كولونا في بيروت للتشديد على الـ1701… انفتاح اسرائيلي – حمساوي على هدنة جديدة

لبنان الكبير / مانشيت

تحط وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا اليوم في بيروت بعد زيارتها إلى تل أبيب أمس، حاملة في جيبها التشديد على تطبيق القرار 1701، وسط تصعيد يزداد أكثر فأكثر كل يوم على الحدود الجنوبية، فيما تخطى البلد قطوع الفراغ في قيادة الجيش، المؤسسة المعنية بتنفيذ القرار الدولي، بانتظار انقشاع المشهد بعد تقديم “التيار الوطني الحر”، أكبر الخاسرين من التمديد، طعناً أمام المجلس الدستوري.

وسط تسريبات عن هدنة قريبة بين “حماس” واسرائيل، جاء ترحيب الأخيرة بوزيرة الخارجية الفرنسية، عقب مقتل أحد العاملين في وزارتها بقصف اسرائيلي على رفح يوم الأربعاء، وتوفي متأثراً بجروحه عشية الزيارة. وبعد لقائها نظيرها الاسرائيلي ايلي كوهين، قالت كولونا: “ننتظر توضيحاً من اسرائيل”. ودعت إلى “هدنة فورية” بين “حماس” وإسرائيل للسماح بوقف إنساني لاطلاق النار، فيما يزداد الضغط الدولي على الدولة العبرية لوقف الحرب.

وأفادت مصادر قطرية ومصرية لوسائل الاعلام، بأن اسرائيل و”حماس” منفتحتان على تجديد وقف إطلاق النار والافراج عن المحتجزين. وذكرت المصادر أن مصر وقطر أصرتا على زيادة المساعدات وفتح معبر كرم أبو سالم قبل البدء بأي مفاوضات. وتجددت الآمال بوقف انساني لوقف النار بعد لقاء رئيس وزراء قطر ورئيس الموساد الاسرائيلي، إلا أن الأمر دونه عقبات، بحيث تصر “حماس” على وقف إطلاق النار بصورة كاملة ووقف الطيران في قطاع غزة كشرط رئيسي للقبول بالتفاوض، بالاضافة إلى تراجع القوات الاسرائيلية الى بعض الخطوط على الأرض في قطاع غزة. ويبدو أن إسرائيل اضطرت إلى الموافقة على قائمة الرهائن من المدنيين تحددها “حماس”، ولكنها طلبت جدولاً زمنياً ورؤية قائمة الرهائن، قبل تحديد موعد وقف إطلاق النار ومدته، إلا أنها ترفض تراجع قواتها على الأرض.

وفي الجنوب اشتد القصف العنيف، وأعلن الجيش الاسرائيلي أنه قصف مواقع إطلاق أسلحة ومنشآت تابعة لـ “حزب الله” في لبنان رداً على إطلاق نار عبر الحدود، وأنه رد على هجمات الحزب بالمدفعية ونيران الدبابات والغارات الجوية على مواقع الاطلاق ونقطة مراقبة وما سماه “خلية إرهابية”. فيما أعلن الحزب أنه أطلق النار على مجموعة من الأهداف العسكرية الاسرائيلية على الحدود، منها ثكنة ومركز قيادة ورافعة عسكرية تقوم بتركيب معدات مراقبة، ونعى 4 من مقاتليه، سقطوا في جنوب لبنان.

وسط هذه الأجواء، دعت كولونا من تل أبيب إلى “وقف التصعيد”، ومن المتوقع أن تشدد على تطبيق القرار 1701، ولكن هذا الأمر دونه عقبات. وقالت مصادر مقربة من مرجعية سياسية لموقع “لبنان الكبير”: “حتى مناقشة الـ 1701 لبنانياً، ستكون مؤجلة إلى بعد انتخاب رئيس للجمهورية، الذي بدوره مؤجل إلى ما بعد انقشاع مشهد حرب غزة، التي ستحدد نتيجتها المسار الرئاسي في لبنان، بعد المفاوضات المتوقع حصولها حول المنطقة عقب الحرب”.

وسيفتتح الأسبوع بجلسة للحكومة مؤجلة من الأسبوع الماضي، ومن غير الواضح إن كان النصاب سيؤمن أم لا، بالتزامن مع إعلان حراك العسكريين المتقاعدين عن مظاهرة جديدة أمام السراي، وهو الحراك نفسه الذي منع انعقاد الجلسة يوم الجمعة.

وعن طرح تعيين رئيس للأركان من خارج جدول أعمال الجلسة، أشارت مصادر حكومية لموقع “لبنان الكبير” إلى أن “الطبخة لم تستو بعد، علما أن هناك إرادة لدى العديد من القوى السياسية بهذا التعيين، إلا أن ضرورته انخفضت من العجلة إلى التأني بعد إقرار التمديد في مجلس النواب”.

وعلى وقع التمديد شكر البطريرك الماروني الله على تجنب الفراغ في المؤسسة العسكرية، معتبرا أن الكلمة التي افتتح بها رئيس مجلس النواب عمليّة التصويت على القانون التي قال فيها: “كلّ اللبنانيّين دون استثناء هم مع الجيش اللبنانيّ، وما حدا يزايد على الثاني”، تعبر عن مشاعر كل اللبنانيين، وتمنى الراعي أن يدرك أعضاء المجلس النيابي أنّ لا دولة من دون رئيس، واقتبس الراعي من رئيس المجلس الدستوري السابق الدكتور عصام سليمان قائلا: “فليدرك نوّاب الأمّة أنّ الفوضى السياسيّة العارمة، واستباحة خرق الدستور نصًّا وروحًا، والنزاعات الداخليّة، والإنقسامات على حساب الدولة والمواطنين لا يمكن إزالتها إلّا بوجود رئيس للدولة كفوء ونزيه ونظيف الكفّ، لا يهتمّ إلّا بالمصلحة الوطنيّة العليا. فلا يساوم عليها، بل يضعها فوق أي إعتبار”.

ورغم الحرب والتصعيد الكبير جنوبا، يعيش لبنان أجواء عيد الميلاد، وكسر اللبنانيون الرقم القياسي لأكبر تجمع لافتتاح محل في أحد مجمعات التسوق في بيروت، حيث تجمع الآلاف بعد حملة على مواقع التواصل الاجتماعي، في جو يؤكد مجددا حب الحياة لدى الشعب اللبناني.

شارك المقال