لبنان معلّق بحبال “الطوفان”… “الحزب” يخاطب العالم عبر”اليونيفيل”

لبنان الكبير / مانشيت

كما علق مواطنون على حبال “التلفريك” أمس، يبدو مصير لبنان معلقاً على حبال التسويات المقبلة حتماً بعد انتهاء حرب غزة، التي هزت المنطقة الواقعة تحت رحمة “محور المقاومة”، بحيث يكاد لا يمر يوم من دون هجمات حوثية في البحر الأحمر، أو هجوم على القواعد الأميركية في العراق وسوريا، عدا عن القصف المتبادل في الجبهة الأكثر اشتعالاً، جنوب لبنان، الذي تقترب الاشتباكات فيه من نقطة عدم الانضباط، لا سيما أن صواريخ “حزب الله” وصلت أمس إلى حيفا لأول مرة منذ حرب تموز 2006.

وفيما يضغط المجتمع الدولي لتنفيذ القرار 1701، كان مشهد “غضب الأهالي” يتكرر مجدداً أول من أمس في بلدة الطيبة، حيث تم الاعتداء على دورية لـ “اليونيفيل” بالعصي والحجارة. وكاد المشهد أن يتكرر صباح أمس أيضاً، عندما اعترضت مجموعة من الأهالي طريق قافلة لـ “اليونيفيل” قبل أن تسمح لها بالمرور. وفيما لم يصدر تعليق عن الجهات الفاعلة، قرأ كثيرون أن هذا “الغضب” هو رسائل من الحزب تجاه المنادين بتنفيذ القرار الدولي، أن الأمر له.

كما لم يصدر تعليق على الحادثة من لبنان الرسمي، بينما حذر رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي من أن تمادي إسرائيل في الاعتداء على لبنان من شأنه أن يدخلها في “مواجهة شاملة قد تطال كل دول المنطقة”.

وذكرت رئاسة وزراء لبنان في بيان أن ميقاتي عبر خلال اتصال هاتفي مع وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا عن قلقه من تصاعد الهجمات الاسرائيلية على جنوب لبنان “واستهداف المدنيين على نطاق واسع”. وطالب “بالضغط على إسرائيل لوقف انتهاكاتها”.

في غزة، تقدمت الدبابات الاسرائيلية إلى عمق بلدة البريج وسط قطاع غزة بعد أيام من قصف بلا هوادة أجبر عشرات الآلاف من الأسر الفلسطينية النازحة أصلاً على شد الرحال في موجة نزوح جماعي جديدة، وتقدمت الدبابات على ما يبدو من بساتين على المشارف الشرقية للمنطقة.

وإلى جنوب القطاع، قصفت القوات الاسرائيلية المنطقة المحيطة بمستشفى في قلب مدينة خان يونس، حيث يخشى السكان من توغل بري جديد داخل الأراضي المكتظة بالعائلات التي شردت خلال الحرب المستمرة منذ 12 أسبوعاً.

وقالت السلطات الصحية الفلسطينية إن 210 فلسطينيين تأكد مقتلهم جراء الهجمات الاسرائيلية خلال الساعات الأربع والعشرين المنصرمة، ما يرفع عدد قتلى الحرب إلى 21320 شخصاً، أو ما يساوي تقريباً واحداً بالمئة من سكان القطاع. ويُخشى أن آلافاً آخرين من القتلى مدفونون تحت الأنقاض.

وصعّدت إسرائيل حربها البرية في غزة منذ عشية عيد الميلاد على الرغم من المناشدات العلنية من الولايات المتحدة، أقرب حلفائها، لتقليص الحملة في الأسابيع الأخيرة من العام.

وينصب التركيز الرئيس للقتال الآن على مناطق الوسط الواقعة إلى الجنوب من وادي غزة الذي يقسم القطاع حيث أمرت القوات الاسرائيلية المدنيين بالاخلاء مع تقدم دباباتها.

ويتجه عشرات الآلاف من النازحين من مناطق النصيرات والبريج والمغازي في وسط غزة جنوباً أو غرباً إلى مدينة دير البلح المطلة على البحر المتوسط والمكتظة بالفعل، ويتكدسون في مخيمات بنيت على عجل من الخيام المؤقتة.

وقالت وكالة غوث وتشغل اللاجئين الفلسطينيين التابعة للأمم المتحدة (الأونروا) في منشور على منصات التواصل الاجتماعي إن “أكثر من 150 ألف شخص، أطفال صغار ونساء يحملن أطفالاً وأشخاص ذوو إعاقة وكبار السن، ليس لديهم مكان يذهبون إليه”.

الهاجس من تمدد الحرب دفع العديد من الدول إلى المبادرة لوقفها، وأكدت مصر أمس أنها طرحت إطاراً لمقترح في سبيل إنهاء الصراع بين إسرائيل و”حماس” في قطاع غزة يتضمن ثلاثة مراحل تنتهي بوقف إطلاق النار، وقالت إنها تنتظر الردود على الخطة.

وقال ضياء رشوان رئيس الهيئة العامة للاستعلامات المصرية في بيان: “مصر تؤكد أنها لم تتلق حتى الآن أي ردود على الاطار المقترح من أي من الأطراف المعنية، وعند ورود الردود من الأطراف، ستتم بلورة المقترح بصورة مفصلة وإعلانه كاملاً للرأي العام المصري والعربي والعالمي”.

وأوضح أن مصر طرحت المقترح “لمحاولة تقريب وجهات النظر بين الأطراف المعنية سعياً الى وقف العدوان على غزة”، مشيراً إلى أن “صياغة هذا الاطار تم بعد استماع مصر الى وجهات نظر كل الأطراف المعنية به”.

في لبنان حبس اللبنانيون أنفاسهم إثر عطل طرأ على تلفريك جونيه – حاريصا أدى إلى احتجاز 25 شخصاً فوق أوتوستراد جونيه، قبل أن يتدخل الجيش اللبناني والدفاع المدني، مع بعض من العناية الإلهية، لتنتهي الحادثة من دون وقوع اصابات أو ضحايا.

أما في الجنوب فاستمر التصعيد، وقصفت اسرائيل قرب النبطية مستهدفة المنطقة بين حومين ورومين بغارات بالمسيرات، بينما استهدف “حزب ا”لله مستعمرتي عكا وحيفا في تطور هو الأول من نوعه منذ بداية الحرب.

وحذر وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون، من أي تصعيد في الصراع في غزة، وذلك خلال استقبال الرئيس ميقاتي له في دارته في لندن.

وأفادت وكالة الأنباء البريطانية “بي إيه ميديا” بأن رئيس الوزراء البريطاني السابق أجرى محادثات مع ميقاتي. وقال كاميرون في منشور له على وسائل التواصل الاجتماعي: “تصعيد الصراع في غزة ونقله إلى لبنان أو البحر الأحمر أو عبر المنطقة الأوسع سيزيد من مستوى الخطورة المرتفع للغاية وانعدام الأمن في العالم.”

شارك المقال