلة الماضية، في ظل تصاعد التوتر في المنطقة بسبب حرب إسرائيل على “حماس”، وأصيب ما لا يقل عن 45 من القوات الأميركية بإصابات دماغية أو بجروح طفيفة، وقال وزير الدفاع الأميركي خلال مؤتمر صحافي في سيول: “هذه الهجمات يجب أن تتوقف”.

أما في غزة، وفيما أصبح الجيش الاسرائيلي يدق أبواب المستشفيات، أعلن المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبريسوس أول من أمس، أن أكبر مستشفى في غزة توقف عن العمل، وأن الوفيات بين المرضى في ارتفاع، مشيراً إلى أن المنظمة تمكنت من التحدث إلى العاملين في مجال الصحة في مستشفى الشفاء، الذين وصفوا الوضع بـ “المروع والخطير”. واعتبر في منشور على موقع “إكس” أن “من المؤسف أن عدد وفيات المرضى ارتفع بصورة كبيرة”، مضيفاً أن الشفاء “لم يعد يعمل كمستشفى بعد الآن”.

وأشار المتحدث باسم الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر توماسو ديلا لونجا إلى أن “مستشفى القدس معزول عن العالم منذ ستة أو سبعة أيام. لا يوجد طريق للدخول أو الخروج”.

وبينما ادعى الجيش الاسرائيلي أنه عرض إجلاء الأطفال حديثي الولادة ووضع 300 ليتر من الوقود عند مدخل مستشفى الشفاء مساء السبت لكن حركة “حماس” منعت كلا العرضين، نفت الحركة رفضها الوقود وقالت إن المستشفى يخضع لسلطة وزارة الصحة في غزة، موضحة أن كمية الوقود التي قالت إسرائيل إنها عرضتها “لا تكفي لتشغيل مولدات المستشفى لأكثر من نصف ساعة”.

وقال أشرف القدرة، المتحدث باسم وزارة الصحة: “إن ثلاثة أطفال حديثي الولادة توفوا من بين 45 طفلاً في حاضنات مستشفى الشفاء”.

وحذر مدير وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) في قطاع غزة من “توقف العمليات الانسانية خلال 48 ساعة لعدم السماح بدخول الوقود إلى غزة”، في وقت أصبحت فيه معظم المستشفيات خارج الخدمة.

وأعلنت واشنطن أنها تعارض القتال في محيط مستشفيات غزة “حيث يجد أبرياء ومرضى يتلقون رعاية طبية أنفسهم عالقين وسط تبادل إطلاق النار”. وقال مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض جايك ساليفان: “أجرينا مناقشات مكثّفة مع جيش الدفاع الاسرائيلي حول هذا الأمر”.

ودعا مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل إسرائيل إلى ممارسة “أقصى درجات ضبط النفس” لحماية المدنيين، ودان استخدام حماس “المستشفيات والمدنيين دروعاً بشرية”.

في الجبهة السورية، أعلن الجيش الروسي أنه شن ضربات جوية نهاية الأسبوع الماضي على جماعة جهادية في محافظة إدلب، مؤكداً القضاء على نحو ثلاثين مقاتلاً. وقال: “في 11 تشرين الثاني، نفذت القوات الجوية الروسية غارات جوية في محافظة إدلب على مواقع لتشكيلات مسلحة غير نظامية شاركت في إطلاق النار على مواقع للجيش السوري”.

وأضاف في بيان نشر مساء الأحد: “تم تدمير مخابئ ومعسكرات تدريب تابعة لـ +جبهة النصرة+ الإرهابية، ومقتل 34 مقاتلاً وإصابة أكثر من 60 آخرين”. و”جبهة النصرة” هو ما كان يطلق سابقاً على “هيئة تحرير الشام”، الفصيل الرئيس النشط في شمال غرب سوريا.

شارك المقال