100 يوم طوفان… صواريخ من “حماس” ومكابرة من نصر الله 

لبنان الكبير / مانشيت

100 يوم على طوفان سياسي – عسكري جرف الكثير من الأوضاع التي ترسخت على مدى عقود حتى بدت حقائق راسخة لا تهتز… كان ذلك قبل 7 تشرين الأول 2023 ليدخل بعده الشرق الأوسط في دائرة الاحتمالات الكيانية الصعبة، بل الخطيرة، مع عودة القضية الفلسطينية محوراً لكل التفاعلات الاقليمية، القريبة جداً، من القطاع الى الضفتين، الغربية والشرقية، الى رمال سيناء، لتنبعث الأشباح دفعة واحدة، ولتبحث إسرائيل عن “خيال” لها يبرر وجودها قبل أن يفسر إمكان اندماجها.

وإذ صارت “حرب غزة” روتيناً ميدانياً، بين غارات إسرائيلية وقتلى فلسطينيين، من دون تغيير جوهري في المنظور، فإن الجبهة إتسعت من “غلاف غزة” الى “غلاف الشرق الأوسط”، فصارت حدود الجنوب اللبناني خط تماس أساسياً يحدد مسار “المواجهة الكبرى” وبالتالي “التسوية الكبرى”، وليطل الحوثي من مكان بعيد جداً ويصير هو الحدث إذ يهدد جزءاً كبيراً من تجارة العالم وحركة النفط.

وبالعودة الى ما يحصل في غزة، فقد أطلق مسلحون فلسطينيون مرة أخرى صواريخ منها على إسرائيل، التي قال جيشها إن صفارات الانذار دوت في مدينة أسدود الاسرائيلية الساحلية، الواقعة شمال الأراضي الفلسطينية، ولم يتطرق إلى أي تفاصيل عن الأضرار أو الاصابات. كما دوت صفارات الانذار من هجمات بالصواريخ في بلدتي جافني وبن ساكاي القريبتين.

وفي ظل استمرار التصعيد على جبهة الجنوب، أطل الأمين العام لـ “حزب الله” السيد حسن نصر الله في ذكرى مرور 100 يوم على “طوفان الأقصى”، ورأى أن من يجب أن يخشى ويخاف من هذه الحرب هو الجانب الاسرائيلي وليس لبنان، لأن الحزب جاهز لها منذ 99 يوماً ولا يخافها ولا يخشاها، قائلاً: “سنقاتل من دون أسقف ولا ضوابط إذا فرضت علينا”.

وأشار نصر الله الى أن “الأميركي والبريطاني وغيرهم أتوا إلى المنطقة وسيسمعون في لبنان وسوريا والعراق واليمن صوتاً واحداً: أوقفوا العدوان على غزة وبعد ذلك لكل حادث حديث”.

وتعقيباً على ما جاء على لسان نصر الله، علّقت أوساط مطلعة عبر “لبنان الكبير” بالقول: “لم نعد نتابعه كما في السابق، لأن كلامه مكرر بالمواقف نفسها، وبالتالي لم يعد يقدم أي جديد بل تأكيد على المزيد من الشيء نفسه”.

وفيما تتواصل الاشتباكات على الحدود الجنوبية منذ صباح الأمس، بات واضحاً أن لا مسار محدد للأوضاع الميدانية، خصوصاً مع استمرار الغارات والقصف الاسرائيلي الذي إستهدف حي الكساير شرق ميس الجبل. وانقطع التيار الكهربائي عن بلدة مليخ وبعض مناطق جزين، جراء الغارات التي استهدفت تلة الرادار في أعالي جبل صافي في منطقة اقليم التفاح ملقية 6 صواريخ جو – أرض أحدث انفجارها دوياً تردد صداه في أرجاء منطقتي النبطية واقليم التفاح وصولاً الى ساحل الزهراني، وتعالت جراءه شهب نارية ودخان كثيف .

في الغضون، رأى المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان، أن “الكارثة الرئاسية في هذا البلد لها ارتباط متأصل باللوائح الأميركية التي تريد لبنان من دون رأس أو برأس أميركي فقط، وأن نُبرّئ واشنطن مما يجري في البلد (بما في ذلك منعها أي تسوية رئاسية) فهو تماماً كتبرئة اليهود من عداوتهم للمسيح”.

أما البطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي فتساءل في عظة الأحد: “أين هو لبنان اليوم، والنافذون من كتل نيابيّة وأحزاب وذوو أهداف شخصيّة وفئويّة ومشبوهة يمعنون في بتر رأس الدولة بتعطيلهم انتخاب هذا الرأس، وإبطال ما يمليه الدستور بوضوح كنور الشمس؟”، مؤكداً أنه “لا يمكن القبول لا ماضياً ولا حاضراً ولا مستقبلاً بتغييب رأس الدولة، المسيحيّ المارونيّ”. واعتبر أن “من الضروري الالتزام بالميثاق الوطنيّ واتفاق الطائف، وتأميناً لقيام دولة المؤسّسات، بحيث يستعيد المجلس النيابي سلطته التشريعيّة، والحكومة صلاحيّاتها الإجرائيّة، وإسقاطاً لممارسة تشريع الضرورة، وإجراءات الضرورة، فيما الضرورة واحدة وحيدة هي انتخاب رئيس للجمهوريّة، تأميناً لفصل السلطات، وإيقافاً للفوضى في حياة الدولة”.

وعن ترسيم الحدود، قال الراعي: “المادة الثانية من الدستور حدّدت أنّه لا يجوز التخلّي عن أحد أقسام الأراضي اللبنانيّة أو التنازل عنه، ولذلك نحن ندعو إلى تطبيق الاتفاقات والقرارات الدوليّة في شأن الحدود البريّة اللبنانيّة الجنوبيّة، لا سيما القرار 1701، وعدم إجراء أي تعديل حدوديّ في ظلّ شغور رئاسيّ وسلطة إجرائيّة صلاحيّاتها غير مكتملة”.

الى ذلك، كرر البابا فرنسيس دعوته للسلام في أوكرانيا والشرق الأوسط، مؤكداً أن الحرب في حد ذاتها “جريمة ضد الانسانية”.

شارك المقال