الحرب طويلة… بيت لحم بلا شجرة… لبنان بلا أمان

لبنان الكبير / مانشيت

“ستكون حرباً طويلة ولن تكون محددة بوقت”… هذا ما أعلنه المتحدث العسكري الاسرائيلي منذراً بأن المنطقة لن “تعيّد” هذه السنة، و”حتى بيت لحم لن ترفع شجرة الميلاد التقليدية”، وسط مؤشرات متزايدة السخونة على أن المناخ الاقليمي سيكون أشد وطأة من سخونة المناخ، حتى أن “كوب 28” في دبي إنشغل بغزة أكثر من الاحترار والفحم الأحفوري، فشهد قمماً ثنائية كثيرة كررت كلاماً ممجوجاً عن وجوب كذا ولزوم كذا، فيما الصوت الوحيد المرتفع للقصف الاسرائيلي والصورة الأوجع للموتى الفلسطينيين.

في لبنان، الملسوع بنيران داخلية كثيرة، شهد جنوبه إحدى أعنف جولات القصف المتبادل أمس، وأفاد مصدر عسكري لموقع “لبنان الكبير” بأن “القصف الاسرائيلي أشبه بحزام ناري، على طول الحدود، من الناقورة حتى كفرشوبا، وهو مماثل لما يقوم به الجيش الاسرائيلي في غزة”. ورد “حزب الله” بشن 7 عمليات نوعية على المواقع الاسرائيلية الحدودية، بما يؤشر الى تطور التصعيد، خصوصاً مع ارتفاع صوت رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو محذراً الحزب من “ارتكاب خطأ” لأنه “سيخرب لبنان بيديه”. وقال: “إن دخل حزب الله حرباً واسعة النطاق، فهذا يعني نهاية لبنان”.

وخلال كلمته على هامش مؤتمر “كوب 28″، ربط رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي السياسة بالمناخ، وأشار الى أن “الانتهاكات المستمرة بما في ذلك استخدام الأسلحة المحرمة مثل الفوسفور الأبيض أدت إلى استشهاد المدنيين وإلحاق أضرار لا يمكن إصلاحها في أكثر من 5 ملايين متر مربع من الغابات والأراضي الزراعية وآلاف أشجار الزيتون”، معتبراً أنه “بات لزاماً علينا أن نعترف بهذه العواقب الوخيمة للحروب والاعتداءات العسكرية على البيئة حيث من الضروري جداً معالجتها ضمن القوانين الدولية والقانون الدولي الانساني”.

وعلى هامش المؤتمر، التقى ميقاتي الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون وبحث معه الوضع في غزة وجنوب لبنان، كما تطرق البحث الى نتائج زيارة موفد الرئيس الفرنسي الى لبنان جان ايف لودريان والمحادثات التي أجراها مع المسؤولين والقيادات.

ولا يزال ملف قيادة الجيش موضع تجاذب بين القوى السياسبة، غير الآبهة بخطورة التطورات على الحدود، وقد تسبب هذا الملف بشق الصف في “التيار الوطني الحر”، بحيث أفادت معلومات “لبنان الكبير” أن قياديين في التيار اعترضوا على تعامل باسيل مع فرنسا، مشيرين إلى أن هذه السياسة تعمّق الأزمة مع الدولة الأوروبية التي لطالما دعمت المسيحيين. وكذلك اعترض القياديون على سياسة الاستهداف المفضوحة ضد قائد الجيش جوزيف عون.

في بيت لحم، التي اعتادت أن تشهد إقامة شجرة الميلاد في بداية شهر كانون الأول من كل عام، بدت شوارعها خالية، فيما تستعد الكنيسة لإقامة خدمات دينية من دون مظاهر احتفالية. وقال الأب فرانشيسكو باتون حارس الأراضي المقدسة: “سنحتفل برصانة… وهذا يعني من دون ضجة ومن دون الكثير من الأضواء، وبطريقة روحانية أكثر، بين الأسر أكثر من الساحة”.

وطغت الحرب في غزة على مؤتمر “كوب 28″، حيث تطرق إليها العديد من زعماء العالم المشاركين في المؤتمر، وقال الرئيس ماكرون في كلمته: “نحن في لحظة لا بد فيها للسلطات الاسرائيلية من تحديد أهدافها بدقة، وهدفها النهائي هو القضاء تماماً على حماس، أيعتقد أي أحد أن هذا ممكن؟ إذا كان الأمر كذلك، فستستمر الحرب عشر سنوات”.

أضاف: “لن تنعم إسرائيل بأمن دائم في المنطقة إذا تحقق أمنها (الآن) على حساب أرواح الفلسطينيين، وما يستتبعه ذلك من استياء الرأي العام في المنطقة. فلنتحل جميعاً بالشفافية”. وأشار إلى أنه سيتوجه إلى قطر للمساعدة في جهود بدء هدنة جديدة قبل وقف لاطلاق النار.

وذكر بيان للبيت الأبيض أن نائبة الرئيس الأميركي كاميلا هاريس أبلغت الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أن الولايات المتحدة لن تسمح “تحت أي ظرف” بالترحيل القسري للفلسطينيين من غزة أو الضفة الغربية. وقالت هاريس خلال اجتماع مع السيسي على هامش المؤتمر: “لا يمكن للجهود المتعلقة بإعادة الإعمار والأمن والحكم في غزة أن تنجح إلا في سياق أفق سياسي واضح للشعب الفلسطيني نحو إقامة دولة خاصة به”.

وتشهد الأراضي الفلسطينية المحتلة زيارة المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية كريم خان التي تشمل اسرائيل والضفة الغربية عقب طلب من مجموعة تمثل عائلات قتلى هجوم السابع من تشرين الأول، ولكن من المزمع أيضاً أن يجتمع مع مسؤولين فلسطينيين في رام الله، إلا أن ناشطين في منظمات حقوقية فلسطينية أعلنوا رفضهم الاجتماع به، بسبب اعتراضهم على ما يرونه تعاملاً غير متكافئ مع القضايا الاسرائيلية والفلسطينية.

شارك المقال