هدنة رمضان متعثرة… الحوثي “يتسيّد” الساحات… “الحزب ” يعود للجنرال

لبنان الكبير / مانشيت

الآن وقد تعثرت “هدنة رمضان” وبدأت الولايات المتحدة الاعداد لبناء ميناء إنساني في غزة، مثبتة بذلك أنها فقدت قدرتها على الضغط على “ربيبتها” اسرائيل الموغلة في التطرف اليميني والراغبة في تدمير القطاع والضفة الغربية، ومن خلفهما خيار “الدولة الفلسطينية” القابلة للحياة وصولاً الى “حل الدولتين”، يفترض أن يؤدي تعثر مفاوضات الهدنة الى غليان “الساحات” وفي مقدمها جنوب لبنان، مع عودة التشكيك بنوايا “حزب الله” ومدى صدقه في السير على طريق القدس، في وقت استقطب الحوثي اليمني الاهتمام الأبرز بعملياته التي أثرّت فعلاً على حركة التجارة العالمية، فيما الحزب وبكل ما يملك من أسلحة كان يتسبب بدمار واسع في جزء من أرض لبنان وبمقتل العديد من المدنيين، في حرب المشاغلة التي أعلنها وحوّلتها إسرائيل الى “حرب اغتيالات بالمسيّرات”.

وسط هذه الأجواء، يبدو أن “حزب الله” يرتب البيت الداخلي، لا سيما مع حليفه “التيار الوطني الحر”، الذي توترت العلاقة معه، في موازاة تحرك لرئيس مجلس النواب نبيه بري باتجاه عربي، موفداً معاونه السياسي النائب علي حسن خليل، إلى العاصمة القطرية لعقد لقاءات متعلقة بالجنوب والرئاسة.

وفيما كان خليل على متن الطائرة إلى الدوحة، عقد سفراء اللجنة الخماسية الدولية اجتماعاً في السفارة القطرية في بيروت، في ما يبدو أنه تأكيد على وحدة اللجنة الدولية، وأن قطر لا تغرّد خارج السرب، وذلك بعدما انتشرت التحليلات عن تخطٍ أميركي للجنة عبر موفدها آموس هوكشتاين، لتؤكد أن الملف الرئاسي يمر حصراً عبر “الخماسية”.

الميدان

استمر القصف الاسرائيلي على القرى الحدودية أمس، إن كان بقذائف المدفعية أو بالطيران الحربي، فيما أعلن “حزب الله” أنه استهدف موقع زبدين ومربض الزاعورة بالأسلحة الصاروخية، ومقراً مستحدثاً لقيادة القطاع في ليمان بالقذائف المدفعية، و‎قصف مستوطنة عفدون بصواريخ الكاتيوشا.

الحزب والتيار

وعلى وقع ضربات الميدان والتصعيد الكلامي الاسرائيلي، وبعد توتر كبير في العلاقة بين “حزب الله” و”التيار الوطني الحر”، عقب كلام كل من الرئيس السابق ميشال عون وخليفته جبران باسيل، عن رفض “وحدة الساحات”، والتهجم على الحزب، توجه وفد من كتلة “الوفاء للمقاومة” إلى دارة عون في الرابية، لتصفية القلوب. بعد اللقاء قال رعد: “الاتصال القائم بيننا وبين فخامة الرئيس الجنرال ميشال عون هو خط دائم ومستمر لم ينقطع في السابق ولن ينقطع أبداً، وهو خط يبعث الطمأنينة والسكينة في نفوس اللبنانيين على إختلاف مناطقهم وطوائفهم نظراً الى تاريخ التعايش والشراكة الحقيقية التي نعيشها في ما بيننا في مقاربة القضايا الوطنية”.

أضاف: “هذه الزيارة كانت فرصة لاطلاع فخامة الرئيس على الأوضاع الميدانية الدقيقة والموضوعية بعيداً عما يتم من تراشق من هنا وهناك. وأبدينا ما يمكن أن يعزز الوحدة الوطنية في مواجهة تحدي العدو الصهيوني الذي يجترح اليوم ابادة جماعية في غزة”.

أما عضو تكتل “لبنان القوي” النائب إدغار طرابلسي فأوضح أن “زيارة وفد من حزب الله الرابية اليوم (امس)، فيها انتقال واضح لمعالجة التباين على أعلى المستويات ولتوسيع مروحة التفاهمات في لبنان”، مشيراً إلى أن “هذه المبادرة يمكن أن تؤدي إلى إيجابية مطلوبة لترميم العلاقة والاتفاق على النقاط الخلافية”.

“الخماسية”

إلى ذلك، وبعد انتشار أخبار عن خروج قطر عن إطار “الخماسية”، عقد سفراء دول اللجنة اجتماعاً في السفارة القطرية، في بيروت. وأفادت السفارة في بيان، بأنه “تم خلال اللقاء، استعراض التطورات الراهنة في لبنان، والبحث في الملف الرئاسي”، مشيرة إلى أن “السفراء جددوا تأكيد أولوية انتخاب رئيس للجمهورية، وأبدوا دعمهم المستمر لإنجاز الاستحقاق الرئاسي في أسرع وقت ممكن”. وأفيد أن الهدف هو تأكيد وحدة اللجنة، وانهاء الجدل حول زيارة هوكشتاين، لحسم أن الاستحقاق الرئاسي يمر حصراً بـ”الخماسية”.

نتنياهو

بعد تعثر المفاوضات حول الهدنة، عاد رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى التصعيد مجدداً، فأعلن أن إسرائيل ستواصل هجومها على حركة “حماس” على الرغم من ازدياد الضغوط الدولية، بما في ذلك في مدينة رفح جنوب قطاع غزة. وقال: “ثمة ضغوط دولية متزايدة، لكن عندما تزداد الضغوط الدولية على وجه التحديد، لا بد من أن نوحد الصف، نحتاج إلى الوقوف معاً أمام محاولات وقف الحرب”.

وأشار الى أن الجيش سينفذ عمليات مضادة لـ”حماس” في جميع أنحاء القطاع “بما في ذلك في رفح، آخر معقل لحماس”، معتبراً أن “مَن يأمرنا بألا نتحرك في رفح يأمرنا بأن نخسر الحرب، وذلك لن يحدث”.

شارك المقال