اسرائيل تستهدف قادة… الحزب لتثبيت المعادلات… ولبنان لإستقرار طويل

لبنان الكبير / مانشيت

المواجهة محتدمة بين اسرائيل و”حزب الله” ضمن المعركة المفتوحة في الساحات “الموحدة” ولكن المضبوطة، بينما تنتقل الدولة العبرية إلى المرحلة الثالثة من الحرب، وتركز فيها على استهداف القيادات، فيما يحاول الحزب المحافظة على موازين القوى باستهداف عمق المستعمرات المحتلة.

في هذه الأثناء، تنشط الحركة الديبلوماسية والسياسية في لبنان من أجل منع توسع الصراع والتوصل الى اتفاق بشأن الحدود، اذ أعلن لبنان الرسمي استعداده للتفاوض قبيل زيارة الوسيط الأميركي آموس هوكشتاين الى بيروت، تزامناً مع جولة الوكيل العام للأمم المتحدة لادارة عمليات حفظ السلام جان بيار لاكروا على المسؤولين اللبنانيين، وزيارة وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إلى اسرائيل.

وكانت تقارير إعلامية إسرائيلية ذكرت أن الجيش قتل عضواً بارزاً آخر في “حزب الله” يدعى علي حسين برجي، بهجوم استهدف سيارته أثناء توجهه إلى مراسم تشييع القيادي البارز الذي قتل قبل يومين وسام الطويل، مشيرة الى أن برجي مسؤول عن عشرات الهجمات بالطائرات المسيرة على شمالي إسرائيل. وفيما أكد الحزب مقتل البرجي، نفى أن يكون قيادياً بهذا الحجم. كما نعى 3 من عناصره، بينما أعلن أنه استهدف مقر قيادة المنطقة الشمالية التابع لجيش العدو في مدينة صفد ‏المحتلة (قاعدة دادو) ‏بعدد من المسيرات الهجومية الانقضاضية، وشن عدة هجمات على المواقع الاسرائيلية في المستعمرات الشمالية المحتلة.

وتبنت اسرائيل اغتيال الطويل رسمياً، بحيث أعلن وزير الخارجية يسرائيل كاتس أن القتل المستهدف لوسام الطويل يوم الاثنين، كان “جزءاً من الحرب” التي تشنها إسرائيل، والتي تشمل أيضاً شن هجمات على عناصر “حزب الله”، محذراً من أن لبنان في حالة نشوب حرب كبرى، “سيتلقى ضربة أقوى 50 مرة من تلك التي تلقاها في حرب لبنان الثانية عام 2006”.

وكرر رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي خلال لقائه لاكروا، التأكيد على “استعداد لبنان للدخول في مفاوضات لتحقيق عملية استقرار طويلة الأمد في جنوب لبنان” على طول الحدود مع إسرائيل. فيما دعا لاكروا إلى “لتهدئة، ودعم الجيش في الجنوب واستمرار التعاون بينه وبين اليونيفيل بصورة وثيقة”.

في المقابل، رأى نائب الأمين العام لـ “حزب الله” الشيخ نعيم قاسم أن ما يجري في فلسطين لن يقتصر عليها بل سيمتد إلى كل المنطقة. وأشار الى أن “هناك قرارات في حق فلسطين منذ 75 سنة ولم ينفذ بند واحد في مواجهة إسرائيل، والقرار في حق لبنان 425 بقي حبراً على ورق، حتى القرار 1701 بعد سنة 2006 مضت عليه 17 سنة ولم تنفذ منه إسرائيل بنداً واحداً ولم يطالبها أحد، وبقيت تخوض في الأجواء وتعتدي وترتكب الموبقات ولم تلتزم بهذا القرار”، متسائلاً: “كيف تحمينا هذه القرارات إذا كانت علناً مع إسرائيل؟”.

أما عضو المجلس المركزي في “حزب الله” الشيخ نبيل قاووق فتعهد خلال تشييع الطويل بـ “أننا سنبقى في ميادين القتال ننصر غزة بسلاحنا وأقدس دماء شهدائنا، وليست هناك لغة بيننا وبين العدو إلا الصواريخ والمسيرات حتى نصنع النكبة الكبرى لاسرائيل. ليس بيننا وبينكم إلا القتال والمفاجآت الكبرى حتى نرفع بإذن الله مع شعبنا في فلسطين ومع أهلنا في العراق وفي اليمن وكل ساحات المقاومة، رايات الانتصار، وراية فلسطين فوق أسوار القدس وقبة الأقصى بإذن الله”.

وفي حين تتجه الأنظار إلى ما سيحمله هوكشتاين، الذي يفترض أن يصل إلى بيروت يوم غد الخميس، اجتمع بلينكن مع رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو في قاعدة كيريا العسكرية، ثم مع مجلس الحرب الذي يقوده نتنياهو.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية ماثيو ميلر في بيان إن بلينكن شدد على “أهمية تجنب تعريض المدنيين لمزيد من الأذى وأيضاً حماية البنية التحتية المدنية في غزة”.

وكرر بلينكن كذلك دعم إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن لحق إسرائيل في منع تكرار هجوم “حماس” في السابع من تشرين الأول على جنوب إسرائيل.

وبحث بلينكن خططاً بشأن مستقبل حكم قطاع غزة بعد انتهاء الحرب في إطار محاولته لتخفيف حالة التوتر في المنطقة.

وأعلن ميلر أن بلينكن خلال اجتماعاته مع نتنياهو “كرر ضرورة ضمان إحلال سلام دائم لاسرائيل والمنطقة، بما في ذلك من خلال تحقيق هدف إقامة دولة فلسطينية”.

وعقد وزير الخارجية الأميركي قبل وصوله إلى إسرائيل محادثات في الأردن وقطر والامارات والسعودية، تركزت على رسم نهج طويل الأمد للصراع الاسرائيلي – الفلسطيني المستمر منذ عقود في إطار إنهاء حرب غزة.

وقال بلينكن بعد اجتماعات مع حلفاء عرب إنهم يريدون التقارب مع إسرائيل، وهو هدف إسرائيلي منذ أمد طويل أيضاً، لكنهم يريدون ذلك فحسب إذا تضمن “مساراً عملياً” لإقامة دولة فلسطينية. وأعرب لنظيره الاسرائيلي عن اعتقاده أن “هناك بالفعل فرصاً حقيقية”. وتابع: “لكن علينا أن… نتأكد من أن السابع من تشرين الأول لن يتكرر مرة أخرى، وأن نعمل على بناء مستقبل مختلف وأفضل بكثير”.

شارك المقال