“قواعد الاشتباك” تُدمي الجيش… والمجتمع الدولي يفاوض “دويلة الحزب”

لبنان الكبير / مانشيت

دفع الجيش اللبناني أمس ضريبة الدم عن مفاوضات محور الممانعة التي تحصل بالصواريخ، وإطلاق طلائع تقوّض أصلاً المؤسسة العسكرية والتي تعرف بـ”حماس لاند”، بحيث استهدفت القوات الاسرائيلية موقعاً للجيش، ما أدى الى استشهاد عسكري وإصابة 3 بجروح، في وقت يستمر التصعيد في الميدان الجنوبي.

ويبدو أن الجلسة المغلقة بين “حزب الله” والمبعوث الفرنسي، والتي لفها الصمت من الطرفين، متعلقة بالاستحقاقات الداخلية عبر التفاوض بالنار، بحيث يصل وفد فرنسي إلى اسرائيل اليوم لبحث هدنة على الحدود ويزعم أن هذا الأمر يحظى بقبول من الحزب، ويتعلق بمبادلة الهدنة بحل الاستحقاقات الداخلية، ولكن لم توضح الديبلوماسية الفرنسية، إن كان الحل في الملفات الداخلية سيكون لمصلحة “حزب الله” أم لمصلحة لبنان.

وعلق مصدر سياسي معارض لموقع “لبنان الكبير” على زيارة الوفد الفرنسي الى اسرائيل قائلاً: ” إن ما يجري خطير جداً، لقد غُيّب بالكامل دور الدولة اللبنانية، وحل مكانها حزب الله، والطامة الكبرى أن المجتمع الدولي يبدو كأنه سلم جدلاً بهذا الأمر، وأصبح يفاوض الحزب، وبالتالي أصبحت الدولة دويلة والدويلة هي الدولة، ما يعني فعلياً نهاية لبنان”.

وتخوف المصدر من أن يكون ما يجري اليوم “مماثل للتسعينيات، عندما سلم المجتمع الدولي لبنان الى النظام السوري، الذي استباح سيادته وأرضه، ولكن على الرغم من كل مساوئ سوريا في إدارتها اللبنانية، إلا أنها في ذلك الوقت كانت تحافظ على العلاقة مع الدول العربية، أما إيران فتدأب على تدمير هذه العلاقة من أجل ابقاء لبنان ساحة خلفية لمشاريعها فقط، وتحاول مفاوضة أميركا بالنار من لبنان”.

في هذه الأثناء، تمارس الادارة الأميركية ضغوطاً على تل أبيب للإسراع في إنهاء الحرب، ووضع حد للمماطلة في إقرار خطة واضحة المعالم لما سيحدث في اليوم التالي بعد انتهاء الحرب، على الرغم من استمرار الاسرائيليين في الحديث عن حرب طويلة تستمر شهوراً عدة في غزة، وقد وصل أمس إلى اسرائيل، وفد للتداول في الموضوع.

وكان الجيش الاسرائيلي صعّد من عملياته جنوب غزة، واقتحم خان يونس التي تعتبر المدينة الرئيسة فيه. وفيما بدا أنه أكبر هجوم بري منذ انهيار الهدنة الأسبوع الماضي، قالت إسرائيل إن قواتها المدعومة بطائرات حربية وصلت إلى قلب مدينة خان يونس وتحاصرها أيضاً، الأمر الذي دفع الادارة الأميركية الى التعبير عن “قلقها العميق” تجاه تصاعد العمليات العسكرية الاسرائيلية في الجنوب.

وأشار الاعلام الاسرائيلي الى أن 7 جنود اسرائيليين قتلوا في العمليات العسكرية أمس، ليصل عدد قتلى الجيش إلى 12 منذ استئناف العملية البرية بعد انهيار الهدنة، بينما أعلنت “كتائب عز الدين القسام” أنها قتلت 10 جنود اسرائيليين في شرق مدينة خان يونس.

وحذّر ممثل منظمة الصحة العالمية في الأراضي الفلسطينية المحتلة ريتشارد بيبركورن من أنّ الوضع في غزة “يقترب من أن يكون الأحلك في تاريخ البشرية”.

وكان الجيش اللبناني أعلن عن استشهاد عسكري وإصابة ٣ آخرين بجروح إثر قصف اسرائيلي استهدف مركزاً تابعاً للجيش في تل العويضة في منطقة العديسة، فيما شهدت الجبهة تصعيداً كبيراً بين “حزب الله” والقوات الاسرائيلية. وعلقت قوات “اليونيفيل” على الأحداث جنوباً بالقول: “زيادة سريعة ومثيرة للقلق في أعمال العنف على الحدود اللبنانية – الاسرائيلية في الأيام الأخيرة”.”.

وأعلن وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال عبد الله بوحبيب أن لبنان سيتقدم بشكوى الى الأمم المتحدة رداً على استهداف الجيش، مشدداً على أن الرد سيكون ديبلوماسياً”.

ولا يزال اعلان حركة “حماس” عن تشكيل فصيل مسلح على الأراضي اللبنانية يتفاعل في الداخل اللبناني، وكان بارزاً موقف رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي حول الأمر بقوله: “هذا الأمر مرفوض نهائياً ولن نقبل به، علماً أن المعنيين عادوا وأوضحوا اليوم أن المقصود ليس عملاً عسكرياً”.

وأكد ميقاتي خلال استقباله أعضاء السلك القنصلي في لبنان، أن “ما يحصل في غزة مدان وغير مقبول بتاتاً، ونحن لا نزال نناصر الفلسطينيين وندعم قضيتهم. وخلال الأشهر المقبلة، ستجري مفاوضات عبر الأمم المتحدة من أجل المزيد من الاستقرار على الحدود اللبنانية الجنوبية، بدءاً باستكمال تنفيذ القرار 1701 وصولاً الى الاتفاق، عبر الامم المتحدة، على النقاط الخلافية الحدودية مع العدو الاسرائيلي. هذا الموضوع يأخذ حيزاً أساسياً بهدف تجنيب لبنان أي حرب لا نعلم الى أين ستوصل، خصوصاً وأن العدوان على جنوب لبنان تسبب بخسائر بشرية ومادية كبيرة”. وأمل “أن نصل في الأشهر الثلاثة المقبلة الى مرحلة استقرار كامل على حدودنا”.

شارك المقال