إغتيال ثان لسليماني في إيران… أوروبا “تهجر” لبنان بعد خطاب نصر الله

لبنان الكبير / مانشيت

بينما كان الجميع في المنطقة مشغولين بماهية رد “حزب الله” على اغتيال القائد الحمساوي صالح العاروري، وبما سينطق به الأمين العام للحزب حسن نصر الله مساء، كان رأس محور الممانعة يتلقى ضربة قاسية على رأسه، بما شكل إغتيالاً ثانياً لقاسم سليماني، هذه المرة في إيران نفسها وقرب مقبرته وفي الذكرى الرابعة لاغتياله الأول، بتفجيرات أوقعت 103 قتلى وعدداً كبيراً من الجرحى، وذلك على صدى التهديدات بالثأر له، ولضحايا الأمس، لتتضخم فاتورة الثأرات لهذا المحور، على جوانب “الطوفان” المتواصل منذ 7 تشرين الأول.

نصر الله احتمى وراء “المصالح اللبنانية” التي قال انه يداريها ما يمنعه من إطلاق حرب كبيرة، فيما “المصالح اللبنانية” ذاتها هي أكثر المتضررين في “حرب الاستنزاف” بين إسرائيل و”حزب الله” في الجنوب، بدليل أن دولاً أوروبية سارعت بعد خطاب نصر الله الى دعوة رعاياها لمغادرة لبنان بأسرع ما يمكن.

وشكل اغتيال العاروري علامة على أن حرب غزة تقترب أكثر من لحظة الانفجار الكبير في الشرق الأوسط، كثرت إشاراتها، من اشتباكات في الضفة الغربية وتبادل لإطلاق النار على الحدود اللبنانية – الاسرائيلية مع “حزب الله” إضافة الى تأثير الصراع على مسارات الشحن في البحر الأحمر.

وحذرت قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان “اليونيفيل” من أن أي تصعيد “قد تكون له عواقب مدمرة على الناس على جانبي الحدود”.

وفي القاهرة، أعلن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لوفد من الكونغرس الأميركي أن الأولوية تتمثل في ضمان وقف إطلاق النار في غزة. وذكر بيان للرئاسة أن السيسي أكد ضرورة منع اتساع نطاق الصراع في المنطقة.

وفي لشبونة، رأى مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، أنه يتعين على المجتمع الدولي فرض حل للصراع لأن الطرفين لن يتمكنا أبداً من التوصل إلى اتفاق. وقال: “إذا لم تنتهِ هذه المأساة قريباً، فقد ينتهي الأمر باشتعال الوضع في الشرق الأوسط بأكمله”.

وأكّد الأمين العام لـ “حزب الله” أن عملية اغتيال الشيخ صالح العاروري لن تمر من دون رد على الاطلاق، مشيراً إلى أن الحزب “ليس خائفاً من الحرب ولا نخشاها ومن يفكّر في الحرب معنا سيندم إن شاء الله وستكون الحرب معنا مكلفة جداً جداً، وإذا كنا الآن نداري المصالح اللبنانية وإذا شنت الحرب على لبنان فإن مقتضى المصلحة اللبنانية أن نذهب بالحرب إلى الأخير”.

واعتبر نصر الله أن الحزب “يقاتل في الجبهة بحسابات مضبوطة ولذلك ندفع ثمناً غالياً من الأرواح، ولكن إذا فكّر العدو في أن يشن حرباً على لبنان فإن قتالنا سيكون بلا سقوف ولا ضوابط وهو يعلم ماذا أعني”.

ودافع نصر الله عن قراره بفتح جبهة الجنوب اللبناني كجبهة إسناد وإشغال للمقاومة في غزة، مشيراً إلى أن “الاسرائيلي جنّ يوم 7 تشرين و8 تشرين وتم استدعاء الاحتياط وأتى الأميركان، وأتت للإسرائيلي فرصة تاريخية للإنتهاء من المقاومة في لبنان، لكن مسارعة المقاومة إلى فتح الجبهة أسقط عنصر المفاجأة، ولو سكتت المقاومة لاستيقظ اللبنانيون على إسرائيل تدمّر كل شيء في البلد”.

وكان “حزب الله” أعلن في بيانات منفصلة أمس مقتل 4 من عناصره في جنوب لبنان، هم: عباس حسن جمول من بلدة دير الزهراني، محمد هادي مالك عبيد من بعلبك، حسن علي دقيق من بلدة مركبا وعباس حسين ظاهر من بلدة كفر رمان. كما أعلن عن استهداف مواقع وثكنات اسرائيلية شمال فلسطين المحتلة.

في المقابل، أعلن الجيش الاسرائيلي تعزيز منظومة القبّة الحديديّة على طول الحدود مع لبنان والجليل، ورفع حالة التأهّب على طول الحدود، وشن عدة غارات على القرى الحدودية، أعنفها كان على بلدة مركبا تسببت في دمار كبير.

أما في فلسطين، فدعت السلطة الفلسطينية إلى إضراب عام في الضفة الغربية، حداداً على العاروري والضحايا الذين سقطوا معه. ودان رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية “الجريمة التي تحمل هوية مرتكبيها”، محذراً من “المخاطر والتداعيات التي قد تترتب” عليها.

وقال الناطق باسم الجيش الاسرائيلي دانيال هاغاري في مؤتمر صحافي أمس إن قواته “في حالة تأهب دفاعاً وهجوماً. نحن على أهبة الاستعداد لكل السيناريوهات”.

وتعهّد رئيس “الموساد” الاسرائيلي ديفيد برنيع أن يصل جهاز الاستخبارات إلى جميع قادة “حماس”. وأكد أن الجهاز “ملتزم تصفية الحسابات مع القتلة الذين وصلوا إلى غلاف غزة في السابع من تشرين الأول”، مشيراً الى أن “الأمر سيستغرق وقتاً، تماماً كما حدث بعد مذبحة ميونيخ، لكننا سنضع أيدينا عليهم أينما كانوا”.

أضاف: “على كل أم عربية أن تعلم أنه إذا شارك ابنها بشكل مباشر أو غير مباشر في مذبحة السابع من تشرين الأول، فإن دمه مهدور”.

وفي الافادة اليومية، أعلن الجيش الاسرائيلي أن “معارك طاحنة” مع مسلحين تتواصل في قطاع غزة في مدينة خان يونس جنوب القطاع. وقصفت القوات الاسرائيلية مخيم النصيرات للاجئين في شمال القطاع ودمرت عدة بنايات متعددة الطوابق.

وأسقطت طائرات إسرائيلية منشورات على المخيم تأمر الناس بإخلاء سبعة أحياء. وكتب الجيش الاسرائيلي في المنشور: “المنطقة التي تتواجدون فيها تعتبر منطقة قتال خطيرة. جيش الدفاع الاسرائيلي يعمل بشدة في منطقة سكنكم، ومن أجل سلامتكم يناشدكم الإخلاء الفوري لهذه المنطقة”.

كما كثفت الطائرات الاسرائيلية والدبابات هجماتها على مخيم البريج للاجئين. وأعلنت “كتائب القسام” قتل عشرة جنود إسرائيليين في البريج واستهداف خمس دبابات وناقلات جنود.

وفي ايران، توعد المرشد الايراني الأعلى علي خامنئي بـ”رد قاس” إثر التفجيرين في جنوب ايران واللذين أسفرا عن مقتل 103 أشخاص تزامناً مع إحياء ذكرى اغتيال اللواء سليماني.

وقال خامنئي في بيان: “ان الأعداء الأشرار والمجرمين للأمة الايرانية تسببوا مجدداً بكارثة وأسقطوا عدداً كبيراً من السكان الأعزاء في كرمان شهداء”. وأكد أن “هذه الكارثة ستلقى رداً قاسياً بإذن الله”.

وفي أول تعليق أميركي بعد التفجيرات، أعلن المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي أن “الولايات المتحدة ستواصل الإبقاء على وجود عسكري كبير في الشرق الأوسط في ظل الصراع الدائر بين إسرائيل وحماس”، لافتاً الى أن “أميركا ليست لديها أدلة على ضلوع إسرائيل في انفجاري إيران”.

في شأن آخر، أعلنت السلطات الأرجنتينية توقيف ثلاثة أجانب يتحدرون من سوريا ولبنان في نهاية كانون الأول الماضي في بوينوس آيرس وضواحيها، للاشتباه في قيامهم “بالتخطيط لعمل إرهابي في البلاد”.

بالتوازي قامت السلطات “بتعقب طرد” مصدره اليمن، وفق ما ذكرت وزارة الأمن على منصة “إكس”، مشيرة إلى تحييد “خلية إرهابية محتملة”.

ونقلت وكالة الأنباء الأرجنتينية “تيلام” عن مصادر قضائية أن المشتبه بهم مثلوا أمام قاضٍ صباح الأربعاء.

وأشارت وزيرة الأمن الأرجنتينية إلى أن التوقيفات تمت بناءً على معلومات استخباراتية من مصادر مختلفة قدمتها الولايات المتحدة وإسرائيل، ومعلومات أخرى من كولومبيا.

شارك المقال