“الطوفان” في لاهاي… هوكشتاين يسوّق لحل مربوط بين غزة والجنوب

لبنان الكبير / مانشيت

جبهة جديدة لـ”طوفان الشرق الأوسط” إنفتحت أمس، في مكان بعيد جداً… في لاهاي، في اختبار للعدالة الدولية ومدى تقاطعها مع “الضمير العالمي” الذي هزته المجازر اليومية المرتكبة من اسرائيل بحق الفلسطينيين في غزة، طوال 3 شهور، وذلك بالتزامن مع حركة ديبلوماسية قوية للادارة الأميركية بهدف إعادة تعويم “الكيان المدلل” عربياً بذريعة عزل ايران، ومحاولة لفرض حدود جديدة للقرار 1701 كثمن للحؤول دون “مواجهة شاملة” على جبهة لبنان الجنوبية التي ترتفع فيها وتيرة الاشتباكات والقصف المتبادل يوماً بعد يوم.

لبنان استقبل أمس المبعوث الأميركي آموس هوكشتاين الذي شدد من عين التينة على ضرورة الوصول الى “حل ديبلوماسي يسمح للشعب اللبناني بالعودة الى منازله في جنوب لبنان والعودة الى حياته الطبيعية، كما ينبغي أن يتمكن سكان الشمال في إسرائيل من العودة الى منازلهم والعيش في أمان، هذا هو هدفنا”. فيما أشار من السراي الحكومي إلى وجوب “العمل على تهدئة الوضع في جنوب لبنان، ولو لم يكن ممكناً التوصل الى اتفاق لحل نهائي في الوقت الراهن”، داعياً الى “العمل على حل وسط مؤقتاً لعدم تطور الأمور نحو الأسوأ”.

وعلم “لبنان الكبير” أنه قبيل وصول هوكشتاين إلى بيروت، كان هناك اتفاق بين أركان لبنان الرسمي على رد شبه موحد مقابل أي طرح قد يقدمه، بالاضافة إلى التذكير بأولوية وقف الحرب على غزة، وأتت شروط لبنان بالتشديد على أن اسرائيل هي من تخرق القرار الدولي 1701، وعليها الالتزام به أولاً، والانسحاب خلف الحدود اللبنانية المعلنة عام 1923، والزام شركة “توتال” بالعودة للعمل في بلوك رقم 9، وتسهيل عملية انتخاب رئيس للجمهورية.

ووفق معلومات موقع “لبنان الكبير” فان هوكشتاين يبحث الحل الديبلوماسي “المبني على انهاء الحرب”، رابطاً الحل بصورة كليّة بين غزة وجنوب لبنان، ولا يتوسط على حل يشمل لبنان فحسب.

وأكدت أوساط سياسية لموقع “لبنان الكبير” أن كلام هوكشتاين عنوانه “الحل ما بعد غزة” أي ما بعد نهاية القتال هناك، ما أوحى بأن وقف العمليات العسكرية الاسرائيلية سيكون متزامناً مع الخروج بالحل الديبلوماسي، وحضوره في هذا السياق يشير الى امكان وقف القتال قريباً.

كما أشارت المعلومات الى أن هوكشتاين نقل معطيات واضحة عن تسلمه الملف اللبناني من الادارة الاميركية. ورأت الأوساط أن هوكشتاين سيعبّر عن الموقف الاميركي تجاه لبنان واستحقاقاته.

وتعقد الحكومة اليوم جلسة على جدول أعمالها ٣٤ بنداً، ليس من بينها ملف التعيينات العسكرية، وفيما تحدثت معلومات عن أنه قد يطرح من خارج جدول الأعمال، استبعدت مصادر قريبة من رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي لموقع “لبنان الكبير” أن يطرح الأمر في جلسة اليوم، كون التسوية لم تنضج بعد.

في الغضون، استمرت السخونة على الحدود الجنوبية، حيث تواصل القصف الاسرائيلي على القرى، وأبرز استهدافاته أمس كان مقراً للهيئة الصحية التابعة لـ “حزب الله” في بلدة حانين، والتي نعت اثنين من عناصرها قتلا في القصف. كما قصفت اسرائيل مبنى في الخيام، وسقطت قذيفة فوسفورية وسط البلدة.

وفي المقابل، أعلن “حزب الله” استهداف موقع المطلة وتلة الكوبرا وسقطت عدة صواريخ في مستعمرة كريات شمونة.

وتستأنف محكمة العدل الدولية اليوم النظر في الدعوى التي أقامتها جنوب إفريقيا ضد إسرائيل بتهمة ارتكاب “إبادة جماعية” في قطاع غزة، وهو اتهام نفته إسرائيل ووصفته بأن “لا أساس له من الصحة”. وستستمع المحكمة إلى دفاع إسرائيل بعد سماعها مرافعة جنوب إفريقيا في أولى جلسات نظر الدعوى أمس، والتي اتهمت بريتوريا خلالها الدولة العبرية بارتكاب “أعمال إبادة”، في ما وصفته إسرائيل بأنه “تشهير دامٍ”.

وفي شكوى تقع في 84 صفحة رفعت إلى المحكمة، حضت جنوب إفريقيا القضاة على إصدار أمر عاجل لاسرائيل بـ”تعليق فوري لعملياتها العسكرية” في القطاع. واتهمت إسرائيل بانتهاك اتفاقية منع جريمة الابادة الجماعية والمعاقبة عليها. وقال وزير العدل الجنوب إفريقي رونالد لامولا: “لا يمكن لأي هجوم مسلّح على أراضي دولة مهما كانت خطورته أن يقدّم أي تبرير لانتهاكات الاتفاقية”.

ووجّه رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو انتقاداً شديداً الى جنوب إفريقيا، زاعماً أن الدولة العبرية “هي التي تحارب الإبادة الجماعية”. وقال: “العالم مقلوب رأساً على عقب، بحيث يتم اتهام دولة إسرائيل بارتكاب إبادة جماعية في حين أنها تحارب الابادة الجماعية”.

وكانت وزارة الخارجية الاسرائيلية اعتبرت أن جنوب إفريقيا هي “الذراع القانونية لمنظمة حماس الارهابية”.

وكثّف سلاح الجو الاسرائيلي قصفه على خان يونس، كبرى مدن جنوب قطاع غزة والتي باتت منذ أسابيع مركزاً أساسياً للقتال والمعارك. وأعلن الجيش كشف شبكة من الأنفاق في المدينة، مشيراً الى أن بعض أقسامها “مرّ عبرها رهائن إسرائيليون”.

إلى ذلك، اعتبر وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن أن التقارب بين الدول العربية وإسرائيل هو “الطريقة الأفضل لعزل إيران”.

وأضاف في تصريحات من القاهرة في ختام جولة في الشرق الأوسط تمحورت حول الحرب في قطاع غزة: “أمن اسرائيل وإدماجها في المنطقة مرتبطان بفتح طريق نحو إقامة دولة فلسطينية”.

وتابع: “دولة فلسطينية من أجل عزل إيران وتهميشها. الرؤية واضحة، ولكن علينا أن نمضي قدماً بها”.

ورأى بلينكن أن التقارب الذي يدعو اليه بين الدول العربية واسرائيل من شأنه أن يعزل “إيران ووكلاءها الذين يتسببون في الكثير من الأضرار للولايات المتحدة وللجميع تقريباً في المنطقة”، في إشارة الى هجمات المتمردين اليمنيين الحوثيين المدعومين من إيران على سفن في البحر الأحمر.

وتلقى وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان أمس، اتصالاً هاتفياً، من وزير الخارجية الايراني حسين أمير عبد اللهيان، استعرضا خلاله العلاقات الثنائية بين البلدين، وسبل تطويرها في مختلف المجالات، بالاضافة إلى بحث تطورات الأوضاع في المنطقة، خصوصاً في قطاع غزة ومحيطها، والجهود المبذولة بشأنها.

شارك المقال