كل الاستحقاقات اللبنانية مؤجلة في “حماس لاند”

لبنان الكبير / مانشيت

“حماس لاند” في لبنان… تعالت الأصوات والادانات، واستحضر كثيرون حقبة “إتفاق القاهرة” وما تبعه من تداعيات إنفلاش المقاومة الفلسطينية على الأراضي اللبنانية وصولاً الى الحرب الأهلية التي ما زالت تمزقنا حتى اليوم.

لكن أليست “حماس لاند” تحصيلاً لسقوط الجمهورية اللبنانية في يد وكلاء “الجمهورية الاسلامية” ليقودوا دويلة أقوى من الدولة، دويلة أبقت البلد “جبهة مؤازرة” لـ “المرشد” في حروبه بالدماء العربية على الأراضي العربية، لتسقط الشعارات “هيهات منا الذلة” على طريق محرقة للفلسطينيين اليوم، وقبلهم السوريون، وقبلهم وبعدهم ودائماً اللبنانيون… ويلا “الى القدس”؟

وبعد أن تعالت الأصوات المعترضة والمستنكرة لا بل حتى المهددة بمواجهة هذا المشروع، يبدو أن غرفة العمليات المشتركة لمحور الممانعة التي يديرها “حزب الله” استدركت خطورة بيان “حماس” فأوعزت إلى مصادرها أن تسارع إلى وسائل الاعلام للتوضيح ولكن هذه المسارعة بدت متخبطة، فمن جهة أعلنت المصادر احترام سيادة لبنان، ولفتت أن “طلائع طوفان الأقصى” ستكون مجرد هيكل شعبي يضم الشباب الفلسطيني، بينما مصادر أخرى أشارت إلى أن “الطلائع” ليست محصورة بالعمل العسكري فحسب.

وللإمعان أكثر في ضرب الدولة بدأت أمس الأبواق التي تدور في فلك “حزب الله”، تسوّق لفكرة تأجيل كل الملفات اللبنانية إلى ما بعد حرب غزة، وليس الاستحقاق الرئاسي وحسب، بل حتى تحرير الأراضي اللبنانية المحتلة، والتي يتخذها الحزب ذريعة لبقاء سلاحه وتسلطه على الدولة وقرارها.

وبحسب ما يسوّق الممانعون، فان المبعوث الأميركي آموس هوكشتاين، قدم عرضاً مغرياً للبنان، يتضمن انسحاباً اسرائيلياً من النقاط الحدودية المتنازع عليها، باشراف الأمم المتحدة على الأمر، إلا أن “حزب الله” رفض تحت مبدأ تأجيل الملفات إلى ما بعد غزة، ما يعني أمرين خطيرين، “حزب الله” يفرط بالسيادة اللبنانية، أميركا تفاوض الحزب (ولو بصورة غير مباشرة) وليس الدولة، من دون أن يكون لبقية اللبنانيين الحق في تقرير مصيرهم، بل تستأثر الدويلة بهذا الحق.

في هذه الأجواء اشتدت وتيرة الاشتباكات على الحدود الجنوبية، حيث أعلن “حزب الله” عن سلسلة عمليات استهدفت المواقع الاسرائيلية، فيما أقدم الجيش الاسرائيلي على قصف واسع للقرى الحدودية، وأعلن عن إطلاق صواريخ من لبنان نحو متات في الجليل الغربي سقطت في مناطق مفتوحة، مشيراً الى أن “سلاح الجو هاجم بنية تحتية عسكرية لحزب الله في جنوب لبنان”. وقال المتحدث باسم الجيش الاسرائيلي: “تمّ أيضاً رصد إطلاق قذائف هاون عدّة من لبنان نحو موقع للجيش في منطقة بلدة يفتاح، حيث ردّت قوّات الجيش باستهداف مصادر النّيران”.

وكانت حركة “حماس” أعلنت عن تأسيس “طلائع طوفان الأقصى” في لبنان، ودعت الشباب الفلسطيني للانضمام اليها، الأمر الذي تسبب بموجة استنكار واسعة، حتى من حلفاء الممانعة. وقال رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل على حسابه على تطبيق x: “نرفض اعلان حركة حماس في لبنان تأسيس طلائع طوفان الأقصى ودعوتها الشّباب الفلسطيني إلى الالتحاق بها؛ كما نعتبر أن أي عمل مسلح انطلاقاً من الأراضي اللبنانية هو اعتداء على السيادة الوطنية”.

وعلق عضو كتلة “الجمهورية القوية” النائب زياد حواط بالقول علىx : “كأننا لا نتعلم من خطايا الماضي. نعيد اليوم خطيئة التضحية بالسيادة اللبنانية في خدمة مشروع غير لبناني. طلائع طوفان الأقصى التي أعلنتها اليوم (أمس) حماس تجربة عشناها زمن فتح لاند مع الفدائيين الفلسطينيين ودفعنا معها أثماناً لا تنسى. طلائع طوفان الأقصى والسلاح غير الشرعي لحزب الله تكريس للفلتان والسيادة المنتهكة. ولا حل إلا بسيادة الدولة من دون شراكة وبسلاح الجيش اللبناني وحيداً لحماية لبنان”.

وأشار رئيس الحزب “التقدمي الاشتراكي” السابق وليد جنبلاط إلى أنّ “الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله قال إنّ ثمّة جبهة في لبنان مُساندة لحماس، وأنا أقول يجب ألا نُستدرج إلى الحرب في مواجهة إسرائيل وحتى هذه اللحظة ثمّة احترام لقواعد اللعبة”.

وأوضح أن “وقف إطلاق النار جرى في العام 2006 وصدر حينها القرار 1701 وعلينا جميعاً احترام هذا القرار لأن الإخلال به يعني انسحاب القوات الدولية ونُصبح أمام حالة حرب كاملة وهذا ليس لصالح لبنان أو القائمين في لبنان والمنطقة”.

وأكد جنبلاط دعم الشعب الفلسطيني إلا أنه لا يتبنى عقيدة “حماس”، أو “الإخوان المسلمين”، لأنه علماني، لافتاً إلى أن هناك فصائل غير “حماس”. وتمنى إحالة اسرائيل على محكمة الجنايات الدولية.

وفي الملفات الداخلية العالقة، أكدت مصادر كتلة “الجمهورية القوية” في حديث عبر “لبنان الكبير” أن “هناك تواصلاً بين كتلتنا ورئيس مجلس النواب نبيه بري للتفاهم على جدول أعمال الجلسة التشريعية المقبلة كي لا يكون الجدول فضفاضاً بل يحتوي على بنود طارئة”، مشيرةً الى أن “موعد الجلسة لم يجرِ تثبيته لكن بحسب المعطيات من المتوقع انعقادها اما في 8 أو 11 الشهر الجاري”.

شارك المقال