تحرك دولي لمواجهة الحوثيين… حرص فرنسي – أميركي على ضبط “الحزب “

لبنان الكبير / مانشيت

كلمة السر هي الـ 1701، حتى لو لم تسمّه بالاسم وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا خلال جولتها على المسؤولين اللبنانيين، فهي تحدثت في بنوده، التي تحفظ الاستقرار جنوباً، بينما الموقف اللبناني هو اشتراط التزام اسرائيل بالقرار أولاً، فيما كان وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن يدعو، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الاسرائيلي يوآف غالانت، “حزب الله” إلى “الحرص على عدم ممارسة أي أفعال من شأنها إشعال نزاع أوسع نطاقاً”، بينما اعتبر غالانت أن الوسيلة المفضلة للدولة العبرية لحل النزاع شمالاً هي الديبلوماسية.

ويبدو أن الاهتمام الدولي تحول إلى البحر الأحمر، بعد أن لمس انضباط الحرب شمالاً، وابداء اسرائيل عدم رغبتها في توسيع الحرب، لاسيما أن جماعة الحوثي أصبحت تهدد الملاحة في المنطقة عقب إعلان عدة شركات شحن كبرى توقفها عن العمل جراء الهجمات الصاروخية، الأمر الذي بدأ يلقى تنديداً دولياً، بعد أن أصبح يهدد بتبعات اقتصادية أولى بوادرها كانت ارتفاع أسعار النفط عالمياً، الأمر الذي دفع الولايات المتحدة الأميركية إلى درس انشاء تحالف دولي لمواجهة التهديد الحوثي.

وليس البحر الأحمر وحده من يشهد توتراً، اذ اشتبك الجيش الأردني مع ما وصفهم بـ”الميليشات” على حدوده مع سوريا، معلناً عن ضبط أسلحة ومخدرات. وأشارت وزارة الخارجية الأردنية الى الاشتباكات مع “ميليشات تخوض حرباً إقليمية وتصدر المخدرات الى الأردن، وتريد أن تصدرها الى دول الخليج ودول عربية”.

وعن الحرب الأساس في غزة، أرجأ مجلس الأمن الدولي التصويت بشأن مشروع قرار بشأن وقفها إلى اليوم الثلاثاء، فيما من المقرر أن يلتقي مدير المخابرات المركزية الأميركية وليام بيرنز رئيس الوزراء القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني ورئيس جهاز المخابرات الاسرائيلية “الموساد” ديفيد برنيع في وارسو لمناقشة اتفاق جديد محتمل لاطلاق سراح رهائن إسرائيليين تحتجزهم “حماس”.

داخلياً، جلسة حكومية اليوم مؤجلة من الأسبوع الماضي، وفيما دار التساؤل حول امكان طرح تعيين رئيس أركان ومجلس عسكري، شددت مصادر قريبة من رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي لموقع “لبنان الكبير” على أن لا تعيينات عسكرية في جلسة اليوم. وأفاد مصدر حكومي بأن الأمر مستبعد كونه متعلقاً بوزير الدفاع، وهو ليس في وارد التعيينات في هذا الوقت.

وكانت وزيرة الخارجية الفرنسية وصلت إلى بيروت ظهر أمس، والتقت رئيس مجلس النواب نبيه بري والرئيس ميقاتي، ودعت خلال لقاءاتها إلى ضبط النفس والتحلي بالمسؤولية، مؤكدة أن من “الضروري خفض التصعيد على الحدود الجنوبية من الجهتين والتوصل الى آلية لايجاد حل يكون مقدمة لترسيخ الاستقرار الدائم في الجنوب”. فيما شدد ميقاتي على “أولوية وقف العدوان الاسرائيلي على لبنان، وتطبيق القرار 1701 نصاً وروحاً شرط التزام اسرائيل بمندرجاته”.

وخلال لقائه كولونا، وصف قائد “اليونيفيل” الجنرال أرولدو لازارو ساينز الوضع في جنوب لبنان بأنه “متوتر وخطير”.

ولا تزال الحدود جنوباً تشهد تسخيناً، فبالاضافة إلى قصف طال عدة بلدات حدودية، صعّد الجيش الاسرائيلي ظهراً استهدافاته بحيث استهدف بغارة جوية سطح أحد الأبنية على مسافة بالقرب من موكب تشييع أحد عناصر “حزب الله” في عيتا الشعب، وتسبب في أضرار في المبنى من دون الافادة عن وقوع أي اصابات بين المشيعين الذين تابعوا مراسم التشييع، بينما شن الحزب عدة هجمات استهدفت عدداً من المواقع الاسرائيلية شمال فلسطين المحتلة من ضمنها منصتان للقبة الحديدية في شمال مستعمرة كابري.

وبالعودة إلى الاقليم، اضطرت عدة شركات شحن كبرى، بما في ذلك شركة البحر المتوسط للشحن (إم.إس.سي)، إلى الابحار حول إفريقيا وهو ما سيؤدي الى زيادة التكاليف والتأخيرات التي من المتوقع أن تتفاقم خلال الأسابيع المقبلة، فيما أعلنت شركات أخرى عن توقف العمليات في البحر الأحمر حتى اشعار آخر.

وفي السياق، رأى وزير الدفاع الأميركي أن على إيران الكف عن دعم هجمات المتمردين الحوثيين على سفن تجارية في البحر الأحمر، معلناً عن عقد اجتماع وزاري افتراضي اليوم الثلاثاء في هذا الشأن.

وقال أوستن في بيان مشترك في ختام لقائه رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو في تل أبيب: “ان دعم إيران لهجمات الحوثيين على السفن التجارية يجب أن يتوقف”.

ولاحقاً، أشار خلال مؤتمر صحافي مع نظيره الاسرائيلي الى أنه سيعقد اجتماعاً عبر الفيديو مع وزراء المنطقة الثلاثاء لمناقشة هجمات الحوثيين.

أضاف: “في ما يتعلق بالحوثيين فإن هذه الهجمات غير مسؤولة وخطيرة وتنتهك القانون الدولي. لهذا السبب نتخذ خطوات لتشكيل تحالف دولي لمواجهة هذا التهديد”. وذكر بأن “هذه ليست مشكلة أميركية فحسب، إنها مشكلة دولية وتستحق استجابة دولية”، داعياً إلى “اجتماع غداً (اليوم)، اجتماع وزاري مع زملائي وزراء المنطقة وخارجها لمعالجة هذا التهديد. سيكون اجتماعاً افتراضياً وأنتظر بفارغ الصبر هذا الاجتماع”.

وندد مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل بالهجمات التي تشنها جماعة الحوثي في البحر الأحمر، وقال في منشور على منصة “إكس”: “إن تعطيل الملاحة الدولية والاخلال بالأمن البحري أمر غير مقبول ويجب أن يتوقف”. وأكد أن الاتحاد “يعمل بالتنسيق مع الشركاء للتصدي بفاعلية لتلك التهديدات للسلم والأمن” في البحر الأحمر.

ودعا بوريل في وقت لاحق إلى حماية خطوط الملاحة البحرية في البحر الأحمر.

شارك المقال