لودريان ينهي رحلة فرنجية… اسرائيل تخرق الهدنة باستهداف “اليونيفيل”

لبنان الكبير / مانشيت

الهدنة صامدة بالتزام تام من “حماس” في غزة و”حزب الله” في جنوب لبنان، على الرغم من خروق اسرائيلية، استهدفت حتى قوات “اليونيفيل”، قرأه الكثيرون أنه رسالة عدم رضا من مواقف الأمم المتحدة التي تنتقد العدوان الهمجي على غزة.

وسط التطورات الاقليمية، علم موقع “لبنان الكبير” أن زيارة الموفد الفرنسي جان ايف لودريان، ستكمل مسارها من حيث انتهت. والعنوان الأكبر الذي سيحمله الى المسؤولين هو طرح مرشح ثالث يكون توافقياً، واسمه غير مرتبط بأي ملف من ملفات الفساد.

كما أكدت أوساط سياسية مطلعة لموقع “لبنان الكبير” أن رحلة ترشيح رئيس تيار “المردة” سليمان فرنجية شارفت على نهايتها، ولا يبدو أن هناك ما سيطيل عمرها، مشيرة الى أن “الفرنسيين باتوا مقتنعين بأن لا حظوظ لفرنجية”.

الى ذلك، شددت مصادر سيادية على موقفها المعارض لأي حوار غير دستوري حول ملف رئاسة الجمهورية، و”أن البرلمان والجلسات هي المكان الوحيد للحوار وانتخاب الرئيس”.

وعن المرشحين المطروحين على الطاولة اللبنانية والعربية والدولية، قالت المصادر: “بعض الأسماء يثير الضحك، لكن الواقع وبعد عملية استطلاع للرأي يتبين أن قائد الجيش جوزيف عون هو الأكثر حظاً نظراً الى توافق عدد لا بأس به من القوى السياسية على اسمه وقبول عربي ودولي غير مباشر به، لكن تبقى الحظوظ متغيرة وفقاً للمتغيرات السياسية والاستحقاق لا يزال مفتوحاً وفي لبنان لا شيء مستحيلاً”. ورأت أن “المطلوب جلسة واحدة مفتوحة بدورات متتالية وهي كافية لانتخاب رئيس للجمهورية”.

بالعودة الى غزة، وفيما أعلنت “كتائب القسام” تأجيل تسليم بعض الأسرى الاسرائيليين، بموجب اتفاق الهدنة، بسبب عدم تنفيذ البنود بصورة صحيحة، لا سيما ادخال المساعدات إلى شمال قطاع غزة، أعلنت دولة قطر مساء أن الخلاف قد تم حله بعد اتصالات قطرية – مصرية، بينما تتخبط ادارة إسرائيل في خلافاتها، حيثذ يبدو أن القيادة العسكرية غير راضية عن أداء سياسييها، بالتزامن مع تسريب مقربين من رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو عن استعداده للاستقالة.

وبينما يمكن اعتبار جبهة الجنوب هادئة عموماً، إلا أن انتهاكات اسرائيلية سجلت في ثاني أيام الهدنة، بحيث تعرضت دورية لقوات “اليونيفيل” الى إطلاق نار اسرائيلي في بلدة عيترون، وأعلنت القوات الدولية عن الأمر عبر حسابها على تطبيق x، وأشارت إلى أن “هذا الهجوم على قوات حفظ السلام، التي تعمل بجهد للحد من التوترات واستعادة الاستقرار في جنوب لبنان، أمر مثير للقلق العميق”. واذ أدانت هذا العمل، شددت على “مسؤولية الأطراف في حماية قوات حفظ السلام، ومنع المخاطر غير الضرورية عن أولئك الذين يسعون إلى تحقيق الاستقرار”.

وذكر الناطق باسم “اليونيفيل” أندريا تيننتي “الجميع بصورة صارمة بأن أي تصعيد إضافي قد تكون له عواقب مدمّرة”.

وأطلق الجيش الاسرائيلي النار على سيارة “رابيد” في منطقة الوزاني، نجا سائقها بأعجوبة، وكذلك حاولت القوات الاسرائيلية ترهيب فريق عمل قناة “NBN” على طريق الخيام مقابل مستعمرة المطلة عبر اطلاق النار في الهواء فوقه، بالاضافة إلى إطلاق النار لترهيب المزارعين، الذين استغلوا الهدنة ليعودوا إلى العمل في أراضيهم في وادي هونين.

وكان صوت انفجار صاروخ اعتراضي في أجواء بلدتي ميس الجبل وبليدا قضاء مرجعيون، دوى فجراً، وأعلن الجيش الاسرائيلي “إسقاط صاروخ أرض جو أطلق من لبنان باتجاه مسيّرة إسرائيلية”، لافتاً الى أن “مقاتلاته ردت بقصف بنية تحتية لحزب الله”، وأن “طائرته المسيرة لم تتضرر، ولم يتم تفعيل أي إنذار”.

وفيما تأجلت المرحلة الثانية من اتفاق الهدنة، التي كان يفترض أن تطلق إسرائيل فيها سراح 42 معتقلاً فلسطينياً من سجونها، مقابل 14 رهينة لدى “حماس”، بسبب عدم التزام الجانب الاسرائيلي بادخال المساعدات شمال قطاع غزة، وإطلاق جيشه النار على النازحين الذين يحاولون العودة إلى منازلهم، تصب الدولة العبرية جام غضبها على الضفة الغربية والاعتداء على مخيمات جنين ونابلس، وتقيم الحواجز وتحاصر الفلسطينيين وتنقذ حملات اعتقال وتقتل من يعترض طريقها.

أما في الاستحقاقات اللبنانية، التي أعيد تشغيل محركاتها إقليمياً فور بدء الهدنة، وفيما تستعد الخماسية الدولية للبدء بجولات استطلاعية على المسؤولين السياسيين، يعود لودريان منتصف الأسبوع المقبل إلى لبنان، إلا أن من غير المتوقع أن يحمل في جعبته أي جديد، بل ستكون جوجلة جديدة للمواقف، لعل هناك ليناً لدى القوى السياسية بعد التطورات العسكرية في غزة والجنوب، ومخاطر بقاء الدولة بلا رأس في ظروف كهذه، وبالتأكيد سيقدم نصحاً الى هذه القوى، بضرورة انجاز انتخاب رئيس للجمهورية.

وبالنسبة الى ملف قيادة الجيش، وعلى الرغم من الحديث عن جلسة حكومية قريبة لمناقشة الأمر، لا يبدو أن الطريق سالك لا للتمديد ولا للتعيين، بسبب رمادية “حزب الله”، الذي لا يريد خلافاً آخر مع “التيار الوطني الحر”، المصر على إزاحة العماد جوزيف عون من المشهد، وسط ترقب لما قد يقوله اليوم البطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي في عظة الأحد.

شارك المقال