لودريان يثبّت الخيار الثالث… ومطالبة بآلية لتنفيذ الـ 1701

لبنان الكبير / مانشيت

توزع الاهتمام اللبناني أمس بين جولة المبعوث الفرنسي جان ايف لودريان، وجلستي مجلس الوزراء واللجان النيابية المشتركة، وترقب المفاوضات بشأن تمديد الهدنة في غزة من حيث انسحابها تلقائياً على جنوب لبنان.

لودريان لم يأتِ بجديد، بل أكد المسار الفرنسي نفسه في الزيارة التي سبقت وأنهت فعلياً حظوظ رئيس تيار “المردة” سليمان فرنجية بعد غياب الدعم الدولي له، بحيث باتت فرنسا تتجه إلى ما بات يعرف بـ “الخيار الثالث”، وكانت الرسالة الفرنسية واضحة باستبعاد باتريك دوريل من المطبخ السياسي الفرنسي، وابتعاثه سفيراً إلى العراق، بعدما كان عراب دعم فرنجية.

بالتالي، ماذا تنتظر القوى السياسية من المبعوث الفرنسي في حين أن الدستور واضح لجهة انعقاد مجلس النواب في جلسات متتالية لانتخاب رئيس، وهي تصر على رمي الاستحقاق الرئاسي إلى الأيادي الخارجية، تارة قطر وتارة الولايات المتحدة؟ وغداً قد يستيقظ اللبنانيون على مبادرة من بلاد “الواق الواق”، عوض الالتزام بالدستور.

وعلم “لبنان الكبير” أن مرجعية كبرى عبّرت للودريان أثناء لقائها به، عن انزعاجها من رسالة الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون واعتبرتها تهديداً للبنان، في حين أن التحذيرات يجب أن توجه إلى العدو الاسرائيلي.

ورأت مصادر مقربة من الثنائي الشيعي لموقع “لبنان الكبير” أن لودريان لم يأتِ بأي جديد، إلا أنه شدد على ضرورة انجاز الاستحقاق الرئاسي، بالتزامن مع حرب غزة، ليكون للبنان مكان على طاولة المفاوضات التي ستحصل حتماً بعد الحرب. ولفتت إلى أن الرئيس نبيه بري كرر موقف الثنائي، بأن حل الاستحقاق الرئاسي يكون بالحوار، ولا يجب أن يكون الحوار مشروطاً بالتخلي عن مرشح الثنائي.

وفي معراب، أوضحت مصادر قريبة من “القوات اللبنانية” لموقع “لبنان الكبير” أن محور كلام لودريان كان عنوانين: الاستحقاق الرئاسي، والوضع الجنوبي ربطاً بالقرار 1701. ولفتت إلى أن الديبلوماسي الفرنسي جس نبض “القوات” عن استعدادها للانتقال إلى المرشح الثالث، وكان ردها إيجابياً وأبدت عدم ممانعتها ذلك، معتبرة أن الكرة في ملعب الممانعة. ودار الحديث عن حظوظ قائد الجيش جوزيف عون، “إن لم يكن هو فمن؟”، وأعربت “القوات” عن انفتاحها على أسماء أخرى إذا كان الفريق الآخر مستعداً لذلك.

وأشارت المصادر إلى أن “القوات” لا تميل الى طرح المدير العام للأمن العام بالوكالة اللواء الياس البيسري، إلا أنها لم تدخل في الأسماء. وجس لودريان نبضها حول لقاء تشاوري، فأبدت عدم ممانعتها، إلا أنها سألت عن تفاصيله وشكله، ولكن يبدو أن الديبلوماسي الفرنسي ليست لديه تفاصيل كافية عن الموضوع، والظاهر أن هناك اتفاقاً قطرياً – فرنسياً حول الأمر.

وأكدت المصادر أيضاً أن لودريان تطرق إلى القرار 1701، مركزاً على جهود ديبلوماسية لفصل حرب غزة عن لبنان. وطالبت “القوات” بآلية لتنفيذ القرار الدولي، وكان جواب الديبلوماسي الفرنسي أنه سيبحث الأمر مع الخماسية الدولية.

الحكومة عقدت جلسة أمس في السراي وأرجأت ملفي “ستارلينك” وإعادة هيكلة المصارف إلى جلسة مقبلة، فيما أقرت مبدأ التعويضات للقرى الحدودية بانتظار المسح الميداني من الجهات المعنية. كذلك تم نقاش موضوع الأساتذة في الجنوب الذين لم يعملوا بسبب ظروف قاهرة وسيتم اعطاؤهم الحوافز.

أما في جلسة اللجان النيابية المشتركة، فأقر تعديل بعض أحكام الضمان الاجتماعي وانشاء نظام التقاعد والحماية الاجتماعية، وتم تحويله إلى الهيئة العامة لاقراره. وأكد النائب بلال عبد الله في حديث لموقع “لبنان الكبير” أن “هذا القانون حضاري ينقل المواطن من نهاية الخدمة إلى التقاعد وهو يحاكي المعايير الدولية. وهو نظام يموّل نفسه وأهم نقطة فيه أن العامل في القطاعين العام والخاص بدل أن تكون لديه نهاية خدمة أصبح لديه نظام تقاعد وحماية اجتماعية”.

وفي فلسطين، يبدو أن اسرائيل مجبرة على السير بتمديد الهدنة مجدداً، وهو في الواقع تمديد لحياة بنيامين نتنياهو السياسية، على الرغم من تأكيد أركان الجيش الاسرائيلي نيته استكمال الحرب بعد نهاية الهدنة، وقد صبّ جنوده غضبهم على جنين حيث قتلوا طفلين أعزلين أمام كاميرات المراقبة، لينضما إلى آلاف الضحايا الذين سقطوا في غزة والضفة الغربية بالآلة الحربية الاسرائيلية.

شارك المقال