نازحو غزة والجنوب يعودون مع الهدنة… أميركا ترحب و”اليونيفيل” تحذر

لبنان الكبير / مانشيت

ما إن هدأت أصوات المدافع، واختفت الطائرات الحربية من الأجواء، وقبل بدء سريان الهدنة حتى، شد آلاف الفلسطينيين الرحال متجهين إلى منازلهم التي هجروا منها، أو ما تبقى منها، كأكبر رسالة رفض لخطط التهجير الاسرائيليأ

وقد استطاعت قطر بالتعاون مع مصر والولايات المتحدة الاميركية، تثبيت الهدنة لـ 4 أيام قابلة للتجديد، بحيث لوحظ التزام بين اسرائيل و”حماس”، ونقلت وسائل الاعلام مشاهد التحضيرات لتبادل الأسرى بينهما.

وعلى الرغم من أن الهدنة انسحبت على جنوب لبنان، حيث سجل هدوء تام على الحدود، إلا أن القائد العام لـ “اليونيفيل” أورولدو لاثارو أعرب عن قلقه إزاء تبادل اطلاق النار المكثف المستمر على طول الخط الأزرق الذي أودى بحياة الكثير من الناس، وتسبب بأضرار جسيمة، ويهدد أرزاق الناس. وعلقت السفارة الأميركية في بيروت على كلام لاثارو بمنشور عبر حسابها على تطبيق “اكس”، كاتبة: “12 ساعة من الهدوء على الخط الأزرق أعطتنا جميعاً الأمل والطاقة المُتجددة لبناء غدٍ أفضل للبنان”، وأضافت: “إننا نردد دعوة زملائنا في اليونيفيل في بيانهم القوي”.

وكما في غزة، غصت طرق الجنوب بأهالي المناطق الحدودية الذين عادوا لتفقد ممتلكاتهم، في مشهد مشابه ليوم العودة بعد حرب تموز، بينما دعت قيادة الجيش المواطنين العائدين إلى اتخاذ أقصى تدابير الحيطة والحذر من مخلفات القصف المعادي ولا سيما الذخائر الفوسفورية وغير المنفجرة.

في غزة، ومع أولى ساعات الفجر انطلقت عشرات السيارات والعربات التي تجرها الحمير والأحصنة، و”التوك توك”، من مواقع النزوح إلى المنازل التي هجر الأهالي منها، ولم تنفع المحاولات الاسرائيلية بالتهويل في وقف العودة، بحيث ألقت طائرات حربية فوق جنوب قطاع غزة منشورات تحذر الناس من مغبة العودة شمالاً، وكتب عليها: “الحرب لم تنته بعد” و”العودة إلى الشمال ممنوعة وخطرة جداً”.

وفيما تعهدت الحكومة والجيش “مواصلة” القتال حتى “القضاء” على “حماس” بعد انتهاء فترة الهدنة القابلة للتجديد، قال قائد الأركان الاسرائيلي هرتسي هاليفي: “نحن لا نوقف الحرب. سنواصل حتى النصر”. فيما أعلن الناطق باسم الجيش دانيال هغاري أن “السيطرة على شمال قطاع غزة هي المرحلة الأولى من حرب طويلة ونستعد للمراحل التالية”.

وبدأت “حماس” أمس تسليم المجموعة الأولى من الرهائن، إلى اللجنة الدولية للصليب الأحمر لتسليمهم الى اسرائيل، وإضافة الى المفرج عنهم بموجب الاتفاق، أطلقت الحركة سراح 12 رهينة من رعايا تايلاند احتجزوا في الهجمات. ونشرت هيئة الأسرى والمحررين التابعة للسلطة الفلسطينية قائمة تضم 39 اسماً لأسرى فلسطينيين، 15 فتى و24 امرأة، سيتم إطلاق سراحهم، مقابل الرهائن الاسرائيليين. وأكد رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس” اسماعيل هنية الالتزام “بتنفيذ الاتفاق وإنجاحه طالما التزم العدو بتنفيذه”.

لبنانياً، وفيما ساد الهدوء الحذر منذ السابعة صباحاً، القرى الواقعة في القطاعين الغربي والأوسط من الحدود اللبنانية الجنوبية، ولم يسجل أي قصف معادٍ أو عمليات عسكرية، عمّ الرعب مدينة طرابلس تزامناً مع تشييع ابني المدينة أحمد عوض وخلدون ميناوي، اللذين سقطا باستهداف اسرائيلي مباشر أثناء وجودهما في المنطقة الحدودية، في جامع التقوى، وذلك جراء الظهور المسلح الكثيف واطلاق النار الغزير ورمي القنابل في مجرى نهر أبو علي.

إلى ذلك، حضر ملفا الرئاسة وقيادة الجيش خلال لقاء جمع رئيس مجلس النواب نبيه بري وعضو “اللقاء الديموقراطي” النائب وائل ابوفاعور، الذي أمل أن يكون الهدوء الذي أقر “فرصة من أجل نقاش جديد لبناني – لبناني لمعالجة كل الاستحقاقات التي طال انتظار علاجها وبالتأكيد في مقدمها رئاسة الجمهورية ومسألة الشغور في المؤسسات الامنية والعسكرية”.

ولفت أبو فاعور إلى أن “دولة الرئيس نبيه بري وكذلك رئيس الحكومة يعملان ونعمل معهما وطيف واسع من القوى السياسية على الوصول الى نتائج إيجابية في هذا الأمر. وكما قلت اذا كان الداعي الأساس هو الاعتداءات الاسرائيلية فهذا الداعي لا يزال قائماً ويمكن أن يتكرر في أي لحظة”، آملاً “أن تكون فترة الهدوء محفزاً لمزيد من النقاش في مسألة رئاسة الجمهورية التي ربما تكون على أبواب بعض الحراك فيها نتيجة بعض الموفدين من أكثر من جهة ومن دولة، والمسألة الثانية مسألة الشغور في الأجهزة الامنية التي يجب أن تعالج بمنطق الدولة وبعقل الدولة وبعقل حفظ المؤسسات والإهتمام بدورها الذي هو دور أساس في هذه المرحلة”.

شارك المقال