التمديد لهدنة غزة… دفع دولي لانتخاب رئيس بعيداً عن فرنجية

لبنان الكبير / مانشيت

الهدنة ستمدد ليومين إضافيين كما أعلنت كل من حركة “حماس” ودولة قطر، الأمر الذي من شأنه أن يؤدي إلى تبادل المزيد من الأسرى بين “حماس” واسرائيل، فيما بدأت الوشوشات في الدهاليز الديبلوماسية عن مؤتمر دولي بعد الحرب في غزة، سيشمل أكثر من ملف في الشرق الأوسط.

وعلى وقع هذه الوشوشات زاد الاهتمام الدولي بالاستحقاقات اللبنانية، فبعد التحرك القطري الأسبوع الماضي، يحط المبعوث الفرنسي جان ايف لودريان في بيروت اليوم وفق ما أفادت مصادر نيابية لموقع “لبنان الكبير”، وحدد له موعد في معراب يوم غد الأربعاء، بينما يلتقي تكتل “الاعتدال الوطني” يوم الخميس، مستكملاً المسار الذي بدأه في آخر زيارة له، بعد الكلام عن إنهاء فرنسا رعايتها لترشيح رئيس تيار “المردة” سليمان فرنجية، لثبوت صعوبة وصوله إلى سدة الرئاسة، والحال كذلك مع مرشح التقاطع الوزير السابق جهاد أزعور، والتوجه نحو مرشح ثالث.

أما قطر فتحاول تسويق معادلة جوزيف عون في الجيش والياس البيسري في الرئاسة وفق معلومات “لبنان الكبير” بحيث تدعم قطر التمديد لقائد الجيش، بينما ترى في المدير العام للأمن العام بالوكالة مرشحاً مناسباً لقيادة المرحلة المقبلة للبنان، إلا أن المسعى القطري يصطدم بتمسك شيعي بفرنجية، وعدم ميل لدى الثنائي الى التمديد لعون، بحيث أن “حزب الله” يريد مراضاة حليفه رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل الذي يرفض التمديد رفضاً قاطعاً، ويسعى الى إطاحة عون، أما رئيس مجلس النواب نبيه بري، فيفضل أن يتم تعيين رئيس للأركان، يتسلم قيادة الجيش بالوكالة، إلى حين تعيين قائد أصيل، كما حصل في الأمن العام وحاكمية مصرف لبنان.

ويبدو أن الادارة الفرنسية تواصل ارسال اشاراتها الى الداخل اللبناني بأنها تراجعت عن خيار دعم ترشيح فرنجية وباتت ثابتة على خيار “الاسم الثالث”.

وعلم موقع “لبنان الكبير” من أوساط سياسية لبنانية متابعة لنشاط خلية الأزمة المعنية بلبنان في الاليزيه، أن باتريك دوريل عيّن أخيراً سفيراً لفرنسا في العراق، بعدما كان مستشاراً للرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون وأحد أعضاء خلية متابعة الملف اللبناني الداعمين لفرنجية.

في غزة وفي آخر ليلة للهدنة، أعلنت كل من “حماس” وقطر تمديدها ليومين إضافيين، وبينما لم تؤكد إسرائيل على الفور التمديد، رحب به البيت الأبيض، وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي جون كيربي إن واشنطن “تأمل بالتأكيد في تمديد أطول للهدنة، وهذا يرتبط بإفراج حماس عن رهائن إضافيين”.

وأعلن رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو عقب محادثات هاتفية مع الرئيس الأميركي جو بايدن أن ثمة ترتيبات “للإفراج عن عشر رهائن آخرين كل يوم، وهذه نعمة. لكني أخبرت الرئيس أيضاً أننا سنعود بعد الاتفاق إلى هدفنا: القضاء على حماس والتأكد من أن قطاع غزة لم يعد ما كان عليه في السابق”.

وفيما اعتبر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أن تمديد الهدنة يشكل “بارقة أمل”، دعا مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل إلى تمديدها من أجل العمل على “حل سياسي” للنزاع.

ويتوقع مراقبون أن تمدد الهدنة لعدة أيام، تحديداً أن حركة “حماس” أبدت استعدادها لاطلاق سراح المزيد من الأسرى لديها، بل يبدو أنها مستعدة لاطلاق جميع المدنيين، إلا أنها ستفاوض بشراسة على الجنود الاسرائيليين، وستطلب مقابلهم أثماناً كبيرة، لكن نتنياهو أشار إلى أن الدولة العبرية غير مستعدة لدفعها بعد.

وفي انتظار ما ستؤول إليه التطورات في غزة، ومتى تعود العمليات العسكرية، تشهد الحدود الجنوبية هدوءاً حذراً، على الرغم من تسجيل بضعة خروق اسرائيلية بسيطة. وبعد اهتزاز القرار 1701، يبدو أنه سيتم تضمينه في المؤتمر الدولي الذي بدأت تتسرب أخبار عن عقده، وسيكون لبنان بحاجة إلى رئيس جمهورية وحكومة كاملة الثقة للمشاركة في هذا المؤتمر، ولعل أبرز الاشارات تأتي من الموفدين الدوليين، بحيث قالت المنسقة الخاصة للأمم المتحدة يوانا فرونتسكا من السراي الحكومي بعد جولة على الرئيسين نبيه بري ونجيب ميقاتي: “أتيت لأبلغ دولة الرئيس عن لقاء مجلس الأمن في نيويورك وما قلته في كلمتي بالنسبة إلى القرار 1701 وضرورة التمسك به وتنفيذه على أرض الواقع، وكيفية حماية لبنان من الحرب في المنطقة، إضافة الى موضوع الاصلاحات ودور مؤسسات الدولة وانتخاب رئيس للجمهورية. وذكرّت بأن مجلس الأمن يهتم كثيراً بموضوع لبنان لأن له دوراً استراتيجياً في المنطقة، كما أن موقف مجلس الأمن موحّد في شأن لبنان”.

شارك المقال