لبنان يبقى جميلاً… رغم حرب اسرائيل و”الحزب”

لبنان الكبير / مانشيت

حلَّ لبنان وصيفاً أول للجمال على مستوى العالم، بلحظة قد تنسي شعبه للحظة بشاعة الحرب الدائرة على حدوده الجنوبية والتي لا تفرق بين مدني ومقاتل ميليشيا، وأصبحت ترهب حتى الجيش اللبناني وقوات الطوارئ الدولية بإشارة صارخة من العدو الاسرائيلي الى أنه مستعد لتنفيذ تهديداته، وأنه يحمّل لبنان كله المسؤولية. أما قوى الأمر الواقع التي ورطت لبنان في هذه الحرب من أجل وحدة ساحاتها، فتحاول إطفاء نار الاعتراضات داخل بيئتها الحاضنة، عبر وعود اعادة الاعمار، فيما توزع أموالاً على النازحين من القرى الحدودية، تزامناً مع تفعيل بروباغندا “الوطنية”، من منطلق مبدأ قديم جديد: “من ليس معنا فهو ضدنا”، بينما ترد على التهديدات الاسرائيلية بشن حرب شاملة على لبنان وما يحكى عن مهلة 15 آذار، بتصعيد الساحات، لا سيما من جهة البحر الأحمر، لتقول الحرب هنا لن تقتصر على جبهة واحدة.

في هذه الأثناء، أعربت الولايات المتحدة عن إحباطها من رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو، فبعد صعوبة التوصل الى وقف إطلاق النار في رمضان، يبدو أن الحرب ستستمر أكثر من شهرين على الأقل، بعدما تبين أن الميناء العائم المؤقت في غزة الذي أعلنت عنه واشنطن يحتاج إلى 60 يوماً لانشائه.

ترهيب الجيش و”اليونيفيل”

وأثناء قيام قوة مشتركة من الجيش اللبناني وقوات “اليونيفيل” بدورية روتينية بين الحدب والراهب غرب بلدة عيتا الشعب، أطلق جنود العدو الاسرائيلي من مستعمرة شتولا رشقات رشاشة ترهيبية في محيط سير الدورية.

إلى ذلك، استمر الميدان على سخونته، قصف مدفعي ورشاشات ثقيلة وغارات بالطيران الحربي استهدفت قرى حدودية عدة، أعنفها كانت على بلدة خربة سلم.

في المقابل، أعلن “حزب الله” عن استهداف مواقع المالكية، جبل نذر، مرتفع الكرنتينا، زبدين، رويسة القرن، قلعة هونين والبغدادي.

امتصاص الغضب وفحوص الوطنية

ولكي لا تخرج الصرخة من البيئة الحاضنة يعمل “حزب الله” على مسارين، الأول اقتصادي حيث يوزع أموالاً على النازحين، مغدقاً عليهم وعود إعادة إعمار ما تهدم رافعاً شعار حرب تموز 2006 “أجمل مما كانت”. أما المسار الثاني فعبر تقسيم اللبنانيين بين من يصطفون مع لبنان ومن يأخذون صف اسرائيل، وقال نائب الأمين العام لـ “حزب الله” الشيخ نعيم قاسم: “نحن أمام خيارين: إمَّا أن نكون مع هذا العدو المغتصب المتوحش أو مع المقاومة وأصحاب الأرض، أمام هاتين الصورتين سيسجل التاريخ من تواطأ مع إسرائيل ومن تخاذل عن نصرة المقاومة”.

أضاف قاسم: “مقتضى الوطنية هو مساندة المقاومة التي دافعت وتدافع عن لبنان، اليوم أي وطني في لبنان يجب أن يكون في صف المقاومة، مهما تحدثتم عنا فلن ننقص، نحن نريد لشركائنا في الوطن أن يكونوا كباراً، لذلك دائماً نقول، إنَّنا لا نطلب دعماً وإنما لا نقبل طعناً تستفيد منه إسرائيل”.

احباط أميركي

وسط هذه الأجواء، نعت الادارة الأميركية الاتفاق على وقف اطلاق النار في غزة قبل رمضان. وقال الرئيس جو بايدن إن التوصل إلى هذا الاتفاق بحلول بداية رمضان “يبدو صعباً”. وأعرب في تصريحات للصحافيين عن شعوره بالقلق إزاء العنف في القدس الشرقية من دون وقف لإطلاق النار. وكان عبّر في وقت سابق عن إحباطه من نتنياهو.

وفي مؤشر على طول أمد الحرب، أشار متحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية “البنتاغون” الى أن منظومة الميناء المؤقت التي تسعى واشنطن إلى إنشائها لتسريع إيصال المساعدات إلى غزة ستستغرق “ما يصل إلى 60 يوماً على الأرجح” وسيشارك فيها نحو ألف جندي.

وقال الميجر جنرال في سلاح الجو باتريك رايدر: “على الرغم من أن العملية العسكرية الأميركية الضخمة ستشمل جنوداً وبحارة، فإن الجيش الأميركي لن ينشر قوات على البر ولو بشكل مؤقت للرسو على الشاطئ”.

وذكر رايدر بأن منظومة الميناء بمجرد تشغيلها ستسمح بإيصال نحو مليوني وجبة إلى سكان غزة يومياً. ولفت إلى إنه لم يجر تقدير التكلفة بعد، موضحاً أن واشنطن تجري محادثات أيضاً مع منظمات غير حكومية ومنظمات إغاثة والأمم المتحدة حول كيفية إيصال المساعدات.

شارك المقال