أمن الحدود أولوية لبايدن… دريان يختار رئيساً

لبنان الكبير / مانشيت

وسط تصعيد كبير تشهده الجبهة اللبنانية، من المجازر الاسرائيلية إلى التدريبات التي يجريها جيش الكيان للاستعداد لحرب في الشمال، بالاضافة إلى استخدام “حزب الله” صواريخ “بركان” لقصف المستوطنات للمرة الأولى بعدما كان يحصرها بالمواقع العسكرية فقط، يبقى الأمل أن تجنب الديبلوماسية لبنان أتون هذه الحرب، لا سيما أن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن لحسن الحظ تعطي أولوية لإعادة الهدوء الى الحدود وتبذل الجهود الحثيثة وترسل موفدين من أجل التوصل إلى اتفاق يمنع الحرب.

وفيما يهدده شبح الحرب، لا يزال لبنان منقسماً على نفسه، وأبرز دلالات الانقسام الفراغ الرئاسي المستفحل في البلد، وقد تطرق مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان خلال تكريمه من جمعية “بيروت للتنمية”، إلى رئاسة الجمهورية، معتبراً أن “أي مرشح لا يحافظ على ثوابت الوطن، الدولة، الطائف، الدستور، العيش المشترك، والهوية العربية هو مشروع فتنة”.

الميدان

بعد يومين داميين، أشعل “حزب الله” منذ صباح امس مستوطنتي غورن وشلومي، وعاد الى استهدافهما مساءً، وأفيد أنها المرة الأولى التي يستخدم فيها صواريخ “بركان” على المستعمرات بعد أن كان يستخدمها على المواقع العسكرية فقط. بالاضافة إلى ذلك، أعلن الحزب عن قصف مقر كتيبة ليمان المستجد وموقعي الرمثا والسماقة.

في المقابل، طال القصف الاسرائيلي الظهيرة، زبقين، علما الشعب، الناقورة، مجدل زون، طير حرفا ووادي حامول، وأعلن الجيش “القضاء على خليتين تابعتين لحزب الله في جنوب لبنان”. 

الاعداد للحرب

وكان الجيش الإسرائيلي أعلن في وقت سابق أمس أنه أجرى تدريباً مفاجئاً بهدف الإعداد لحرب عند الحدود الشمالية . وأشار الى أن التدريب، بقيادة فرقة العمليات، شمل كل قيادات الجيش والأجنحة والمديريات وهيئة الأركان العامة، مؤكداً أن “الغرض من التدريب كان تعزيز استعداد الجيش للسيناريوهات المختلفة في الساحة الشمالية”.

تهدئة الحدود أولوية أميركية

وسط هذه الأجواء، قال منسق الاتصالات الاستراتيجية لدى مجلس الأمن القومي الأميركي، جون كيربي: “إن استعادة الهدوء على طول هذه الحدود أمر في غاية الأهمية بالنسبة الى الرئيس بايدن والى الادارة، ونعتقد أن ذلك يجب أن يكون أيضاً الأولوية القصوى لكل من لبنان وإسرائيل”.

وتأتي هذه التصريحات تزامناً مع زيارة نائب مساعد وزير الخارجية الأميركي إيثان غولدريتش إلى بيروت، حيث التقى وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال عبد الله بو حبيب، الذي شدد على “ضرورة دعم المبادرات الديبلوماسية لاستعادة الاستقرار في الجنوب والمنطقة”.

وأفاد المكتب الاعلامي لبو حبيب بأنه بحث مع غولدريتش الذي رافقته السفيرة ليزا جونز، الوضع في الجنوب والحرب في غزة. وشدّد على ضرورة دعم المبادرات الديبلوماسية لاستعادة الاستقرار في الجنوب والمنطقة، وعلى أهمية إنهاء الشغور الرئاسي وانتخاب رئيس للجمهورية.

وجاءت الزيارة بالتزامن مع حراك دولي فاعل لتطويق احتمالات تدهور الأوضاع في الجنوب. وأكد بو حبيب، خلال استقباله المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان، يوانا فرونتسكا، “أننا سنستمر بالدفع نحو التطبيق الكامل للقرار 1701 كونه السبيل الأمثل لتحقيق الاستقرار المنشود”.

دريان

إلى ذلك، كرّمت جمعية “بيروت للتنمية” المفتي دريان، الذي ألقى كلمة أثنى فيها على دور الجمعية ومسيرة الرئيس الشهيد رفيق الحريري والمؤتمن على المسيرة الرئيس سعد الحريري.

وقال في حفل الافطار الذي أقامته الجمعية بالمناسبة: “لُبْنَانُ يَحْتَاجُ إِلى تَصْوِيبِ البُوصَلَةِ فِي إِنْجَازِ الاسْتِحْقَاقِ الرِّئِاسِيّ، لِانْتِخَابِ رَئيسٍ يُحَافِظُ عَلَى ثَوَابِتِ الوَطَنِ والدَّوْلَةِ، وَالطَّائِفِ وَالدُّستُور، وَالعَيشِ المُشْتَرَك، وَهُوِيَّتِهِ العَرَبِيَّة، وأيُّ مُرَشَّحٍ يَتَمَتَّعُ بِهَذِهِ المُوَاصَفَاتِ، يَكُونُ رَئِيسَاً جَامِعَاً، وَغَيرُ ذَلِكَ هُوَ مَشْرُوعُ فِتنَةٍ جَدِيدَةٍ فِي لُبْنَان، فَلَا وَطَنَ من دُونِ رَئِيسٍ وَحُكُومَةٍ فَاعِلَة، وَلَا لِرَئِيسٍ يُفْرَضُ، وَلَا يَتَحَلّى بِهَذِهِ المُوَاصَفَاتِ المُتَّفَقِ عَلَيْهَا، وَهَذِهِ مَسْؤُولِيَّةٌ جَمَاعِيَّةٌ، نِيَابِيَّةٌ أَوَّلاً، وَالسَّادَةُ النُّوَّابُ هُمُ الَّذِينَ يُقَرِّرُونَ، وَهُمُ الَّذِينَ يَنْتَخِبُونَ الرَّئِيس، وَهُمُ المُؤْتَمَنَونَ على تَطَلُّعَاتِ الشَّعْبِ وَثِقَتِه، وتَطْبِيقِ الدُّسْتُور”.

ورأى أن “العُدْوَانَ الصُّهْيُونِيَّ عَلَى غَزَّةَ وَجَنُوبِ لُبْنَان، هُوَ عُدْوَانٌ عَلَى المَنْطِقَةِ العَرَبِيَّة، ومَجْلِسُ الأَمْنِ رُغْمَ ذَلِكَ، لَمْ يُحَرِّكْ سَاكِناً ضِدَ الكِيَانِ الصُّهْيُونِيِّ الإِرْهَابيِّ المُجْرِم، وَلَمْ تَسْتَطِعِ الأُمَمُ المُتَّحِدَةُ أَنْ تَتَّخِذَ إِجرَاءَاتٍ صَارِمَةٍ لِوَقْفِ هَذَا الإِجْرَامِ، الَّذِي إِذَا اسْتَمَرَّ فَسَوفَ يُغَيِّرُ مَعَالِمَ المَنْطِقَةِ بِأَكْمَلِهَا”.

أما عن العدوان الاسرائيلي على الجنوب المستمر منذ قرابة 6 أشهر، فاعتبر دريان أن ذلك “يَتَطَلَّبُ مَوْقِفَاً حَاسِمَاً لِتَنْفِيذِ القَرَارِ 1701 مِنَ الجَانِبِ الصُّهيُونِيّ، الَّذِي يَتَجَاوَزُ كُلّ القَرَارَاتِ الدَّوْليَّة، وَلَمْ يَلْتَزِمْهَا مُنْذُ العَام 1948 وَحَتَّى الآن، وَهُوَ مُسْتَمِرٌّ فِي عُدْوَانِه المُغَطَّى مِنْ صُنَّاعِ القَرَارِ فِي مَجلِسِ الأَمْن”.

شارك المقال