“الخماسية” تؤكد لبنانية الاستحقاق… موازنة “الصهريج” على وقع تهديد اسرائيلي

لبنان الكبير / مانشيت

في اليوم الثاني لنقاش الموازنة تم استحضار الدولة بشخص الرئيس سعد الحريري، من نائب في “التيار الوطني الحر” الذي كان أكبر محاربيه، قائلاً له: “اشتقنالك”، وهو مشهد مناقض لاستحضار مزرعة “عنجر” من أحد فلولها أول من أمس.

واستمر القصف على الموازنة، حتى من أكثر المؤيديين لاقرارها، على مبدأ موازنة معتلة أفضل من لا موازنة، ولم تخلُ الجلسة من “التنقيرات” بين “رشح الزيت” و”الصهريج” و”التلطيش”، بموازنة سحبت منها بنود تحقق إيرادات، بأمر من الهيئات الاقتصادية، وتم تحميل الضرائب للشعب.

وبينما كان النواب ينسفون الموازنة، كانت اسرائيل تؤكد عزمها عبر رأس ديبلوماسيتها على توجيه ضربة “قوية” للبنان، “لن يتعافى منها” إذا لم ينسحب “حزب الله” من الحدود.

في الغضون، كانت دارة السفير السعودي وليد بخاري في اليرزة تستقبل سفراء “الخماسية”، والطبق الأساسي هو الاستحقاق الرئاسي. وأفادت معلومات صحافية بأن الديبلوماسيين اتفقوا على وحدة الموقف، وأن “الخماسية” وبتشديد سعودي لن تكون بديلاً عن القوى السياسية اللبنانية، ولن تسعى الى سياسة الفرض ولا طرح الأسماء. ويبدو أن اجتماع اللجنة الوزاري سيعقد في الرياض، وبعده سيتوجه المبعوث الفرنسي جان ايف لودريان إلى بيروت ويعلن المواصفات التي اتفقوا عليها.

وفيما استمر التسخين في الجنوب على حاله، قصف اسرائيلي على عشرات القرى، ورد من “حزب الله” بقصف عدد من المواقع، قال وزير الخارجية الاسرائيلي يسرائيل كاتس، خلال لقائه نظيره الايطالي أنطونيو تاياني، إن الجيش الاسرائيلي سيوجه الى لبنان ضربة عسكرية “لن يتعافى منها”، في حال لم ينسحب “حزب الله” من الحدود مع شمال إسرائيل.

وأعلنت الخارجية الاسرائيلية في بيان، أن كاتس طلب من تاياني “العمل مع الحكومة اللبنانية لسحب حزب الله من جنوب لبنان، وحذّر من حرب من شأنها أن تلحق أضراراً جسيمة بالمواطنين اللبنانيين”.

في سياق متصل، أكدت وسائل إعلام إسرائيلية انتشار عدد كبير من قوات الجيش في القطاع الغربي من الحدود مع لبنان، بعد إنذار عن تسلل مسلحين.

في غزة، دارت معارك عنيفة بين الجيش الاسرائيلي ومقاتلي حركة “حماس” في جنوب القطاع، ولا سيما في مدينة خان يونس، غداة قصف ملجأ تابع للأمم المتحدة يأوي نازحين فلسطينيين ما أثار تنديداً شديداً. وقال الجيش في بيان إنّ سلاح الجو استهدف عناصر من “حماس” في وسط وشمال قطاع غزة وان مقاتلين آخرين قتلوا في “معارك مباشرة”.

إلى ذلك، جدد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن امس دعواته الى اسرائيل لحماية المدنيين، بعد القصف الذي أدانته واشنطن. وقال خلال زيارته أنغولا، إنّ ملجأ الأمم المتحدة “أساسي ويجب حمايته”.

أضاف: “جدّدنا تأكيد ذلك لحكومة إسرائيل، وأفهم أنهم يحققون في هذا الحادث، كما يجب وكما هو مناسب”.

وكان البيت الأبيض قد ندد بالقصف، مكرراً موقفه بأن إسرائيل تتحمل “مسؤولية حماية المدنيين” في حربها مع “حماس”، فيما دعت وزارة الخارجية إلى “حماية” مواقع الأمم المتحدة.

ويبدو أن الارهاب يتحرك بالتزامن مع توترات المنطقة، بحيث أعلنت وزارة الداخلية الكويتية إحباط مخطط لخلية إرهابية كانت تنوي استهداف دور عبادة تخص الطائفة الشيعية وقتل أشخاص.

وأشار بيان صحافي صادر عن وزارة الداخلية الى أن جهاز أمن الدولة تمكن من متابعة الخلية ومراقبة تحركاتها، وإلقاء القبض على ثلاثة عناصر من جنسية عربية تنتمي إلى تنظيم إرهابي، وتمت إحالة جميع المتهمين على النيابة العامة لاتخاذ الاجراءات القانونية بحقهم.

بالعودة إلى نقاش الموازنة ومداخلات النواب، قال النائب آلان عون: “حان وقت العودة للحديث عن السلة المتكاملة وأي كلام آخر هو تمديد للفراغ. والخروج من المأزق بحاجة إلى العودة لمنطق التسويات. ولو كان الرئيس سعد الحريري موجوداً اليوم لكانت المعادلة اختلفت كثيراً لشجاعة الحريري في فتح الثغرات. اشتقنالك”.

واعتبر النائب رازي الحاج أن “لا رؤية اقتصادية للموازنة ولا هيكلة للدين العام، لا مشاريع ولا حلول”، مشيراً الى أن “هذه الموازنة ليست موازنة 24 انها موازنة 24 جريمة”.

وأكد النائب بلال عبد الله “ضرورة رفع الحدّ الأدنى للأجور الى 20 أو 30 مليوناً”. ودعا الى “رفع قيمة الاشتراكات في الضمان الاجتماعي وفقراء القطاع العام الذين يتعرضون للهجوم دائماً وما زالوا يتقاضون حداً أدنى للأجور جد متدنٍ”. وأعلن تبنيه رفع الضريبة على الأدوية التي تُصنّع في لبنان.

وسأل النائب سليم الصايغ: “الى متى الاهتمام بكل شيء بينما المطلوب واحد وهو استعادة الشرعية في كل الميادين والذي هو المدخل للاصلاح؟”، مشيراً الى أنه لا يزال يؤمن بالدستور وامكان استعادة الدولة. ورأى أن “غياب الرئيس هو فضّ للشراكة الوطنية، فالدستور لا يحتمل أي انتظام للحياة الديموقراطية في غيابه”.

وقال رئيس مجلس النواب نبيه بري رداً على النائب سليم عون الذي طلب الكلام بالنظام، سائلاً أين عرقل تكتل “لبنان القوي” إنتخابات رئاسة الجمهورية؟: “بقلك بيني وبينك”.

شارك المقال