“حماس لاند” تقصف اسرائيل وتستبيح لبنان… الحكومة ترقّع الرواتب

لبنان الكبير / مانشيت

بدا واضحاً أن تبنّي حركة “حماس” عملية إطلاق صواريخ من جنوب لبنان، رسالة أراد “حزب الله” من خلالها ربط جبهتي غزة ولبنان، لاستخدامها في المفاوضات القائمة من أجل التوصل الى اتفاق وقف إطلاق نار مؤقت قبل بدء شهر رمضان منتصف آذار المقبل، في ظل جنون اسرائيلي لا تتمكن الولايات المتحدة من السيطرة عليه، وكأن الحزب يقول لا يهم إن سيطرت اسرائيل على قطاع غزة، “حماس لاند” باقية.

وفيما كانت سيادة لبنان مستباحة من “وحدة الساحات”، تمكنت الحكومة من تجنب الشلل الكامل في الدولة عبر إقرار زيادة رواتب مؤقتة للقطاع العام، كحل ترقيعي مثل العادة في بلد اعتاد “تركيب الطرابيش” منذ تأسيسه، بينما تأجل البحث في ملف تنظيم المصارف لمزيد من البحث.

“حماس لاند”

بعد أسابيع من تجميد “حزب الله” أي نشاط عسكري لقوى وفصائل لبنانية وفلسطينية على حد سواء في الجنوب اللبناني، يبدو أنه أوعز الى هذه الفصائل معاودة نشاطها، فقد أعلنت “كتائب القسام” الجناح العسكري لحركة “حماس” عن قصفها من جنوب لبنان مقر قيادة اللواء الشرقي 769 في معسكر غيبور وثكنة المطار في بيت هلل برشقتين صاروخيتين.

توازياً، أعلنت “سرايا القدس”، الجناح العسكري لحركة “الجهاد الاسلامي” عن سقوط اثنين من مقاتليها “أثناء أداء واجبهما القتالي في جنوب لبنان ضمن معركة طوفان الأقصى”.

وقرأت الأوساط السياسية في عودة العمليات العسكرية لـ”حماس” من الأراضي اللبنانية تأكيداً على مبدأ “وحدة الساحات”، وبالتالي أي تسوية في غزة يجب أن تشمل لبنان، في رسالة واضحة الى المجتمع الدولي الذي يحاول فصل مسار الجبهتين، وإيجاد تسوية للبنان بمعزل عن غزة.

وتساءلت أوساط سيادية في حديث لموقع “لبنان الكبير” عن المشهد في حال اجتاحت اسرائيل رفح أيضاً، “هل سيكون لبنان منطلقاً لحماس لتحرير القدس؟”.

جبهة الجنوب

واستمرت السخونة على الحدود الجنوبية أمس، فقد استهدف الجيش الاسرائيلي بلدات الخيام وعيناتا وبنت جبيل وبيت ليف، وكتب الناطق باسمه أفيخاي أدرعي في منشور عبر حسابه على “إكس”: “أغارت طائرات حربية قبل قليل على مستودع أسلحة ومباني عسكرية لحزب الله في منطقة رامية جنوب لبنان. وخلال ساعات الليلة الماضية أغار جيش الدفاع على موقع لانتاج أسلحة لحزب الله في منطقة خربة سلم”. وأضاف: “متابعة للإنذارات التي تم تفعيلها في منطقة كريات شمونة تم رصد إطلاق 10 قذائف صاروخية من لبنان نحو الأراضي الاسرائيلية حيث اعترضت الدفاعات الجوية عدة قذائف بنجاح. قوات جيش الدفاع قصفت مصادر النيران داخل لبنان”.

حكومة تصريف الأعمال

واستطاعت حكومة تصريف الأعمال أمس تجنب الشلل في إدارات الدولة، وأقرت التعويضات المؤقتة لموظفي القطاع العام والأسلاك العسكرية والأمنية، ليصبح الراتب مضاعفاً 9 أضعاف، بالاضافة إلى زيادة بدل النقل إلى 9 ملايين ليرة، و5 ملايين ليرة للمتقاعدين بدل سائق، فيما سينال موظفو الادارة بين 8 و16 صفيحة بنزين على أساس 14 يوم عمل.

الهدنة في غزة

وعلى صعيد المفاوضات للتوصل الى هدنة في غزة، أشارت هيئة البث الاسرائيلية أمس الى أن الوسطاء المصريين والقطريين في صفقة تبادل الأسرى المرتقبة بين حركة “حماس” وإسرائيل، أكدوا أن توقيع اتفاق التبادل سيكون قبل العاشر من شهر آذار المقبل، وهو موعد بدء شهر رمضان.

وقال مسؤول إسرائيلي مشارك في المحادثات: “متفائلون بأنه سيتم التوصل إلى اتفاق، ولكن ليس يوم الاثنين كما قال الرئيس الأميركي جو بايدن”.

الصحافة تلاحق اسرائيل

ورفع أكثر من 120 منظمة ووسيلة إعلام وشخصيات وناجين كتابين رسميين إلى المفوض السامي لحقوق الانسان فولكر تورك والمديرة العامة لـ”اليونسكو” أودري أزولاي، للمطالبة بتحقيق مستقل في استهداف إسرائيل لصحافيين في جنوب لبنان.

وطالب الموقعون على الكتابين تورك بـ”إجراء تحقيق مستقل عبر خبراء مستقلين في مجال حقوق الانسان يعينهم مكتبه للكشف عن الحقائق المتعلقة بهذه الاستهدافات ونشر تقرير يحدّد المسؤوليات”.

وتضمّن الكتابان خلاصة نتائج تحقيقات منفصلة أجرتها منظمات “هيومن رايتس ووتش” و”العفو الدولية” و”مراسلون بلا حدود” ووكالتا “فرانس برس” و”رويترز”، حول استهداف الصحافيين في 13 تشرين الأول.

وإثر نشر نتائج التحقيقات، دعت وزارة الخارجية الفرنسية إلى “توضيح كل ملابسات” الضربة، بينما اعتبر وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن أن من “المهم” إجراء “تحقيق كامل ومعمّق” في القصف الاسرائيلي.

شارك المقال