دعم خليجي صريح للبنان و”الخماسية” يضبط أجواء زيارة هوكشتاين

لبنان الكبير / مانشيت

بين فشل انتخابي مهين نوعاً لإيران، عرابة طوفان العنف في الشرق الأوسط، وبين جهود صعبة لإبرام صفقة “هدنة رمضان” لغزة تخفف من بشاعة المشهد في شهر حساس عند العرب والمسلمين، ووسط رفض متنامٍ داخل لبنان للانزلاق في حرب لن نحصد منها سوى الخراب والموت فيما “طريق القدس” مفتوحة على المتاجرة بالقضية الفلسطينية، يحل الموفد الأميركي آموس هوكشتاين ضيفاً مهماً في بيروت، حاملاً معه صفقة للتهدئة على الحدود، أساسها تنفيذ القرار 1701، مدعمة بحزمة مساعدات اقتصادية واعادة اعمار في الجنوب، والأهم دعم الجيش بالمال والعتاد كي يتمكن من الانتشار بصورة فاعلة على الحدود، فيما ارتفع صوت “التعاون الخليجي” مصوباً البوصلة العربية في كل الاتجاهات، والأهم بالنسبة الى غزة، بالتأكيد على ضرورة اتخاذ المجتمع الدولي موقفاً جاداً وحازماً لوقف إطلاق النار وتوفير الحماية للمدنيين، واتخاذ الإجراءات اللازمة ضمن القانون الدولي؛ للرد على ممارسات الحكومة الاسرائيلية وسياسة العقاب الجماعي التي تنتهجها ضد سكان غزة، وكذلك بالنسبة الى لبنان بالتشديد على دعم سيادته وأمنه واستقراره.

ففي الرياض، اتفق وزراء خارجية مجلس التعاون الحليجي، على أهمية تنفيذ إصلاحات سياسية واقتصادية هيكلية شاملة تضمن تغلب لبنان على أزمتيه السياسية والاقتصادية، وعدم تحوله إلى نقطة انطلاق للإرهابيين أو تهريب المخدرات أو الأنشطة الاجرامية الأخرى التي تهدد أمن المنطقة واستقرارها، مشددين على أهمية بسط سيطرة الحكومة اللبنانية على الأراضي اللبنانية جميعها، بما في ذلك تنفيذ أحكام قرارات مجلس الأمن ذات الصلة واتفاق الطائف، من أجل أن تمارس سيادتها الكاملة فلا تكون هناك أسلحة إلا بموافقة الحكومة اللبنانية، ولا تكون هناك سلطة سوى سلطتها.

ودعّم المجلس الوزاري الخليجي جهود المجموعة الخماسية بشأن لبنان، التي أكدت أهمية التعجيل في إجراء الانتخابات الرئاسية، وتنفيذ الاصلاحات الاقتصادية اللازمة لوفاء الحكومة اللبنانية بمسؤولياتها تجاه مواطنيها، مشيداً بجهود أصدقاء لبنان وشركائه في استعادة وتعزيز الثقة والتعاون بين لبنان ودول مجلس التعاون، ودعمهم لدور الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي في حفظ أمن لبنان.

وطالب الوزاري الخليجي في دورته الـ159 (الأحد) بمقر الأمانة العامة لمجلس التعاون في الرياض، المجتمعَ الدولي باتخاذ موقف جاد وحازم لوقف إطلاق النار وتوفير الحماية للمدنيين، واتخاذ الاجراءات اللازمة ضمن القانون الدولي؛ للرد على ممارسات الحكومة الاسرائيلية وسياسة العقاب الجماعي التي تنتهجها ضد سكان غزة، مشيداً في الوقت ذاته بالجهود التي تبذلها مجموعة من الدول والمنظمات لوقف العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة. وعبّر عن أسفه لنقض مشروع القرار الجزائري، الذي قُدِّم أخيراً في مجلس الأمن نيابةً عن الدول العربية، الذي يدعو إلى الوقف الفوري لاطلاق النار.

وفيما تتعثر المفاوضات الهادفة الى وقف الحرب، تصعّد اسرائيل من اجرامها في غزة، حيث تستهدف الجوعى الغزاويين وهم يتسلمون المساعدات التي تهطل عليهم من السماء، عبر حليفتها الأولى الولايات المتحدة، بمساعدة دول عربية، ليؤكد رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو أن العدو ليس “حماس” بل القضية الفلسطينية.

مفاوضات في القاهرة

ووصل الى القاهرة أمس ممثلون للولايات المتحدة وقطر و”حماس” لاستئناف المفاوضات بشأن الهدنة، في حين غاب الوفد الاسرائيلي عن الحضور. وأشارت المعطيات نقلاً عن مسؤول فلسطيني مطلع الى أنهم لم يقتربوا بعد من وضع اللمسات النهائية على الاتفاق، وأن “القاهرة تبذل جهوداً مكثفةً في هذا الصدد بالتعاون مع قطر والولايات المتحدة”.

“الاعتدال”.. والراعي

وفيما لا يزال الجمود الرئاسي يهيمن على البلاد، يلتقي اليوم تكتل “الاعتدال الوطني” وفداً من “حزب الله”، في حين اعتبرت مصادر نيابية عبر “لبنان الكبير” أن “هذه المبادرة أنهاها الثنائي الشيعي قبل أن تُترجم فعلياً على أرض الواقع”.

الى ذلك، شدد البطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي في عظة الأحد، على أن “المصالحة والسلام، المضمومان إلى نبل الإداء، هما المخرج الوحيد من أزمة انتخاب رئيس للجمهوريّة”، مباركاً وشاكراً “كلّ مسعى لإنتخاب الرئيس بروح المصالحة والسلام”، وخصّ بالذكر “لجنة السفراء الخمسة وتجمّع المعتدلين”. وقال: “بانتخاب الرئيس تكتسب المؤسّسات الدستوريّة، وعلى رأسها المجلس النيابيّ والحكومة، شرعيّة الممارسة وفقاً للدستور. وطالما الجمهوريّة اللبنانيّة من دون رئيس، فتتكاثر الفوضى، وتتفكّك أوصال الدولة، وتستباح مخالفة القوانين، ويطغى ظلم القادرين والنافذين وفائض القوّة”.

وأشار الى وجوب “ألا ينزلق أحد بوطننا إلى الحرب والقتل والدمار والتهجير والتشريد، من دون فائدة، ولقضايا لا دخل للبنانيّين عامّةً بها ولأهلنا في الجنوب اللبنانيّ”.

أما متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس المطران الياس عودة فرأى أن “التأخر في انتخاب الرئيس أو تعطيل الإنتخاب هو عمل مدان لأنه يمنع الإنقاذ، ويساهم في القضاء على ما تبقى من مقومات البلد ومن تبقى من أبنائه المتشبثين به.”، مشيراً إلى “خطورة اتساع الحرب على لبنان”.

وتساءل: “هل يجوز لفئة من اللبنانيين أن تقرر عن الجميع وتتفرد باتخاذ قرارات لم يتوافق عليها جميع اللبنانيين، ولا تناسب مصلحتهم؟ وهل تقبل هذه الفئة أن تبادر فئة أخرى من الشعب إلى اتخاذ مواقف أو القيام بأعمال تزج الجميع في أتون صراعات يدفع الجميع ثمنها؟ أين الدولة من كل هذا؟”.

العودة عن الاضراب

معيشياً، أعلنت لجنة موظفي تعاونية موظفي الدولة أمس، أنها قررت تعليق الاضراب بصورة موقتة لفترة محددة “وذلك بانتظار تقاضي الموظفين التقديمات والزيادات المالية التي أقرت لموظفي الادارة العامة عملاً بمبداً العدالة والمساواة”. وأعلن تجمع الموظفين في وزارة المالية العودة الموقتة الى العمل تماشياً مع موقف تجمع موظفي الادارة العامة ما سيسهل عملياً إجراءات دفع الرواتب للموظفين.

شارك المقال