انهيار جديد… خرق قطري لـ”الخماسية”… اسرائيل تطال صيدا

لبنان الكبير / مانشيت

لا يكفي لبنان الحرب على حدوده الجنوبية التي تتوسع أكثر فأكثر كل يوم وقد وصلت إلى أطراف صيدا أمس، بمشاهد انفجارات مرعبة، أو تداعيات الانهيار الاقتصادي المستمر منذ نحو خمس سنوات، أو الفراغ الذي يخيم على مؤسساته نتيجة الفشل في إجراء الاستحقاق الرئاسي الذي تعمل لأجل حله خماسية دولية بدأ الانقسام يتغلغل بين أركانها، حتى بدأت المباني السكنية بالانهيار على رؤوس قاطنيها، بحيث سقط مبنى في منطقة الشويفات يسكنه نحو 30 شخصاً، قيل ان غالبيتهم من التابعية السورية، وهو المبنى الثاني الذي ينهار خلال أسبوع في المنطقة نفسها المكتظة بالبناء العشوائي، في دلالة فاضحة على انهيار الدولة وغيابها عن دورها في فرض الأمان على مواطنيها.

الخماسية الدولية

وفي سياق السعي الدولي الى حل الأزمة الرئاسية، علم “لبنان الكبير” أن قصر الصنوبر سيشهد اليوم اجتماعاً بين سفراء اللجنة الخماسية في لبنان للتداول في تطورات الملف اللبناني والرئاسي منها على وجه التحديد، ولكن يبدو أن عدوى الانقسام اللبناني أصابت “الخماسية” بحيث أفادت معلومات لموقعنا أن هناك امتعاضاً من الحركة القطرية التي خرجت عن التوافق الخماسي وعن كل الخطة التي طرحتها ممثلة بالموفد جان ايف لودريان.

واستغربت مصادر سياسية لـ”لبنان الكبير” مضمون حركة “أبو فهد”، الذي يروّج أنه ينسق في خياراته مع الأميركيين، متسائلة: “هل هناك من ربط بين غزة ولبنان ويدفع الأميركي ويقبض القطري، وكل ذلك من جيب الدستور اللبناني وسيادة لبنان؟”.

وكشفت أوساط متابعة وجود انقسام في قطر لناحية القرار، فـ “أبو فهد” يمثل الأمير الأب الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، بينما يمثل وزير الخارجية رأي نجله الأمير تميم، ولكل طرف موقفه من الملف اللبناني، ما يشي بخلافات في الامارة الصغيرة بين الأب الذي تنازل طوعاً عن السلطة للابن حول من يدير هذا الملف تحديداً.

الميدان الجنوبي

وشهد الميدان الجنوبي أمس تصعيداً خطيراً حين شن الطيران الحربي الاسرائيلي غارات في منطقتي الزهراني والغازية على أطراف بوابة الجنوب صيدا. وأعلن المتحدث باسم الجيش الاسرائيلي أفيخاي أدرعي استهداف ما قال إنها مستودعات أسلحة لـ “حزب الله” قرب صيدا رداً على انفجار جسم جوي قرب منطقة طبريا في إسرائيل. كما قصفت الطائرات الاسرائيلية بنى تحتية أخرى تابعة للحزب في منطقتي ميس الجبل والعديسة.

وأضاف أدرعي عبر منصة “إكس”: “سنواصل العمل بقوة رداً على اعتداءات حزب الله”. وأفادت معلومات إعلامية أن 14 شخصاً أصيبوا في الغارات، معظمهم من العمال السوريين والفلسطينيين.

في المقابل، أعلن “حزب الله” أنه قصف موقع بركة ريشا الحدودي وحقق إصابات مباشرة فيه.

تحذير أوروبي لاسرائيل

وبينما يتم تدوال معلومات عن تمديد الدولة العبرية حملتها العسكرية بين 6 و8 أسابيع إضافية، مع نيتها اجتياح منطقة رفح آخر مناطق القطاع المحاصر التي نزح إليها أكثر من مليون ونصف المليون فلسطيني من شمال القطاع ووسطه، حذر الاتحاد الأوروبي إسرائيل من شن هجوم على رفح، ووصف وزراء خارجية التكتل الأمر بأنه سيمثل كارثة لنحو 1.5 مليون لاجئ في المدينة.

وقال وزير الخارجية الايرلندي مايكل مارتن قبل اجتماع مع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في بروكسل: “الهجوم على رفح سيكون كارثياً تماماً… سيكون غير معقول”.

وبعد انتهاء المحادثات، أشار مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل الى أن 26 دولة من دول الاتحاد الأوروبي البالغ عددها 27 وافقت على بيان يحذر إسرائيل من شن أي هجوم على رفح.

وأوضح أن البيان يدعو إلى “هدنة إنسانية فورية من شأنها أن تؤدي إلى وقف مستدام لإطلاق النار والإفراج غير المشروط عن الرهائن وتقديم المساعدة الانسانية”.

ودعت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك إسرائيل أيضاً إلى احترام القانون الإنساني، لكنها أضافت أن لاسرائيل “الحق في الدفاع عن النفس” وأن من الواضح أن مسلحي “حماس” ما زالوا نشطين في رفح.

وقالت: “الشيء الأكثر أهمية هو أن تلقي حماس أسلحتها”. وكررت دعوتها إلى “وقف إطلاق النار لأسباب إنسانية” للسماح للاجئين بالعودة إلى ديارهم، مشيرة الى أن “أكثر من مليون شخص ذهبوا إلى جنوب غزة لأن الجيش الاسرائيلي أخبرهم بذلك. لا يمكنهم أن يختفوا فحسب”.

البحر الأحمر

وتزامناً مع تعرّض سفينتين أميركية وبريطانية لهجومين جديدين في منطقة البحر الأحمر خلال أقلّ من 24 ساعة، أطلق الاتحاد الأوروبي رسمياً مهمّةً للمساعدة في حماية الملاحة الدولية في الممر المائي الاستراتيجي.

وكانت شركة “أمبري” البريطانية للأمن البحري أفادت أمس أن سفينة شحن مملوكة أميركياً أبلغت عن تعرضها لهجومين منفصلين في غضون ساعتين شرق عدن في جنوب اليمن، وذلك بعد ساعات من استهداف الحوثيين سفينة بريطانية في خليج عدن.

وخلال اجتماع لوزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي في بروكسل، أكد وزير الخارجية الايطالية أنتونيو تاياني إطلاق المهمّة الأوروبية، واصفاً إياها بأنّها “خطوة مهمة باتجاه دفاعٍ أوروبي مشترك”.

وكتبت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين على منصّة “إكس”: “أوروبا ستضمن حرية الملاحة في البحر الأحمر، عبر العمل مع شركائنا الدوليين”.

وكان مسؤول في الاتحاد الأوروبي أفاد يوم الجمعة أنّ التكتل يسعى إلى تفعيل هذه المهمّة التي أُطلق عليها اسم “أسبيدس” التي تعني “درع” باليونانية، وتشغيلها خلال “أسابيع قليلة” بأربع سفن على الأقل.

وحتى الآن، أعلنت فرنسا وألمانيا وإيطاليا وبلجيكا نيّتها المشاركة في السفن. وأوضح الاتحاد أنّ المهمّة محددة لمدّة عام قابلة للتجديد، وتقتصر على حماية السفن المدنية في البحر الأحمر، ولن يتمّ تنفيذ أيّ هجمات “على الأراضي اليمنية”.

شارك المقال