إسرائيل تعمّق نحو الهرمل… رميش تنتفض على “الحزب”

لبنان الكبير / مانشيت

يبدو أن الجنون الاسرائيلي يتجه إلى التصعيد في لبنان، في تحد فاضح للمجتمع الدولي بعد قرار مجلس الأمن الداعي لوقف اطلاق النار في غزة، وهو أمر ألمح إليه وزير الدفاع يوآف غالانت. وقد تخطى الطيران الحربي بعلبك ليصل إلى الهرمل مستهدفاً وادي فعرا لأول مرة منذ بداية الحرب، في استمرار للتصعيد الذي بدأ بعد نحو أكثر من أسبوع من الهدوء النسبي على الجبهة الجنوبية، وكأن اسرائيل تهدد حليفتها بأن ثمن القرار في مجلس الأمن سيدفعه لبنان الذي تسعى الولايات المتحدة إلى تجنيبه الحرب.

وفيما الميدان يشتعل، واجه “حزب الله” أزمة جديدة، تمثلت في وقوع إشكال بين عدد من عناصره وأهالي بلدة رميش الحدودية، على خلفية استخدام العناصر أحراج البلدة لإطلاق صواريخ باتجاه المستعمرات الاسرائيلية. وقد تسبب الإشكال في سلسلة من ردود الفعل السياسية التي تضامنت مع رميش، بينما اشتعلت جبهة مواقع التواصل الاجتماعي، بين مناصري الممانعة ومعارضيها، وتبادلوا الاتهامات بالعمالة والاتهامات المضادة بالارهاب، بالاضافة إلى اللغة الطائفية البغيضة، في مؤشر جديد على ارتفاع نسبة التجييش والكراهية بين الأطياف اللبنانية.

إلى ذلك، وفيما أعلنت وزارة الدفاع السورية عن قصف أميركي على مواقع للنظام في منطقة دير الزور، ما اعتبره كثيرون مؤشراً على انخراط أميركي أكبر في المعركة، مترافقاً مع عقوبات متعددة الأوجه تستهدف تمويل النظام، نفت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) شنها أي عمليات في سوريا أمس، ما يدفع الى التساؤل عن الجهة التي نفذت الهجوم.

البقاع

سجّل الجيش الاسرائيلي عمقاً جديداً لقائمة أهدافه في الداخل اللبناني، حيث نفّذ غارة جوية في منطقة الهرمل في شمال شرقي لبنان للمرة الأولى، واستهدف شاحنة صغيرة في منطقة جردية، وذلك في تصعيد جديد بالمدى الجغرافي، جاء بعد ساعات على إطلاق “حزب الله” صواريخ باتجاه خمسة مواقع عسكرية إسرائيلية على الحدود مع لبنان.

وقال الجيش الاسرائيلي في بيان: “ردّاً على إطلاق الصواريخ على ميرون، هاجم الجيش الاسرائيلي مجمّعاً عسكريّاً تستخدمه الوحدة الجوية لمنظمة حزب الله الارهابية في عُمق لبنان، الذي يضمّ مهبط طائرات والعديد من المباني العسكرية للمنظمة”.

وكان “حزب الله” أصدر بياناً جاء فيه: “رداً على ‌‌‏اعتداء العدو الصهيوني الذي طال البقاع استهدف ‌‏مجاهدو المقاومة ‏الاسلامية ‌‏من بعد ظهر الثلاثاء ثكنة يردن في الجولان السوري المحتل (مقر القيادة ‏الرئيسي في زمن الحرب) بأكثر ‏من 50 صاروخ كاتيوشا”.

الجنوب

واستمر التصعيد جنوباً حيث اشتعلت القرى الحدودية بالقصف المدفعي والغارات، فيما أعلن “حزب الله” في سلسلة بيانات أنه استهدف مبنيين في مستعمرة أفيفيم، وتجمعاً لجنود العدو الاسرائيلي في محيط ثكنة برانيت.

ورداً على ‏إعتداء العدو الصهيوني على بلدة الصويري واستكمالاً للرد على الاعتداء على مدينة بعلبك، استهدف الحزب قاعدة ‏ميرون الجوية بالصواريخ الموجهة، و”قوة ‏مشاة إسرائيلية في محيط شتولا بالأسلحة الصاروخية، وكذلك مبنىً يستخدمه جنود الجيش ‏الاسرائيلي في مستعمرة شوميرا”. واستهدف في الوقت عينه، مبنىً يستخدمه جنود الجيش ‏الاسرائيلي في مستعمرة شلومي بالأسلحة الصاروخية.

اشكال رميش

وفي رميش الحدودية، وقع اشكال بين مواطن من البلدة ومجموعة تابعة لـ”حزب الله”، كانت تحضّر لنصب راجمة صواريخ تحت ثانوية رميش في كرم زيتون، فحصل تلاسن بين الطرفين وأطلقت المجموعة رصاصتين فوق رأس المواطن.

اثر ذلك، دق الشاب جرس الكنيسة فتجمع شباب البلدة في وقت انسحب عناصر الحزب. وأفيد عن اطلاق ٣ صواريخ من المنطقة، اضافة الى صاروخين من صنوبر رميش قرب منتجع “ليالي النجوم”، في حين حاول شباب البلدة مع الجيش ردع الحزب.

وانتشرت مقاطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي، تظهر سيارات رباعية الدفع في بلدة رميش يقول أهلها إنها تابعة للحزب، ليعود بعدها الجيش الاسرائيلي ويطلق قذيفة باتجاه أطراف البلدة. وأوضح رئيس البلدية ميلاد العلم لوسائل الاعلام أن شباناً من البلدة “شاهدوا عند الصباح عناصر من حزب الله قادمين بسياراتهم لوضع منصة للصواريخ في منطقة قريبة من المنازل. وعندما توجه أحدهم إليهم في محاولة لمنعهم أطلقوا الرصاص باتجاهه في الهواء وانتقلوا لوضع المنصة في مكان آخر وأطلقوا منها الصواريخ”.

ولفت العلم إلى أنه أبلغ الجيش اللبناني الذي حضر عناصره إلى المنطقة وكشفوا على المنصة. وقال: “نحن نعلم أنه يتم وضع الصواريخ في الأحراج، لكن لا نقبل بوضعها بين المنازل”.

سوريا

أعلنت وزارة الدفاع السورية، مقتل سبعة من عناصر الجيش وإصابة 19 آخرين بغارات أميركية استهدفت مواقع في دير الزور وريفها.

وفجر أمس، قُتل 13 عنصراً وأصيب 20 آخرون من بينهم قياديان إيرانيان في فصائل موالية لإيران، في مدينة دير الزور والميادين والبوكمال بريفها في غارات جوية رُجح أنها أميركية.

وقالت وسائل الاعلام الايرانية إن مستشاراً في الحرس الثوري الإيراني قتل في الغارات الجوية الأميركية على شرق سوريا، من دون أن تكشف عن رتبته.

شارك المقال