لا تسويات في الأفق… الخشية من الحرب حقيقية

لبنان الكبير / مانشيت

لا تزال التسوية الرئاسية تُطبخ على نار هادئة، وسط انقسام بين القوى السياسية يصعب تخطيه منذ ما يقارب العام وشهرين تقريباً، فالأوضاع على حالها والقصر الجمهوري خالٍ من سيده مع العلم أن حركة الموفدين الدوليين نشطة حيال تصحيح المسار اللبناني وسط دعوات متكررة الى أهمية الاسراع في انتخاب رئيس للجمهورية، وعلى رأس هذه الدعوات المتكررة دعوة البطريرك الماروني الكاردينال بشارة بطرس الراعي في كل عظة الى نواب الأمة للتذكير بمهامهم الأساسية وهي تطبيق الدستور من خلال ملء الشغور المهيمن على غالبية مفاصل مؤسسات الدولة.

وربطاً بضرورة الانتهاء من هذا الشغور الداهم والمنعكس على المؤسسات كافة، رأى البطريرك الراعي أنّ أولى ثمار “السماع والتأمّل والنطق” هي “التوجّه الفوريّ إلى البرلمان وانتخاب رئيس للجمهوريّة عبر دورات متتالية يوميّاً وفقاً لمنطوق المادة 49 من الدستور”، معتبراً أنّ “عدم انتخابه وإقفال القصر الجمهوري منذ سنة وشهرين تقريباً جريمة موصوفة آخذة بهدم المؤسّسات الدستوريّة والادارات العامّة وانتشار الفوضى والفساد وتشويه وجه لبنان الحضاري”.

وكذلك هي الحال بالنسبة الى موضوع التمديد لقائد الجيش العماد جوزيف عون، الذي وعلى الرغم من “التمنيات” الدولية والمناشدات الداخلية، لا يزال يتأرجح ما بين طرحه في جلسة لمجلس الوزراء أو أن يبادر رئيس مجلس النواب نبيه بري الى أخذه على عاتقه فيطرحه في جلسة تشريعية يدعو إليها وعلى جدول أعمالها هذا البند.

وأشارت معلومات عبر “لبنان الكبير” الى أن من المتوقع أن يدعو الرئيس بري الى الجلسة التشريعية بدءاً من 8 الشهر الجاري بعد أن يكون قد جمع أعضاء هيئة مكتب المجلس في جلسة مطلع الأسبوع الحالي.

ورأى المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان أن “قيادة الجيش مهمة وطنية والأهم رئاسة الجمهورية”، لافتاً الى أن “تمرير أي تسوية رئاسية في مجلس النواب يمر بطبخة حلول وطنية لأن الرئاسة بظرفها وموقعها وواقع البلد والمنطقة قضية وطن لا سوق أرباح ولا لعبة مصالح حزبية، ومن يقاطع الحلول الوطنية والتسوية الرئاسية يرتكب جرم هدم لبنان لا من يمنع المشروع الدولي من خطف لبنان ورئاسته”.

وبينما لا يزال التصعيد يغلب على التهدئة سواء في غزة أو على الحدود الجنوبية، يبقى سيناريو المرحلة المقبلة مجهولاً بحيث عادت الاشتباكات جنوباً بعد حالة من الهدوء الحذر سادت حتى ساعات الفجر الأولى. وأعلن “حزب الله” عن استهدافه تجمعاً لجنود الجيش الاسرائيلي شرق موقع حانيتا بالأسلحة المناسبة، وموقعي الراهب وراميا بالأسلحة المناسبة.

ورد الجيش الاسرائيلي بقصف مناطق لبنانية حدودية. وعلق المتحدث العسكري الاسرائيلي على تطورات الجبهة اللبنانية، قائلاً: “رصدنا إطلاق قذائف على منطقة مزارع شبعا وقصفنا بالمدفعية مصادر إطلاق النار”. وأعلن إصابة 4 جنود بجروح طفيفة بشظايا قذيفة مضادة للدروع استهدفت مركبتهم في بيت هليل في الجليل الأعلى، حيث أغلق الجيش الاسرائيلي محاور طرقات عدّة على طول خط الحدود مع لبنان. واستهدفت المدفعية الاسرائيلية سهل مرجعيون، وألقت قذائف فوسفورية على وادي شبعا. وأصابت قذيفتان منزلاً في أطراف بلدة مروحين مقابل مقر الكتيبة الغانية، وكان المنزل نفسه تعرض للقصف مرات عدة سابقاً. وسقطت قذيفة في الحرج، بين القوزح وبيت ليف، كما طال القصف أطراف بلدات الناقورة وعيتا الشعب ورامية ومروحين، واستهدف أطراف بلدة ميس الجبل عند سفح تلة المنارة.

وبالعودة الى الهدنة المتوقفة في غزة، تشير المؤشرات الى تراجع مساعي تبادل الأسرى وخصوصاً بعدما أعلن الجيش البريطاني أنه سيقوم برحلات استطلاعية فوق القطاع للمساعدة في تحديد أماكن الرهائن. وما يؤكد خشية الدول من المزيد من التصعيدات تجلى في ما قامت به الدولة القطرية من اجلاء 89 فلسطينياً من حملة الاقامة القطرية من قطاع غزة عن طريق مدينة العريش، بواسطة طائرة تابعة للقوات المسلحة القطرية، بالتنسيق مع مصر.

توازياً، لم يغب التوتر عن البحر الأحمر، اذ أعلن البنتاغون عن هجمات على المدمرة الأميركية “كارني” وسفن تجارية، في وقت أكد الحوثيون أن بحريتهم استهدفت سفينتين إسرائيليتين.

شارك المقال