طهران محتارة بالرد… “فتح” تهاجم ايران

لبنان الكبير / مانشيت

يطل يوم “القدس العالمي” هذه السنة في وضع استثنائي لا سابق له، حرب مدمرة في غزة، أشعلت جبهات “وحدة الساحات الاسنادية”، وبعد أيام فقط من أخطر تصعيد اسرائيلي، استهدف قلب “الممانعة” بقصف القنصلية الايرانية في دمشق، والذي ارتفعت حصيلة القتلى فيه إلى 16 شخصاً، بينهم قيادات في الحرس الثوري، ووسط ترقب للرد الايراني وتساؤل عن شكله وتوقيته ومكانه، إن كان من ايران مباشرة أو عبر وكلائها في المنطقة لاسيما “حزب الله” الذي اكتفى أمينه العام حسن نصر الله خلال فعاليات “منبر القدس” أمس بالتأكيد أن “النصر آتٍ”، على أن يدخل في التفاصيل في يوم الذكرى غداً.

وفيما استنفرت لجان إحياء “يوم القدس” قبيل الذكرى، تعرضت للنيران من أهل القضية، اذ شنّت حركة “فتح” هجوماً عنيفاً على الممانعة، ووجهت اتهاماً الى طهران بمحاولة إشاعة الفوضى في الضفة الغربية، مؤكدة رفضها للتدخلات الخارجية وتحديداً الايرانية.

أما على الصعيد المحلي فيبدو أن الاستحقاقات في الثلاجة بانتظار انتهاء الحرب، فلا نتيجة من التحرك الداخلي إن كان نيابياً أو ديبلوماسياً، وأشارت مصادر “محور الممانعة” لـ “لبنان الكبير” إلى أن “الاهتمام ينصب في مكان آخر، والعين تحديداً على كيفية التعاطي الايراني مع التطور العسكري الخطير وتدحرج الميدان الى التصعيد. أما الداخل وتسوياته فمجمّدة، ولا مفاوضات حالياً”.

ايران

رأى المرشد الأعلى الايراني علي خامنئي أن فشل الكيان الصهيوني في غزة سيستمر، مشدداً على أن الجهود اليائسة مثل تلك التي قاموا بها في سوريا لن تنقذهم من ذلك فيما سيتم صفعهم بهذا الاجراء. واعتبر أن هذا الكيان “سيكون على وشك الانحدار والانحلال”.

وقال: “إن ما تقوم به إسرائيل لن ينقذها من الفخ الذي أوقعت نفسها فيه وهي في طريقها إلى الزوال”، مضيفاً: “سيرى شبابنا تحرير القدس وسيصلون في الأقصى ويحتفل العالم الاسلامي بنهاية الكيان المحتل”.

وفي مداخلة قبل أداء فريضة المغرب أمام جموع المصلين، أكد خامنئي أن “يوم القدس سيكون هذا العام بمثابة احتجاج دولي ضد الكيان الصهيوني الغاصب، أي أنه إذا كانت الدول الاسلامية فقط تحتفل بيوم القدس في السنوات السابقة، فإن يوم القدس هذا العام سيتم الاحتفال به بشكل كبير في الدول غير الاسلامية”.

وتواجه طهران، وفق محللين، معضلة إثر قصف قنصليتها في سوريا، فإن أخطأت الحساب قد تجر إلى حرب لا ترغب فيها، وإن لم يكن ردها قوياً بما يكفي، تخسر صورتها الردعية. وتراقب المخابرات الأميركية الجماعات التابعة لايران إن كانت في وارد استئناف الهجوم على المصالح الأميركية في المنطقة رداً على القصف الاسرائيلي الأخير، والذي كان قد توقف في شباط الماضي بعد أن ردت الولايات المتحدة على مقتل 3 من جنودها في الأردن بعشرات الضربات الجوية في سوريا والعراق لجماعات مدعومة من طهران.

وكانت قيادات “محور الممانعة” تحدثت أمس في فعاليات “منبر القدس” الذي يسبق “يوم القدس العالمي”، وفيما أكدت عموماً المضي في مساندتها للشعب الفلسطيني وأن طريق القدس لن تمر من دون جهاد وتضحيات، وأن وحدة الساحات أرعبت جيوش الاستكبار، أكد المرشد اللبناني حسن نصر الله أن جبهات المقاومة في اليمن ولبنان والعراق تتحمل الضغوط وتواصل العمل ولا تخلي الساحة، شاكراً “جبهات الدعم والاحتضان في الجمهورية الاسلاميّة في إيران التي تتعرض للكثير من التهديدات والضغوط ونرى هذا في العلن وفي غير العلن”. ولفت الى أن “إيران تتحمل مسؤوليات ما تقوم به المقاومة سواء في غزة أو في الضفة أو في لبنان أو في اليمن أو في العراق، وهي ثابتة في قيادتها وفي موقفها الداعم والواضح والحاسم إلى جانب القضية الفلسطينية وحركات المقاومة في المنطقة”.

“فتح” والممانعة

إلى ذلك، تعرضت الممانعة الى هجوم شرس من حركة “فتح” التي اتهمت طهران بمحاولة إشعال الضفة الغربية.

وأعربت في بيان عن “رفضها للتدخلات الخارجية، وتحديداً الايرانية، في الشأن الداخلي الفلسطيني”، معتبرة أن “هذه التدخلات لا هدف لها سوى إحداث الفوضى والفلتان والعبث بالساحة الداخلية الفلسطينية، الأمر الذي لن يستفيد منه إلا الاحتلال الاسرائيلي وأعداء شعبنا الفلسطيني”.

وشددت على أنها “لن تسمح باستغلال قضيتنا المقدسة ودماء أبناء شعبنا أو استخدامها كورقة لصالح مشاريع مشبوهة لا علاقة لها بشعبنا الفلسطيني ولا قضيتنا الوطنية”.

وأكدت “فتح” أنها ستحبط أي تدخل خارجي يهدف الى إلحاق الضرر بقوات الأمن والمؤسسات الوطنية، مشيرة الى أنها “ستكون بالمرصاد لهؤلاء العابثين، وستقطع اليد التي تمتد للعبث بساحتنا أو المساس بأجهزتنا الأمنية أو أي من مؤسساتنا الوطنية”.

الميدان

واستمر الميدان الجنوبي على روتينه، وأعلن الجيش الاسرائيلي أنه أطلق نحو 60 قذيفة فوسفورية و20 قذيفة مدفعية ثقيلة و20 قذيفة مباشرة على عيتا الشعب، فيما استهدف راميا بـ5 قذائف فوسفورية. وشن الطيران الحربي بعد الظهر غارتين بالصواريخ استهدفتا مرتفعات الهبارية وأطراف كفرحمام.

في المقابل، أعلن “حزب الله” في بيان أن عناصره استهدفوا موقع الراهب وتجمعاً لجنود الجيش الاسرائيلي في محيطه بالأسلحة الصاروخية، وتجمعاً آخر للجنود في خلة وردة بالأسلحة المناسبة. ونعى حسن إبراهيم علول مواليد عام 2003 من بلدة السكسكية الجنوبية.

في الغضون، أكد وزير الدفاع الاسرائيلي يوآف غالانت، أهمية الاستعداد لأي سيناريو سواء كان التهديد قريباً أم بعيداً.

وقال خلال إشرافه على تدريبات للجبهة الداخلية في مدينة حيفا، إن الحرب مع لبنان “ستكون صعبة على إسرائيل، لكنها ستكون مدمرة لحزب الله ولبنان”. وأشار الى أن بلاده تفضل التوصل إلى اتفاق لوقف التهديد من “حزب الله” في شمال إسرائيل “لكن علينا أن نستعد لاحتمال استخدام القوة وسيناريو الحرب، علينا أن نفهم أن ذلك يمكن أن يحدث”.

شارك المقال