الرئاسة أصعب من القداسة… السعودية مع لبنان دائماً

لبنان الكبير / مانشيت

طوّب بابا روما قديساً جديداً من لبنان في الوقت الذي لم تتمكن فيه القوى السياسية بعد من الاجتماع لانتخاب رئيس، علماً أن من آخر فصول المسلسل الرئاسي إشارات إيجابية صدرت بعد إفطار دعا اليه سفير خادم الحرمين الشريفين لدى لبنان وليد بخاري مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان ومفتي المناطق “إذا صدقت النوايا”، بالتزامن مع تحرك متوقع للجنة الخماسية في الأسبوع المقبل، إلى جانب الحراك القطري الذي بدأ باستقبال المعاون السياسي لرئيس مجلس النواب نبيه بري النائب علي حسن خليل.

وسط هذه الأجواء، وغداة تأكيد الأمين العام لـ “حزب الله” حسن نصر الله استمرار “جبهات الاسناد”، تلقى لبنان تحذيراً أميركياً جديداً، وهذه المرة من مساعدة وزير الخارجية باربرا ليف، من أن “حزب الله” يقود لبنان إلى وضع خطير، فيما استمر الوضع الميداني على حاله، مع توقع حرب استنزاف طويلة بين الحزب واسرائيل.

تطويب قديس

أعلن البابا فرنسيس رسميّاً قرار تطويب البطريرك اسطفان الدويهي، بعد أن صادق على مراسيم دائرة قضايا القديسين، أثناء الاستقبال الذي حظي به الكاردينال مارسيلو سيميرارو، عميد مجمع القديسين، وإبلاغه الموافقة على الأعجوبة المنسوبة إلى شفاعة الدويهي. وسيُحتفل بالتطويب في الصرح البطريركي – بكركي في الثاني من شهر آب المقبل.

الميدان

ميدانياً، أعلن الجيش الاسرائيلي مهاجمة “بنى تحتية” لـ “حزب الله” في بلدة كونين، حيث شن 3 غارات متتالية على هدف واحد. وعثر على صاروخ سقط ليلاً في بلدة ميس الجبل ولم ينفجر، وتم إغلاق المكان في انتظار وصول فريق الهندسة من الجيش اللبناني.

وكان الطيران الحربي شنّ غارة على برعشيت في القطاع الغربي. كما أغار على بلدة الناقورة مستهدفاً أحد منازلها، وخرق جدار الصوت فوق منطقة الزهراني متسبباً برعب في المنطقة.

وفي المقابل، أعلن “حزب الله” أنه ‏استهدف تجمعاً لجنود العدو في موقع العبّاد، وموقعي رويسات العلم والسماقة. وقال الجيش الاسرائيلي إنه اعترض “هدفاً جوياً مشبوهاً اجتاز الأراضي اللبنانية باتجاه الأراضي الاسرائيلية في منطقة كفار بلوم”.

اعتراض دورية لـ “اليونيفيل”

ومرة جديدة، تم اعتراض دورية لـ “اليونيفيل” في المناطق الخاضعة لسيطرة “حزب الله” وهذه المرة في منطقة عين الدلبة في برج البراجنة، حيث أضلت طريقها كما أفيد، وقد انتشر مقطع فيديو لمحاصرتها من شباب المنطقة.

تحذير أميركي

وكانت مساعدة وزير الخارجية الأميركي باربارا ليف حذرت من أن “حزب الله” يقود لبنان إلى وضع خطير، مؤكدة “أننا نتطلع إلى أن تحتكر الدولة اللبنانية السلاح ويكون حزب الله حزباً سياسياً”. وقالت في حديث متلفز: “نطالب إيران بوقف تسليح جماعات في المنطقة مثل الحوثيين وحزب الله”. ولفتت الى أن لإدارتها قنوات تواصل مع إيران و”ندعوها الى تفادي التصعيد”.

وأشارت الى أن إيران زوّدت الحوثيين بالسلاح لاستهداف السفن والمدنيين، معتبرة أنه لا يمكن وقف تهديدات الحوثيين للملاحة بين ليلة وضحاها.

ورأت المسؤولة الأميركية أن إسرائيل دولة تتمتع بسيادة ومن واجباتها ملاحقة “حماس”، و”نحن لا نملي على أي طرف ما يجب فعله لكننا نرسل رسائل جادة”، مشددة على أن “الحل الوحيد قيام دولة فلسطينية جنباً إلى جنب مع إسرائيل”.

وكشفت ليف أن هناك مقترحاً جديداً للهدنة في غزة على الطاولة بانتظار رد “حماس”، موضحة “أننا نسعى الى هدنة 6 أسابيع في غزة للإفراج عن المحتجزين وإدخال المساعدات”. وأكدت أن من غير المقبول القيام بعملية عسكرية في رفح قبل نقل المدنيين الى مواقع آمنة.

الهجوم على رفح

إلى ذلك، أكد رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو أن الجيش سيدخل رفح في جنوب غزة، معبّراً عن رفضه لأي ضغط دولي يستهدف إثناء إسرائيل عن هدفها.

وقال نتنياهو أثناء زيارة الى قاعدة للجيش الاسرائيلي: “هناك ضغوط دولية لمنعنا من دخول رفح وإكمال المهمة. بصفتي رئيساً لوزراء إسرائيل أرفض الضغوط. وسوف أستمر في رفض الضغوط، سندخل رفح وسننهي مهمة القضاء على مقاتلي حماس”.

الاستحقاق الرئاسي

محلياً، أكد السفير بخاري أن المملكة “لن تتخلى عن مساعدة لبنان، وحريصة على الشعب والمؤسسات الدستورية”، في حين تحدث المفتي دريان ومفتو المناطق، عن مؤشرات إيجابية لانتخاب رئيس “إذا حسنت وصدقت النوايا”.

جاء ذلك خلال الافطار الذي دعا إليه السفير السعودي، دريان والمفتين، وجرى “البحث في الشؤون الاسلامية والوطنية، بالاضافة إلى ما يجري على الساحة اللبنانية من استمرار الشغور في رئاسة الجمهورية”، بحسب بيان صادر عن دار الفتوى. كما تناول المجتمعون “العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة، ومعاناة الشعب الفلسطيني، وحق الفلسطينيين في إقامة دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس الشريف”.

وأكدوا أنهم مع الشعب الفلسطيني، منددين “بالعدوان الصهيوني على غزة وبقية المناطق الفلسطينية، خصوصاً المسجد الأقصى وما حوله، والعدوان على لبنان وجنوبه”. وتم استعراض المشاورات واللقاءات بخصوص الشأن الرئاسي، مشددين على أن “إنجاز انتخاب رئيس للجمهورية هو استحقاق مهم لاستقرار لبنان”.

وبشّر المجتمعون، بحسب البيان، بأن “هناك مؤشرات إيجابية لانتخاب رئيس إذا حسنت وصدقت النوايا، وأن الخير قادم على لبنان مهما اشتدت معاناة اللبنانيين”، مثمّنين “الجهود والمساعي التي تقوم بها اللجنة الخماسية”.

شارك المقال