الحشد الشيعي يستبيح الجنوب… المطارنة يحذرون من ربط النزاع

لبنان الكبير / مانشيت

ينفد الوقت لوقف اطلاق النار في غزة قبل بدء شهر رمضان كما تسعى الادارة الأميركية، وقد زادت من ضغوطها على اسرائيل عبر توزيع مشروع لوقف الحرب لمدة 6 أسابيع على أعضاء مجلس الأمن، الأمر الذي من شأنه رفع التصعيد في كل الساحات من أجل فرض الهدنة. وعادت أمس الفصائل العراقية الى “وحدة الساحات” بعد انكفائها منذ أسابيع عدة، على خلفية استهداف القواعد الأميركية في بغداد، ولكن يبدو أنها عادت عبر بوابة الجنوب اللبناني مستهدفة مطار كريات شمونة بمسيرة، وكأن الجنوب بات مستباحاً، وقد أصبحت المنازل على حدوده مسواة بالأرض، بما يبدو أنها خطة اسرائيلية لجعل المساحة مكشوفة أمنياً، وتزامن ذلك مع سقوط ضحايا لأول مرة في الاستهدافات الحوثية، بعد تعرض ناقلة شحن في خليج عدن لهجوم.

إلى ذلك، حذّر المطارنة الموارنة بعد اجتماعهم الشهري في بكركي من “مغبة ربط النزاع الحدودي الجنوبي بتسوياتٍ تمسّ سيادة لبنان وثرواته النفطية والمائية وما يعود إليه من حقوقٍ جغرافية”.

الفصائل العراقية في الجنوب

بعد ليل ساخن استهدفت فيه آلة الحرب الاسرائيلية بلدة كفرا ما أدى إلى مقتل طفلين وامرأة، برز أمس خبر انضمام “الحشد الشيعي” العراقي إلى ساحة المعركة، ولكن يبدو أن الحظر على “وحدة الساحات” من الداخل العراقي لا يزال مستمراً، بحيث أعلنت “المقاومة الاسلامية في العراق” استهداف مطار كريات شمونة القريبة من جنوب لبنان، ما دفع الأوساط اللبنانية إلى التساؤل عما اذا أصبحت ميليشات “الحشد الشعبي” في الداخل اللبناني، تستبيح سيادته من منطلق “حماس لاند”.

تسوية المنازل الحدودية بالأرض

وكانت الجبهة الجنوبية شهدت قصفاً متنوعاً على قرى حدودية عدة، حيث أصبحت المئات من المنازل مسواة بالأرض، ما يعتبره محللون عسكريون خطة اسرائيلية لجعل الجبهة ساحة مكشوفة لا يمكن لمقاتلي “حزب الله” الاختباء بين بيوتها.

المشروع الأميركي

وفي تغيير واضح في سياسة ادارة الرئيس الأميركي جو بايدن، وبعد أسابيع من المفاوضات على مشروع قرار لوقف النار في غزة، عدلت الولايات المتحدة النص المقترح ليشمل عبارة تفيد بأن مجلس الأمن “يدعم بلا لبس الجهود الديبلوماسية الدولية للبدء بالتنفيذ السريع والعاجل لاتفاق على وقف إطلاق النار فوراً لنحو ستة أسابيع في غزة مع إطلاق جميع الرهائن حينما تتفق الأطراف”. ويشدد أيضاً على أنه “يدعم بشكل كامل استخدام نافذة الفرصة التي يوجدها أي وقف للنار لتكثيف الجهود الديبلوماسية وغيرها بهدف تهيئة الظروف للوقف المستدام للأعمال العدائية والسلام الدائمين الفلسطينيين والاسرائيليين طبقاً للقرار 2720”.

وزراء الخارجية العرب

في القاهرة، طغت الحرب في قطاع غزة، والمعاناة الانسانية التي يعانيها سكانه على فعاليات الدورة العادية الـ161 لمجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري. واتفق الوزراء العرب على “تكثيف التحرك على المستويين الفردي والجماعي لوقف الحرب في غزة”.

وقال الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط: “من العار أن تقف البشرية مكتوفة الأيدي والفلسطينيون يُقتلون جوعاً أو قصفاً أو قنصاً”.

وأكد أن “يوم الخميس الماضي، لا يجب أن يُمحى من ذاكرة العالم”، مشيراً إلى “قتل ما يقرب من 120 فلسطينياً وجرح ما يقرب من 700 آخرين برصاص قوات الاحتلال الاسرائيلي، وهم يبحثون عن غذاء يسد جوعهم ويبقيهم على قيد الحياة”. ورأى أن إسرائيل “لم تكتفِ بالقتل والتدمير إلى حد محو المدن، بل صوّبت نيرانها نحو البطون الخاوية”.

البحر الأحمر

لقي 3 أفراد مصرعهم من طاقم ناقلة البضائع “ترو كونفيدانس” التي ترفع علم باربادوس، فيما أصيب 4 آخرين بحروق خطيرة بعد تعرض السفينة لأضرار قبالة اليمن. وأكدت السفارة البريطانية لدى اليمن عبر منشور في وسائل التواصل الاجتماعي مقتل بحارين على الأقل في الهجوم، واصفة إياه بـ “المتهور”. وقالت: “يجب أن يتوقفوا”.

المطارنة الموارنة

لبنانياً، جدد المطارنة الموارنة “رفضهم القاطع زجّ لبنان في الحرب الفلسطينية – الإسرائيلية، التي نأت الدول العربية جمعاء عن نيرانها”، مطالبين “الأطراف المحليين المعنيين بإبعاد الأذى الذي يُعانيه أهلنا في الجنوب، على اختلاف انتماءاتهم الدينية والسياسية”.

وحذّروا من “مغبة ربط النزاع الحدودي الجنوبي بتسوياتٍ تمسّ سيادة لبنان وثرواته النفطية والمائية وما يعود إليه من حقوقٍ جغرافية”، متوجهين إلى “فرقاء الخارج العاملين على هذا الصعيد”، بالتأكيد أن “أي تفاوضٍ لبناني في هذه الشؤون يعود إلى رئيس الجمهورية، وأن ذلك يخضع لتجميدٍ حتمي حتى انتخابه”.

شارك المقال