تهدئة غزة تتقدم… هل يهرب نتنياهو الى لبنان؟

لبنان الكبير / مانشيت
فلسطينيون يتجمعون في موقع غارة إسرائيلية على منزل في رفح بجنوب قطاع غزة يوم الثلاثاء. - رويترز.

تتجه الأنظار إلى الهدنة الثانية المتدرجة التي باتت تطرح جدياً بين الجانب الاسرائيلي وحركة “حماس” على عدة مراحل في قطاع غزة، وهي في مرحلتها الأولى تمتد لفترة 6 أسابيع مقابل إطلاق “حماس” 35 إلى 40 رهينة إسرائيلية، وترحيل القضايا المعقدة الى مرحلتين ثانية وثالثة، ويجري التركيز حالياً على المحادثات الجارية في العاصمة القطرية، لأن اسرائيل تعتبر أن “حماس” بأمس الحاجة الى الهدنة وأن الدوحة قادرة على الضغط على قيادة الخارج نظراً الى تهالك قيادة الداخل.

لكن رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو في المقابل، يتذّرع بعدم قدرته على وقف النار بوجود ضغط اليمين المتطرف. ونقلت هيئة البث الاسرائيلية عن وزير الدفاع يوآف غالانت قوله: “سنكثف إطلاق النار في الشمال حتى لو أبرمت هدنة في غزة إلى أن يستسلم ‎الحزب”، ما يطرح التساؤل حول ما إذا كان نتنياهو سيرضخ للضغط الأميركي لتحقيق الهدنة في غزة مقابل نقل التصعيد إلى جنوب لبنان.

وربطاً بما يحدث في الجنوب وإمكان إنعكاس الهدنة على أوضاعه، أشارت مصادر الثنائي الشيعي عبر “لبنان الكبير” الى أن “موضوع غزة سيكون له انعكاس على ما يحصل في الجنوب وعلى كل ما يحصل في المنطقة لأن مبتدأ وخبر الاستقرار أو التهدئة أو الهدوء في هذه المرحلة هو غزة، فمن غزة كانت البداية وحرب الابادة وبالتأكيد الكل اليوم يتطلع اليها والى ما يحصل وفي أي اتجاه ستكون عليه الأمور، لأنه سيكون البوصلة التي ستحدد كل اتجاهات المنطقة”.

وحول مدى نجاح هذه الهدنة الثانية، أكدت المصادر أن “من الممكن نجاحها، والأمور ما زالت في اطار التجاذب حول بعض النقاط في المفاوضات الجارية، وإن كان هناك تقدم محدود لكنه لم يصل الى نتائجه النهائية حتى اللحظة ولا يزال هناك بعض الوقت للتفاوض الجاري على أكثر من مستوى”.

الوضع جنوباً

ونفّذ الطيران الحربي الاسرائيلي بالأمس 3 غارات جوية إستهدفت بلدة بليدا، وطال القصف المدفعي بلدة حولا وسقطت قذيفة قرب جبانة بلدة عيتا الشعب، اضافة الى استهداف تلة شواط وشرقي بلدة مركبا ومنطقة شميس في أطراف كفرشوبا. كما اسُتهدفت بلدة كفركلا برشقات رشاشة غزيرة من مستعمرة المطلة.

ونفذت الطائرات الحربية غارات وهمية على مستويات منخفضة، في منطقة العرقوب فوق حلتا وكفرشوبا، وأطلقت صواريخ اعتراضية فوق الوزاني. وحلق الطيران التجسسي الاسرائيلي بصورة متواصلة فوق القرى الجنوبية.

وكان المرصد السوري ذكر أن اسرائيل استهدفت بصاروخ من الجو شاحنة مدنية قرب الحدود السورية-اللبنانية ضمن منطقة متداخلة بين محافظتي حمص وريف دمشق، ما أدى الى سقوط عنصرين من “حزب الله”.

واشنطن متفائلة

وحول معطيات الهدنة التي تبحث في غزة، أعلنت الولايات المتحدة أن المحادثات متعددة الأطراف التي جرت في باريس قادت إلى “تفاهم” حول اتفاق محتمل يقضي بإطلاق “حماس” رهائن ووقف جديد لاطلاق النار في القطاع.

وأعلن مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض جايك سوليفان أن “ممثلي إسرائيل والولايات المتحدة ومصر وقطر اجتمعوا في باريس وتوصلوا إلى تفاهم بين الدول الأربع حول الملامح الأساسية لاتفاق رهائن لوقف مؤقت لاطلاق النار”.

أما رئيس الوزراء الاسرائيلي فقال: “لم يتضح بعد ما إذا كانت المحادثات الجارية ستتمخض عن اتفاق بشأن الرهائن”. وشدد على “أننا نعمل جميعاً على صفقة للإفراج عن الرهائن، لكن لا نضمن نجاحها”، مضيفاً: “لا أستطيع القول ما إذا كنا سنبرمه، ولكن إذا تراجعت (حماس) عن مطالبها الخيالية وجعلتها واقعية، فسنحقق التقدم الذي نريده جميعاً”.

وأشارت المعطيات الى أن “مفاوضات التهدئة في قطاع غزة ستستأنف من خلال اجتماعات على مستوى المختصين تعقد في الدوحة وتعقبها اجتماعات في القاهرة، بحيث أن مباحثات التهدئة في البلدين هدفها التوصل الى اتفاق بشأن إقرار الهدنة في القطاع وتبادل الأسرى والمحتجزين”.

وبحسب المعلومات فان القتال سيتوقف ليوم واحد لقاء كل محتجز إسرائيلي ستفرج عنه حركة “حماس”، ومن المتوقع أن يفرج عن 40 محتجزاً، ما يعادل توقف القتال 6 أسابيع.

كما سيتم تحديد عدد تفاضلي للرهائن مقابل السجناء الأمنيين الفلسطينيين في إسرائيل، بمعادلة 10 سجناء لقاء الافراج عن كل رهينة. وستوافق اسرائيل على أن يعود النازحون في جنوب قطاع غزة إلى منازلهم في الشمال.

الشغور الرئاسي

رئاسياً، لا يزال الشغور على حاله وسط حركة نشطة لبعض الكتل النيابية، وأكدت مصادر من تكتل “الجمهورية القوية” لـ”لبنان الكبير” أن مبادرتهم التي تحدثوا عنها في الآونة الاخيرة ستوضع جانباً وستتوقف بانتظار مبادرة تكتل “الاعتدال الوطني” المطروحة.

ورأى البطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي في عظة الأحد أن “التمنّع والتباطؤ في انتخاب رئيس للجمهورية يشكل مخالفة فاضحة للدستور ويحمّل المتسببين به مسؤولية التفكك الحاصل والانهيار المستمر”، معتبراً أن “التأخير في اتخاذ الخطوات العملية والجدية لإعادة العمل الى طبيعته ينذر بما هو خطير ومرفوض وسط الكلام عن بيوعات وتجاوزات حاصلة تحت جنح الظلام، فضلاً عن الخسائر الناجمة عن هذا التعطيل التي تطال خزينة الدولة وأكثر من 63 مهنة وقطاعاً”.

وتساءل متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس المطران الياس عودة: “لو تواضع من توالوا على الحكم، ولو عملوا من أجل مصلحة لبنان هل كنّا وصلنا إلى هذا التحلّل في السلطة؟”، قائلاً: “ليكن ما وصلنا إليه درساً لكلّ مسؤولٍ يتبوأ مركز قيادةٍ أنّ عليه الخروج من أناه وكبريائه، والعمل من أجل الخير العامّ بتواضعٍ وتفانٍ ونزاهةٍ، وعدم إهمال شؤون الناس لأنّهم سبب وجوده في المسؤولية وغاية هذا الوجود”.

شارك المقال