اسرائيل تدمي لبنان… و”الحزب” لا ينجر

لبنان الكبير / مانشيت

انفجر الاجرام الاسرائيلي جنوباً، 3 مجازر خلال 24 ساعة، على وقع تصعيد مستمر منذ يوم السبت الماضي، بما يبدو أنه ضرب لكل المعادلات السابقة وفرض واقع جديد، وهو في الوقت نفسه محاولة لاستجرار “حزب الله” إلى حرب شاملة يستعد لها الجيش الاسرائيلي عبر استئناف سلاحه الجوي تدريباته، المجمّدة منذ بدء الحرب، وتركيزه على زيادة الجاهزية في الساحة الشمالية (لبنان).

وفيما يعيش لبنان حرباً حقيقية لم تعد تقتصر على الحدود، سيحضر القمة العربية في البحرين من دون رأس، وسيمثل الدولة اللبنانية رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، وهي المرة الرابعة له منذ بدء الفراغ الرئاسي، من دون وجود أي أفق لاقتراب حل هذه الأزمة، وتأكيد الديبلوماسية العربية والدولية ضرورة وجود رئيس للجمهورية على طاولة المفاوضات المرتقبة التي سترسم معالم المنطقة.

الميدان

أطلق الجيش الاسرائيلي العنان لنيرانه فاستهدف مقهى في منطقة الناقورة ومنزلاً في طيرحرفا، وأدت الغارتان الى مقتل 7 أشخاص على الأقل، فيما تستمر عمليات الانقاذ ورفع الأنقاض.

وكان الطيران الحربي أغار على مبنى في منطقة الهبارية فجر الأربعاء ما أدى الى مقتل 7 مسعفين تابعين لـ “الجماعة الاسلامية”.

ورداً على مجزرة الهبارية، أعلن “حزب الله” صباح أمس قصف مستعمرة كريات شمونة وقيادة اللواء 769 في ثكنة المستعمرة بعشرات الصواريخ. وأفادت معطيات صحافية عن مقتل مستوطن إسرائيلي وإصابة 4 بينهم حالة حرجة.

بالاضافة إلى كل ذلك، استمر التصعيد والقصف المتبادل طوال النهار والليل.

زيادة الجاهزية للحرب

إلى ذلك، أعلن الجيش الاسرائيلي، أن سلاح الجو استأنف برنامجه التدريبي السنوي بعد تجميده منذ بداية الحرب على قطاع غزة، موضحاً أن التدريبات ستركز على زيادة الجاهزية للحرب في الشمال، وتشمل تنفيذ ضربات داخل “أراضي العدو”.

وأشار في بيان إلى أن التدريبات التي تشارك فيها جميع تشكيلات سلاح الجو الاسرائيلي “ستركز على زيادة جاهزية سلاح الجو للحرب في الساحة الشمالية وفي ساحات أخرى، وذلك من خلال تخطيط وتنفيذ السيناريوهات المتصلة بخصائص المناطق والتهديدات المختلفة، وتنفيذ ضربات قوية وبعيدة المدى، والتحليق في عمق أراضي العدو، كما ستُجرى تدريبات مفاجئة لمختلف الوحدات”.

لا نهاية للحرب

في السياق، نقلت صحيفة “جيروزاليم بوست” عن مصادر في الجيش الاسرائيلي قولها، إن الحرب التي تدور رحاها في غزة أو لبنان لن تحل من دون اتفاق ديبلوماسي أو أكثر، لافتة الى أن “الجيش الاسرائيلي يعتقد أنه حقق إنجازات عسكرية كبيرة على الجبهتين، لكن التحركات الديبلوماسية على المستوى السياسي ستكون ضرورية لترجمة تلك المكاسب العسكرية إلى تقدم واستقرار على المدى الطويل”.

وأشارت المصادر إلى أن الجيش الاسرائيلي يعتقد أنه في غياب خطة متكاملة لإدارة غزة بعد الحرب، فإن عناصر “حماس” تستطيع العودة بسهولة إلى المناطق التي سيطر عليها خلال القتال مثلما حدث في “مجمع الشفاء الطبي” في شمال القطاع.

العلاقات الاسرائيلية الأميركية

وفي سياق اعادة تصويب العلاقة بين الحليفين، نقلت وسائل الاعلام عن مسؤول أميركي قوله ان إسرائيل طلبت تحديد موعد آخر للاجتماع مع مسؤولين أميركيين من أجل مناقشة خططها العسكرية في مدينة رفح بجنوب قطاع غزة، بعد إلغاء رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو المحادثات المزمعة فجأة.

وقال مسؤول إسرائيلي في واشنطن لوكالة “رويترز” شريطة عدم نشر اسمه إن نتنياهو يدرس إرسال وفد الأسبوع المقبل لحضور اجتماع في البيت الأبيض عن رفح ويجري العمل على تحديد الموعد.

لبنان – القمة العربية

ديبلوماسياً، تسلّم الرئيس ميقاتي من موفد ملك البحرين والسفير لدى سوريا وحيد مبارك سيار، دعوة من ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة للمشاركة في اجتماع الدورة العادية الـ33 لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة، وذلك يوم الخميس 16 أيار 2024.

وهذه هي المرة الرابعة التي يشارك فيها ميقاتي في القمة العربية على رأس وفد وزاري، منذ بدء الفراغ الرئاسي في نهاية تشرين الأول 2022، في ظل مراوحة في الاستحقاق الدستوري، وغياب الأفق والرؤية لأي حل.

شارك المقال