نتنياهو متسلحاً بـ “الفيتو” الأميركي: سنمضي بالحرب الى النهاية

لبنان الكبير / مانشيت

غداة “الفيتو” الأميركي في مجلس الأمن الدولي، لمنع وقف اطلاق النار في غزة، باتت كل الأطراف الاقليمية والدولية في مأزق، وأولها ربما الولايات المتحدة التي وجدت نفسها وحيدة ضد 13 في مجلس الأمن مع امتناع بريطانيا عن التصويت، ما يعني تغيراً بارزاً في الرأي العام العالمي، لتكون وحدها “حامية” واحدة من أبشع الحروب في التاريخ، واضعة كل مصالحها في المنطقة في ميزان “الجنون الاسرائيلي” الباحث عبثاً منذ أكثر من شهرين عن نصر يداوي به “الكيان” إنكسار هيكله الأمني.

وإذ أبدت دول كثيرة، وبينها حلفاء لواشنطن، خيبتها من “الفيتو” الأميركي فإن رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو فهم الخطوة الأميركية على حقيقتها بأنها ضوء أخضر للمضي بالقتل والهدم، فشكر الولايات المتحدة على ذلك، مؤكداً مضيه بالحرب “للقضاء على حماس وتحقيق بقية أهداف الحرب”.

وفيما يتخوف العالم من توسع الصراع، تحديداً إلى لبنان، تتعرض المؤسسة العسكرية للقصف الاسرائيلي جنوباً، حيث طالت القذائف بعض مراكزها، والقصف من بيت أبيها في الداخل، حيث يصوّب عليها “التيار الوطني الحر” بكل ترسانته النيابية والحزبية، عشية اجتماع هيئة مكتب مجلس النواب لوضع جدول أعمال الجلسة التشريعية، فيما يبدو “حزب الله” المرابض على الحدود أيضاً، ميالاً إلى مسايرة حليفه، الذي يحلم بإزاحة قائد الجيش جوزيف عون، علها تكون مسماراً في نعش حظوظه الرئاسية المرتفعة.

وعلى الرغم من هذا الميل لدى “حزب الله”، أشارت معلومات “لبنان الكبير” الى أن الحزب، على عكس جلسة الحكومة لن يقاطع الجلسة التشريعية المتوقع أن يكون التمديد على جدول أعمالها، وذلك مرده إلى خوض رئيس مجلس النواب نبيه بري معركة انتزاع شرعية جلسات تشريع الضرورة في المجلس النيابي، من معارضيها لا سيما لدى الكتل “السيادية” وقوى التغيير، التي يبدو أنها ستحضر الجلسة وتؤمن نصابها، إلا أن هذا لا يعني أن الحزب سيصوّت لصالح التمديد.

وعن شكل مشروع القانون، الذي ينتظر “التيار الوطني الحر” إيجاد ثغرة فيه لتقديم طعن به، أوضحت مصادر نيابية لموقع “لبنان الكبير” أن “هناك تواصلاً بين كتل الجمهورية القوية واللقاء الديموقراطي والتنمية والتحرير والاعتدال الوطني من أجل تسهيل عملية التمديد لصالح قائد الجيش، خصوصاً وأنها تدعم هذا التمديد”، مشيرةً الى أن “التمديد ماشي بصورة صحيحة عبر مجلس النواب، وسنستكمل تحركاتنا واتصالاتنا بدءاً من يوم الاثنين، ومن الممكن أن نتجه الى توحيد اقتراح القانون من أجل التمديد لصالح قائد الجيش والمدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء عماد عثمان وعدد من الضباط الذين يستحقون هذا التمديد”.

وفي المقابل، أكدت مصادر كتلة “الجمهورية القوية” أن “موضوع التمديد لصالح قائد الجيش بات من الواضح أنه سيجري عبر مجلس النواب بناءً على اقترحات القوانين المعجلة المكررة المقدمة، والمفاوضات القائمة من أجل عدم اقتصار التمديد على عون بل يمدد أيضاً لصالح اللواء عثمان”، لافتة الى أن “جدول الأعمال ستضعه هيئة مكتب مجلس النواب، وكان الرئيس بري واضحاً أنه سيكون هناك جدول أعمال ولن يكون مقتصراً على اقتراح القانون المعجل والمكرر المقدم من تكتلنا”.

وحول اعتبار التمديد أصبح في “الجيبة”، اعتبرت المصادر “اننا في لبنان وهناك الكثير من الألاعيب في اللحظة الأخيرة لكن بحسب مجريات الاوضاع ذاهبون باتجاه التمديد”.

ولم تكتفِ الولايات المتحدة بـ “الفيتو” لمنع وقف الحرب في غزة وحسب، بل ان إدارة الرئيس جو بايدن، استخدمت صلاحيات للطوارئ للسماح ببيع نحو 14 ألفاً من قذائف الدبابات لاسرائيل، من دون مراجعة الكونغرس. وقال البنتاغون (وزارة الدفاع الأميركية) في بيان: ان وزارة الخارجية استخدمت الجمعة صلاحيات الطوارئ بموجب قانون مراقبة تصدير الأسلحة من أجل قذائف دبابات للتسليم الفوري لاسرائيل بقيمة 106.5 ملايين دولار.

ووفقاً لبيان البنتاغون، فإن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن مصمم على الطلب، وقدم الى الكونغرس تبريراً مفصلاً لضرورة تقديم قذائف الدبابات على الفور إلى إسرائيل بما يخدم مصالح الأمن القومي للولايات المتحدة.

وعبّر مدافعون عن حقوق الإنسان عن قلقهم إزاء عملية البيع، قائلين إنها لا تتماشى مع جهود واشنطن للضغط على إسرائيل للحد من الخسائر في أرواح المدنيين.

وفيما تسلح نتنياهو بالموقف الأميركي قائلاً: “سنمضي بالحرب إلى النهاية”، وصفت حركة “حماس” موقف واشنطن بأنه “لاأخلاقي ولاإنساني”. وقال عزت الرشق عضو المكتب السياسي لـ “حماس”: “عرقلة أميركا صدور قرار بوقف النار، مشاركة مباشرة للاحتلال في قتل أبناء شعبنا وارتكاب المزيد من المجازر والتطهير العرقي”.

ورأى رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس أن استخدام الولايات المتحدة حق النقض (الفيتو) ضد قرار يطالب بوقف إنساني لاطلاق النار في غزة يجعلها شريكة في ما وصفها بـ “جرائم الحرب ضد الفلسطينيين”.

وحمّل عباس في بيان صدر عن الرئاسة الولايات المتحدة مسؤولية “ما يسيل من دماء الأطفال والنساء والشيوخ الفلسطينيين في قطاع غزة”.

كما دان الرئيس التركي رجب طيب إردوغان “الفيتو” الأميركي. وقال في الذكرى الخامسة والسبعين للإعلان العالمي لحقوق الإنسان: “منذ السابع من تشرين الأول، تحول مجلس الأمن الدولي الى مجلس لحماية إسرائيل والدفاع عنها”.

وحذرت إيران من وقوع “انفجار لا يمكن السيطرة عليه” في الشرق الأوسط، إذا واصلت الولايات المتحدة دعم إسرائيل في الحرب.

شارك المقال