تسخين في الجنوب والجولان… تهديد حوثي… أميركا تستعرض الحاملة “فورد”

لبنان الكبير / مانشيت

يبدو أن اسرائيل تسعى بتغطية أميركية الى التفاوض بالنار إن كان من جهة غزة أو لبنان أو الجولان. فمع استمرار القصف العنيف على جنوب القطاع المحاصر، صعّدت إسرائيل من عملياتها في جنوب لبنان، وشنت غارات مكثفة على طول القرى الحدودية، بالتزامن مع خرق طائراتها الحربية جدار الصوت فوق قرى أبعد من الحدود، وانتشار لطائرات الاستطلاع التي حلقت بكثافة فوق الضاحية الجنوبية، بينما أعلن رئيس الأركان الاسرائيلي هرتسي هاليفي أن الحدود الشمالية لن تعود كما كانت.

إلى ذلك، أفاد “المرصد السوري لحقوق الانسان” بأن قصفاً اسرائيلياً استهدف مواقع الجيش السوري في ريف القنيطرة، وإطلاق صواريخ من الأراضي السورية باتجاه الجولان المحتل.

وتعزّز الاهتمام الدولي بالبحر الأحمر بعد تهديد حوثي بضرب المصالح الأميركية، رداً على تشكيل قوة متعددة الجنسيات لمواجهة استهدافات الميليشيا اليمنية للملاحة في المنطقة، واستعراض أميركي لحاملة الطائرات “جيرالد آر. فورد” كقوة ردع لمنع توسع الحرب.

أما في لبنان فبدلاً من أن تتحد القوى السياسية ولو بالحد الأدنى لمواجهة التحديات التي فرضتها التطورات الاقليمية، كانت تتناحر على أهم مؤسسة في البلد، الجيش، وبعد إقرار التمديد لقائد الجيش جوزيف عون، انتقل الخلاف الى موضوع رئيس الأركان. وبعد جلسة حكومية عاصفة اشتد خلالها الخلاف بين رئيس الحكومة نجيب ميقاتي ووزير الدفاع موريس سليم، علم “لبنان الكبير” أن مشاورات جدية قائمة في سبيل عقد جلسة حكومية يوم السبت المقبل، يطرح خلالها موضوع تعيين رئيس للأركان.

وتشير مصادر مطلعة إلى أن المساعي تبذل مع رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل لكي يقوم وزير الدفاع التابع له، بتقديم مشروع مرسوم يتضمن اقتراحاً بتعيين رئيس للأركان ومفتش عام ومدير الادارة لكي تكتمل هيكلية المجلس العسكري.

وبالتزامن مع وصول رئيس حركة “حماس” اسماعيل هنية إلى العاصمة المصرية القاهرة، وبعد اشارات في الأيام الأخيرة عن اقتراب “حماس” واسرائيل من هدنة جديدة، وتوقعات بأن تأجيل التصويت في مجلس الأمن هدفه تجنب “الفيتو” الأميركي، ضرب الرئيس الأميركي جو بايدن بكل التوقعات عرض الحائط، من خلال اعلانه أنه لا يتوقع التوصل الى اتفاق بين الطرفين قريباً، الأمر الذي شدد عليه رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو قائلاً: “إن من يظن أن الحرب ستتوقف بعيد عن الواقع”.

ويبحث هنية في مصر، إقرار هدنة في قطاع غزة تشمل تبادل رهائن ومعتقلين، ويلتقي خصوصاً رئيس المخابرات العامة المصرية عباس كامل. وأفادت “حماس” في بيان أن هنية سيجري “مباحثات مع المسؤولين المصريين حول تطورات العدوان الصهيوني على قطاع غزة والعديد من الملفات الأخرى”.

وذكر مصدر مقرّب من الحركة أن المباحثات “ستتناول مناقشة اقتراحات عديدة منها أفكار تشمل هدنة مؤقتة لمدة أسبوع مقابل إطلاق سراح حماس 40 أسيراً إسرائيلياً من النساء والأطفال والذكور غير العسكريين”. وأوضح أن “هذه الهدنة قابلة للتجديد بعد التفاهم حول فئات ومعايير جديدة للتبادل”، مشيراً إلى أن هذه “أفكار نوقشت في مباحثات إسرائيلية قطرية بعلم الادارة الأميركية”.

وفيما أكد البيت الأبيض أن مباحثات الهدنة “جادة للغاية”، أعلن الرئيس بايدن أنه لا يتوقع التوصل قريباً إلى اتفاق بين إسرائيل وحركة “حماس “لاطلاق سراح الرهائن المحتجزين في غزة. وقال للصحافيين خلال رحلة إلى ميلووكي بولاية ويسكونسن: “نحن نضغط”. وتبذل الجهود لمحاولة الترتيب لاطلاق المزيد من الرهائن.

وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي جون كيربي: “إنها نقاشات ومفاوضات جادة للغاية ونأمل أن تؤتي ثمارها… إنه أمر نعمل عليه منذ انتهاء فترة التوقف السابقة”.

وأكد مصدر مطلع على المباحثات لوسائل الاعلام عقد “اجتماع إيجابي” بين رئيس جهاز الاستخبارات الاسرائيلي ديفيد برنياع ونظيره الأميركي وليام بيرنز ورئيس الوزراء القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني في وارسو هذا الأسبوع.

وقال المصدر إن المباحثات مستمرة بهدف “التوصل إلى اتفاق من شأنه إطلاق سراح الرهائن المتبقين في غزة مقابل هدنة مع احتمال إطلاق سراح أسرى فلسطينيين لدى إسرائيل”.

وبعدما أعلن الرئيس الاسرائيلي إسحق هرتسوغ الثلاثاء استعداد بلاده “لهدنة إنسانية جديدة ومساعدة إنسانية إضافية للسماح بإطلاق سراح الرهائن”، استبعد نتنياهو وقف النار قبل تحقيق الدولة العبرية أهدافها المعلنة. وقال في بيان أمس: “لن نتوقف عن القتال حتى نحقق كل الأهداف التي وضعناها لأنفسنا: القضاء على حماس والإفراج عن الرهائن لديها، ووضع حد للتهديد القادم من غزة”.

إلى ذلك، واصل الجيش الاسرائيلي قصفه وعملياته البرية، وقُتل 12 شخصاً على الأقل وأصيب العشرات في غارات جوية إسرائيلية على رفح، وفق وزارة الصحة التابعة لحركة “حماس”.

الضغط الذي تحدث عنه بايدن يأتي نتيجة تزايد القلق من اتساع نطاق الحرب الى نزاع في الشرق الأوسط، خصوصاً مع الهجمات التي ينفذها الحوثيون في البحر الأحمر، وتبادل القصف بين إسرائيل و”حزب الله”.

وفي ظل التهديد الحوثي بضرب المصالح الأميركية في المنطقة في حال ضربت الولايات المتحدة وحلفها الدولي الجديد لمواجهة التهديد في البحر الأحمر “حارس الازدهار”، اليمن، حط وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن على متن حاملة الطائرات “جيرالد آر. فورد”، باستعراض جديد لقوة الردع الأميركية، لاسيما باتجاه إيران، وشكر طاقمها على دوره في المساعدة على منع نشوب صراع أوسع نطاقاً في الشرق الأوسط خلال الحرب بين إسرائيل و”حماس”.

في المقابل، هدّد زعيم الحوثيين في اليمن عبد الملك الحوثي أمس باستهداف “المصالح” الأميركية في حال هاجمت الولايات المتحدة بلاده. وقال في كلمة متلفزة: “اذا كان لدى الأميركي توجّه لأن يصعّد أكثر وأن يورط نفسه أكثر أو أن يرتكب حماقة باستهداف بلدنا وبالحرب على بلدنا، فلن نقف مكتوفي الأيدي وسنستهدفه هو وسنجعل البارجات الأميركية والمصالح الأميركية والحركة الملاحية الأميركية هدفاً لصواريخنا وطائراتنا المسيَّرة وعملياتنا العسكرية”.

وعلى الحدود اللبنانية – الفلسطينية اشتد القصف الاسرائيلي أمس على القرى الجنوبية، وشهدت بلدات كفرشوبا وعيتا الشعب غارات عنيفة متتالية، واستهدف القصف نقطة على بعد أمتار من مراسم تشييع أحد عناصر “حزب الله” في بلدة بليدا، وهو أمر يحصل للمرة الثانية بعد استهداف مشابه أول من أمس في عيتا الشعب. وليلاً تعرض منزل في بلدة مركبا لقصف دمره، وانتشلت فرق الدفاع المدني جثة من تحت الأنقاض.

وفيما قصفت المدفعية الاسرائيلية أطراف القرى على طول الخط الحدودي، أعلن الجيش الاسرائيلي عن استهداف سلسلة من الأهداف التابعة لـ “حزب الله”، الذي أعلن بدوره عن سلسلة عمليات طالت المواقع الاسرائيلية، ونعى اثنين من عناصره.

وفي الجبهة السورية، أفاد “المرصد السوري لحقوق الإنسان” مساء أمس بأن إسرائيل قصفت بصواريخ شديدة الانفجار مواقع لقوات الجيش السوري في محيط قريتي عرنة وحضر في ريف القنيطرة بجنوب غرب سوريا.

وأشار المرصد في بيان منفصل الى إطلاق أربعة صواريخ من سوريا باتجاه الجولان المحتل.

شارك المقال