تشاؤم من 15 آذار… لا هدنة رمضانية… ميناء أميركي بغزة

لبنان الكبير / مانشيت

كأنما صار “15 آذار” موعداً متفقاً عليه للحرب على لبنان، على وقع تغريدة شكسبيرية مسحوبة من وليد جنبلاط، وكلام مرجلة لنائب الأمين العام لـ”حزب الله” الشيخ نعيم قاسم، على الطريقة الدارجة “إذا ضربوا بنضرب… وبنكسر أجرين” مع كلام اسرائيلي عن إعداد خطة لهجوم بري وشيك يزيح خطر صواريخ الحزب لمسافة آمنة لمستوطنات الشمال.

طبول التصعيد تتردد على خلفية قناعة بأن لا هدنة في رمضان، جراء تمسك اسرائيل و”حماس” بشروط يستحيل على الطرف الثاني قبولها، ما دام بنيامين نتنياهو لا يستطيع اعلان النصر و”حماس” لا يمكن أن تقر بالهزيمة، لتبقى المعابر مسدودة أمام شحنات الأغذية التي باتت حاجة مصيرية للغزيين المهددين بمجاعة مهولة.

ثمة عبء إنساني لا يبدو أن أحداً قادر على تحمله، نيابة عن اسرائيل التي استعادت فتاوى الابادة التوارتية. ما الحل؟ لا هدنة، لا معابر، فليكن “الحل سماوياً” بإيصال المساعدات عبر القائها من الجو، ولو أن ذلك أدى أمس الى مقتل 5 فلسطينيين وجرح 10 سقطت عليهم الرزم. الطريقة غير عملية ولا تكفي لتجنب المجاعة. يخرج الرئيس الأميركي جو بايدن بـ”حل بحري” بإقامة ميناء على ساحل غزة يتطلب أسابيع، لكن في الغضون يكون ممر بحري من قبرص شغالاً بدءاً من غد الأحد.

أسئلة كثيرة تثيرها خطة بايدن التي يقفز فيها من فوق اسرائيل وسياستها، ومن دون إذنها، والتي رفعها الى مقام السياسة ذات الأولوية إذ أعلنها في خطاب حالة الاتحاد، المفصل الأهم في المشهد الأميركي كل سنة، خصوصاً في هذه السنة المفصلية للانتخابات الأميركية والكونغرسية. 

خطة اسرائيلية للحرب على لبنان

وكانت تقارير صحافية أشارت أمس إلى أن رئيس أركان الجيش الاسرائيلي هرتسي هاليفي، طالب بإعداد خطة بشأن عملية عسكرية برية محتملة في لبنان.

وذكرت “القناة 13” الاسرائيلية أن هاليفي كلف العميد موشيه شيكو تامير بإعداد الخطة، ولهذا الغرض تم نقل جنود من غزة إلى قيادة المنطقة الشمالية مع الوضع في الاعتبار الدروس المستفادة من حرب غزة.

وكانت وسائل إعلام مقربة من “حزب الله” أفادت بأن إسرائيل أبلغت دولاً أوروبية أنها حددت مهلة حتى 15 آذار الجاري للتوصل إلى تسوية سياسية مع لبنان، وإلا فإنها مستعدة لتصعيد العمليات العسكرية إلى حرب واسعة النطاق.

وعلق نائب الأمين العام لـ “حزب الله” الشيخ نعيم قاسم على هذه الأخبار، ناصحاً “إسرائيل بأن توقف التهديد؛ لأن كل هذه التهديدات لا فائدة منها، ونُشر إعلامياً أنَّ التهديد والمهلة لنا حتى 15 آذار، أي أن إسرائيل من المحتمل أن تهجم، وإذا هجمت على لبنان فسنكسر لها أرجلها هي ومن معها”.

هذه التحذيرات التقطتها القوى السيادية في لبنان، وقالت مصادرها لموقع “لبنان الكبير”: “هناك معطيات استقصيناها من مصادر في الكونغرس الأميركي تؤكّد هذا الأمر، على الرغم من مساعي (آموس) هوكشتاين والمقترح الذي قدّمه الى المسؤولين الاسرائيليين واللبنانيين”.

الميدان الجنوبي

وفيما وصلت حصيلة القتلى في الجنوب حتى 5 آذار إلى 290 شخصاً بينهم 228 مقاتلاً لـ “حزب الله”، وفق آخر احصاء أجرته “الدولية للمعلومات”، استمر القصف المتبادل في الميدان الجنوبي. وقارنت الأوساط الجنوبية بين الاعتداءات الأخيرة والاعتداءات في حرب تموز لجهة تسوية المنازل بالأرض وعمق الحفر الناتجة عن القصف الاسرائيلي. وفيما وزع الجيش الاسرائيلي قصفه على عدة قرى حدودية، أعلن “حزب الله” أن عناصره استهدفت انتشاراً لجنود الجيش الاسرائيلي في محيط موقع الراهب بقذائف المدفعية.

ميناء وممر بحري

وبعدما أعلن الرئيس الأميركي عن عملية إنسانية كبيرة من طريق البحر، تتضمن وفق مسؤولين في إدارته بناء “رصيف موقت” في غزة لإدخال “مساعدات ضخمة”، أعلن الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة عن افتتاح مرتقب لممر بحري بين قبرص وغزة لنقل المساعدات الانسانية إلى القطاع الفلسطيني المحاصر.

وأشارت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين الى أن تشغيل ممر بحري لنقل المساعدات التي تشتد الحاجة إليها إلى قطاع غزة المحاصر من قبرص قد يبدأ مطلع الأسبوع المقبل.

وقالت فون دير لاين في تصريحات من مدينة لارنكا الساحلية في قبرص بينما كان الرئيس القبرصي نيكوس خريستودوليدس بجوارها: “نحن الآن قريبون جداً من فتح هذا الممر، ونأمل أن يكون ذلك في يومي السبت أو الأحد المقبلين، وأنا سعيدة جداً لرؤية إطلاق تجريبي أولي اليوم”.

وأعلن مكتب حقوق الانسان التابع للأمم المتحدة أنه لا يجوز السماح بحدوث هجوم إسرائيلي على مدينة رفح الحدودية في قطاع غزة لأنه سيتسبب في خسائر فادحة في الأرواح.

وقال المتحدث باسم المفوضية السامية للأمم المتحدة لحقوق الانسان جيريمي لورانس: “إذا شنت إسرائيل هجومها العسكري على رفح، حيث تشرد حوالي 1.5 مليون في ظروف مؤسفة وغير إنسانية، فإن أي هجوم بري على رفح سيتسبب في خسائر فادحة في الأرواح وسيزيد من خطر وقوع المزيد من الجرائم الوحشية”، مضيفاً: “يجب عدم السماح بحدوث هذا”.

شارك المقال