أميركا تضرب “المحور” في بغداد… “داعش” ينخرط في “الطوفان”

لبنان الكبير / مانشيت

تراجعت حرب غزة في ترتيب المخاوف الشرق أوسطية، مع ارتفاع حرارة محاور أخرى بانخراط الولايات المتحدة نفسها في المواجهات مع أذرع “الأخطبوط الايراني” في العراق والبحر الأحمر وسوريا، لتتجه الأنظار الى “الجبهة اللبنانية” بين إسرائيل و”حزب الله” مع إعراب عواصم غربية عدة عن خوفها مع التصعيد المتزايد على هذه الجبهة التي تتحكم بمفتاح “الحرب الكبرى” في المنطقة.

وإذ يعود وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن اليوم الى المنطقة، في جولته الرابعة منذ 7 تشرين الأول، برز أمس تطور لافت في خطورته مع إطلالة قوية لتنظيم “داعش” الارهابي على سطح الحدث، ليس بإعلانه المسؤولية عن التفجيرين الدمويين في ايران فحسب، بل أيضاً بإصداره بياناً يدعو فيه الى “محاربة اليهود والمسيحيين” ليلعب بذلك على وتر عربي إسلامي إزدادت حساسيته بفعل مشاهد المجازر المروعة بحق الفلسطينيين، وليدفع بإتجاه “حرب دينية” ستودي بالشرق الأوسط في قاع صدام حضارات وأديان وأوهام.

وكان دوى انفجار ظهر أمس في شارع فلسطين شرقي بغداد، تبين أنه استهداف لمقر اللواء 12 في الحشد الشعبي، قتل على إثره القيادي في “حركة النجباء” أبو تقوى السعيدي مع أحد مرافقيه وآخرين. واتهم “الحشد الشعبي” الولايات المتحدة بتنفيذ الهجوم، فيما أبلغ مسؤول أميركي وكالة “رويترز” أن “واشنطن نفذت الهجوم، وقتلت شخصاً كان مسؤولاً عن هجمات ضد التحالف الدولي في العراق وسوريا”.

ونقلت الوكالة عن قائد محلي في “حركة النجباء” أن الفصيل “سينتقم من الأميركيين ويجعلهم يندمون على ارتكاب هذا الاعتداء”.

وعبّرت وزارة الخارجية العراقية عن “إدانتها الشديدة للاعتداء السافر الذي استهدف أحد المقار الأمنية العراقية”. وقالت في بيان صحافي، إن الهجوم على “تشكيل أمني يرتبط بالقائد العام للقوات المسلحة، ويخضع لسلطة الدولة تصعيد خطير”. وأكدت أن “العراق يحتفظ بحقه في اتخاذ موقف حازم وكل الاجراءات التي تردع من يحاول المساس بأرضه وقواته الأمنية”.

أعلن الناطق باسم القوات المسلحة العراقية، اللواء يحيى رسول، أن الهجوم “اعتداء مماثل للأعمال الارهابية”، محمّلاً التحالف الدولي مسؤولية الضربة.

من أميركا والعراق إلى “داعش” وإيران، حيث نشر التنظيم الارهابي بياناً عبر قنوات تابعة له على تطبيق “تيليغرام” أشار فيه إلى أن العملية في كرمان الإيرانية نفذها انتحاريان يرتديان حزامين ناسفين.

ونقلت وكالة “أرنا” الرسمية الايرانية عن “مصدر مطلع” قوله إن “التحقيق في موقع تفجيري كرمان في الساعات الأولى، كان يشير إلى وجود عملية تفجير بعبوات ناسفة، لكن التحقيق والأدلة المتوافرة، بما في ذلك كاميرات المراقبة تظهر أن التفجير الأول بالتأكيد نتيجة عمل إنتحاري”.

وفي دلالة على الدفع باتجاه “حرب دينية” في المنطقة، دعا متحدث باسم تنظيم “داعش” الارهابي يدعى أبو حذيفة إلى شن هجمات في شتى أنحاء العالم ضد اليهود والمسيحين، انتقاماً لحملة الجيش الاسرائيلي المتواصلة في قطاع غزة. وحذر في التسجيل الذي بلغت مدته 33 دقيقة، ونشرته حسابات تابعة للتنظيم، “حماس”من التعاون مع المجموعات الشيعية.

وعلى وقع التصعيد في المنطقة أعلنت الولايات المتحدة أن وزير الخارجية الأميركي سيبدأ جولة جديدة في الشرق الأوسط تشمل إسرائيل، وعدداً من دول المنطقة.

وذكر مسؤول أميركي أن بلينكن سيغادر مساء الخميس واشنطن من دون إعطاء تفاصيل حول الجدول الزمني المحدد للرحلة ومحطاتها. وأفاد بأن المبعوث الديبلوماسي الأميركي آموس هوكشتاين، سيسافر أيضاً إلى إسرائيل للعمل على تهدئة التوترات بين إسرائيل و”حزب الله”، ولم يعرف ما إذا كانت جولة المسؤولين الأميركيين ستشمل لبنان، إلا أن المؤكد أن المبعوث الفرنسي جان ايف لودريان عائد إلى بيروت، وفق ما أعلن السفير الفرنسي لدى لبنان هرفيه ماغرو، لافتاً إلى أن الزيارة هي في إطار متابعة مهمة اللجنة الخماسية في السعي الى إيجاد حل لأزمة الشغور الرئاسي.

في هذه الأثناء استمرت السخونة على الحدود الجنوبية، وفيما نعى “حزب الله” 9 من عناصره خلال الساعات الـ 24 الماضية، استمر القصف العنيف على القرى الحدودية، وشهدت بلدة مارون الراس غارة عنيفة استهدفت حديقة ايران، فيما تعرضت بلدة الخيام لقصف مركز بالقنابل الفوسفورية. بينما أعلن الحزب عن استهداف مواقع المطلة، شتولا والجرداح.

وكان الجيش الاسرائيلي أعلن أنه اغتال القيادي في حركة “الجهاد الإسلامي” ممدوح اللولو في قطاع غزة، مشيراً في بيان إلى أنه قام بالتعاون مع جهاز الأمن الاسرائيلي العام “الشاباك”، بـ “تصفية رئيس هيئة الأركان العملياتية في شمال قطاع غزة والعضو رفيع المستوى في حركة الجهاد الاسلامي، ممدوح اللولو الذي عمل مساعداً ومقرباً من قادة منطقة شمال القطاع لدى الحركة، وكان على تواصل مع قيادة التنظيم في الخارج”.

الى ذلك، كشف وزير الدفاع الاسرائيلي يوآف غالانت عن خطط إسرائيل للمرحلة التالية من حربها في غزة، موضحاً أنها تعتزم اتباع نهج جديد أكثر استهدافاً في الجزء الشمالي من القطاع وملاحقة مستمرة لقيادات “حماس” في الجنوب. وقال في بيان إن “حماس” بعد الحرب لن تعود للسيطرة على غزة التي من المقرر أن تديرها هيئات فلسطينية طالما لم يكن هناك تهديد لاسرائيل، التي ستحتفظ بالحرية في العمليات، لكن لن يكون هناك وجود مدني إسرائيلي.

وفيما قلصت إسرائيل قواتها في شمال القطاع، وتعمل على قصف محدد هناك، احتدمت الاشتباكات في خان يونس جنوب القطاع، ومخيم النصيرات والمغازي في الوسط. وأعلنت “كتائب القسام” أنها قتلت جنوداً في كمائن، وشمل ذلك تفجير عبوة “شديدة الانفجار” في قوة إسرائيلية راجلة في منزل بالنصيرات، واستهدفت دبابات وآليات، بينها دبابتا ميركافا.

كما أعلن الجيش الاسرائيلي مقتل أحد جنوده وإصابة 5 آخرين خلال معارك شمال ووسط غزة، ليرتفع عدد قتلاه منذ بدء العملية البرية إلى 182 و510 جرحى منذ بدء الحرب. وقصفت قواته منازل في خان يونس وفي مخيم المغازي وقرية المصدر وسط قطاع غزة، وقتلت مزيداً من النازحين.

شارك المقال