نتنياهو يهددنا بـ”غزة وخان يونس”… بري لن يسمح بفراغ في الجيش

لبنان الكبير / مانشيت

“الأمور ما زالت مضبوطة” في الجنوب، على ما نقل عن رئيس مجلس النواب نبيه بري قوله أمس، لكن المسألة “تتعلق بالجنون الاسرائيلي” وبما اذا ستبقى الضغوط الدولية قادرة على منع اتساع الاشتباكات على طرفي الحدود لتنفلش حرباً كاملة، وسط استفزازات وتهديدات إسرائيلية متصاعدة كان آخرها بلسان رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بتحويل بيروت والجنوب الى “غزة وخان يونس” اللتين تواجهان الوحشية الاسرائيلية المتفلتة من كل إنسانية.

واذ دخل العدوان الاسرائيلي على غزة شهره الثالث، دارت معارك عنيفة أمس بين القوات الاسرائيلية ومقاتلي “حماس” في خان يونس، كبرى مدن القطاع، فيما ارتفعت حصيلة الضحايا في القطاع الفلسطيني الصغير، المحاصر والمدمر الى 17177 قتيلاً نحو 70% منهم من النساء والأطفال دون سنّ 18 عاما.ً

ووسط سخونة زائدة حدودياً، قام نتنياهو ووزير الدفاع يوآف غالانت ورئيس الأركان الجنرال هرتسي هاليفي بإجراء تقويم للوضع في القيادة الشمالية. وقال نتنياهو: “أنا هنا مع جنود الاحتياط الذين يظهرون روحاً هائلة من الاستعداد للقتال، لاستكمال المهمة، لاستعادة الأمن، ليس في الجنوب فقط، ولكن أيضاً في الشمال. وهذا هو التزامنا”.

أضاف نتنياهو: “أقترح على أعدائنا أن ينتبهوا إلى هذه الروح، لأن حزب الله اذا اختار أن يبدأ حرباً شاملة، فإنه سيحول بمفرده بيروت وجنوب لبنان، ليس ببعيد من هنا، إلى غزة وخان يونس. نحن عازمون على تحقيق النصر، وسنفعل ذلك بمساعدتكم”.

وفيما تستمر المساعي الدولية للتهدئة على الحدود، مع تجديد الخارجية الفرنسية “التمسك باحترام استقلال لبنان” وسعيها الى عدم توسّع الصراع في المنطقة، اعتبر المتحدث الاقليمي باسم وزارة الخارجية الأميركية سام ويربيرغ أن “الولايات المتحدة الأميركية لديها قلق شديد بسبب التصعيد بين لبنان واسرائيل على الخط الازرق”.

وقال ويربيرغ في حديث متلفز: “نحمّل حزب الله مسؤولية التصعيد ولبنان كدولة ليس طرفاً في هذه الحرب، ولا نريد أن نرى التصعيد من طرف حزب الله أو أي طرف آخر”. وأشار الى أن “صواريخ حزب الله تؤدي الى تصعيد في المنطقة”، سائلاً: “لماذا حزب الله المدعوم والمموّل من ايران يحاول أن يضع الشعب اللبناني في خطر كما فعلت حماس بالشعب الفلسطيني؟”.

وعن مفاوضات ترسيم الحدود البرية، أكد ويربيرغ أن “لا جديد في زيارة (آموس) هوكشتاين ولا رابط بين مفاوضات ترسيم الحدود والوضع مع اسرائيل، وترسيم الحدود سيؤدي الى فائدة اقتصادية للشعب اللبناني”، قائلاً: “سنقوم بمناقشات مع كل الأطراف لتحديد الوضع في المنطقة واطلاق الرهائن ودخول المساعدات”.

وسط هذه المخاوف، دعا الرئيس بري الى جلسة لهيئة مكتب المجلس في الثانية من بعد ظهر الاثنين المقبل. واستقبل في عين التينة رئيس كتلة “اللقاء الديموقراطي” تيمور جنبلاط على رأس وفد. وأكدت مصادر الكتلة لـ “لبنان الكبير” أن “أجواء الاجتماع مع الرئيس بري ممتازة دائماً وكان مرتاحاً”، مشيرة إلى أن “البحث تناول موضوع قيادة الجيش وعدم السماح بوقوعها في الفراغ حرصاً على المؤسسة العسكرية الضامنة للاستقرار الأمني والاجتماعي في البلاد”.

وأوضحت المصادر أن “الرئيس بري سيطرح خلال جلسة هيئة مكتب المجلس اقتراحات القوانين المقدمة من اللقاء الديموقراطي والقوات اللبنانية وكتلة الاعتدال ليصار إلى الخروج بصيغة موحدة لتمديد خدمة الضباط العامين من رتبة لواء وعماد لكي لا يطال التأجيل قائد الجيش دون سواه”.

وحول الوضع في الجنوب، رأى رئيس المجلس أن “الأمور لا زالت مضبوطة”، وأن جميع اللبنانيين يرفضون الدخول في حرب لكن المسألة “تتعلق بالجنون الاسرائيلي” والضغوط الدولية قادرة على منع توسع الاشتباكات.

وفي الجنوب، كان البطريرك الماروني بشارة الراعي يجول متضامناً، وأعلن خلال زيارته مطرانية صور المارونية أن “الحرب المدمّرة غير محصورة بغزّة ونخاف من امتدادها، وما نراه لا يخضع لأي شرعة دولية أو إنسانية ونحن نريد السلام”.

أضاف: “السلام عطية إلهية والمنطقة تدفع ثمن حرب ضروس ليس فيها أي احترام لحقوق شعب، وسنزور المراجع الاسلامية والمسيحية في المدينة كي نقول للجنوبيين نحن معكم وإلى جانبكم”. ووجه التحية من صور الى أهالي غزة، مشدداً على أن “حل الدولتين هو المطلوب وهو الذي يحقق السلام وسنعمل على أن نكون صانعي السلام”.

الى ذلك، خلص تحقيق “رويترز” إلى أن دبابة اسرائيلية أطلقت قذيفة أدت الى استشهاد الزميل عصام العبد الله. وقالت رئيسة تحرير الوكالة أليساندرا جالوني: “الأدلة التي لدينا الآن والتي نشرناها اليوم (امس) تظهر أن طاقم دبابة إسرائيلية قتل زميلنا عصام العبد الله”.

أضافت: “نندد بمقتل عصام. ندعو إسرائيل إلى توضيح كيف حدث هذا ومحاسبة المسؤولين عن مقتله وإصابة كريستينا عاصي من وكالة فرانس برس، وزميلينا ثائر السوداني وماهر نزيه، والصحافيين الثلاثة الآخرين”. ووصفت عصام بأنه “كان صحافياً لامعاً وشغوفاً، ومحبوباً جداً في رويترز”.

وقال مدير الأخبار العالمية لوكالة “فرانس برس” فيل شتويند: “من الضروري للغاية أن تقدم إسرائيل تفسيراً واضحاً لما حدث. استهداف مجموعة من الصحافيين الذين تم تحديدهم بوضوح على أنهم إعلاميون أمر لا يمكن تفسيره وغير مقبول”.

وأسشار رئيس قسم العلاقات الدولية في شبكة “الجزيرة” احتشام هبة الله: “تحقيق رويترز في هجوم 13 تشرين الأول يسلط الضوء على النمط المثير للقلق الذي تتبعه إسرائيل في استهداف الصحافيين عمداً في محاولة لإسكات من ينقلون الحدث”.

وعلق رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي على التقريرين في بيان، بالقول: “الإجرام الإسرائيلي لا حدود له”، وستضم الدولة اللبنانية التقريرين إلى الشكوى التي قدمتها إلى الأمم المتحدة ومجلس الأمن.

وكان الجيش الاسرائيلي اعتقل عدداً كبيراً من الفلسطينيين في قطاع غزة، وانتشرت مقاطع فيديو تظهر المعتقلين بملابسهم الداخلية يجلسون على الأرض، وسط تخوف منظمات حقوقية فلسطينية من المصير الذي قد يلقونه.

وفي الميدان، وفيما تستمر الوحشية الاسرائيلية، قال زعيم حزب الوحدة الوطنية بيني غانتس إن نجل الوزير في مجلس الحرب الاسرائيلي ورئيس أركان الجيش الاسرائيلي الأسبق جادي أيزنكوت لاقى حتفه خلال القتال في قطاع غزة. ولم يقدم الجيش الاسرائيلي تفاصيل دقيقة حول مقتل جال مير أيزنكوت سوى القول إنه لاقى حتفه خلال القتال في شمال قطاع غزة.

شارك المقال