“القسام” تعود في الجنوب… و”الحزب” يربط الجبهات مجدداً

لبنان الكبير / مانشيت

بعد الجائزة الأميركية التي ترجمها “الفيتو” الرافض للاعتراف بدولة فلسطينية، ومليارات الدولارات التي أقرها مجلس النواب الأميركي، إلى جانب تضامن العالم معها إثر الهجوم الايراني بعدما كال لها الانتقادات الواسعة على خلفية المجازر التي ترتكبها في غزة، يبدو أن إسرائيل تريد “فش خلقها” في لبنان، الذي تشهد جبهته تصعيداً متواصلاً منذ الرد الايراني، بحيث أعلن عضو الحكومة بيني غانتس أن “نقطة الحسم” تقترب في الجبهة الشمالية.

غير أن الحاكم بأمر المحور الايراني في لبنان “حزب الله” أعاد ربط الجبهة الجنوبية بغزة في وقت ينفّذ فيه عمليات “نوعية” يمكن وضعها في إطار الرسائل من طهران إلى تل أبيب، مقرونة بعودة عمل الفصائل الفلسطينية من جنوبه، بعد إعلان “كتائب القسام” عن قصف الشمال الفلسطيني المحتل من الأراضي اللبنانية.

استراتيجية تدمير المنازل

التصعيد على حاله في الجبهة الجنوبية، عمليات مركزة ونوعية لـ “حزب الله”، الذي أصبح يركز على استهداف مباني الجنود الاسرائيليين، بالاضافة الى استكمال ضرب أجهزة الرصد الاسرائيلية، بل يعيد تدميرها بعد أن يستبدلها الجيش الاسرائيلي.

إلى ذلك، أعلنت “كتائب القسام” الجناح العسكري لحركة “حماس” قصف “ثكنة شوميرا” العسكرية في القطاع الغربي من الجليل الأعلى شمال فلسطين المحتلة بـ 20 صاروخ غراد.

وتستمر اسرائيل في المقابل بقصف القرى الجنوبية، غير آبهة بقواعد اشتباك أصبحت بالية، بحيث استهدفت أطراف بلدة جزين بالاضافة إلى القرى الحدودية، فيما يبدو أن استراتيجية جيشها هي تدمير المنازل والمنشآت المدنية على الشريط الحدودي، حيث تجاوز عدد الوحدات السكنية المدمرة بصورة كاملة في جنوب لبنان الـ1500 وحدة، في حين تُقدر المنشآت المتضررة من القصف جزئياً، بنحو 5 آلاف أخرى.

اسرائيل والحسم في الشمال

وفيما أعلن المتحدث باسم الجيش الاسرائيلي أفيخاي أدرعي عن مقتل نائب قائد سرية في الكتيبة 8103 من اللواء السادس متأثراً بجروحه التي أُصيب بها جراء عملية “حزب الله” في عرب العرامشة، قال الوزير في حكومة الحرب الاسرائيلية بيني غانتس: “الحدود الشمالية هي ساحة التحدي الأكبر ونقترب من نقطة الحسم في لبنان”.

وأكد وزير الدفاع الاسرائيلي يوآف غالانت تصميم الجيش على إعادة السكان إلى الشمال، وأنه يستعد عسكرياً وأمنياً لتنفيذ المهمة. وأعلن أثناء وجوده على مقربة من الحدود السورية، زيادة جاهزية القوات الاسرائيلية “للمهام الهجومية لمنع التمركز الايراني المستمر طوال الوقت في المنطقة”.

ويبدو أن رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو أخذ جرعة دعم إثر إقرار مجلس النواب الأميركي حزمة دعم بمليارات الدولارات لبلده، فتوعد بزيادة “الضغط العسكري” على حركة “حماس” في الأيام المقبلة. وقال نتنياهو في بيان مصور عشية عيد الفصح اليهودي: “سنوجه ضربات إضافية ومؤلمة… في الأيام المقبلة سنزيد الضغط العسكري والسياسي على حماس لأن هذا هو السبيل الوحيد لدينا لتحرير الرهائن”.

فضح تكتم اسرائيل وايران

وتأتي تصريحات المسؤولين الاسرائيليين عقب هجمات متبادلة بين طهران وتل أبيب، استطاعت الأخيرة الافادة منها ديبلوماسياً وعينياً عبر حزمة مساعدات أميركية. وفيما تكتم الطرفان عن الأضرار، فضحت الأقمار الاصطناعية للوسائل الاعلامية حجمها في كلا الهجمتين، بحيث أظهرت صورة نشرتها هيئة الاذاعة البريطانية تدمير رادار في القاعدة القتالية الثامنة لسلاح الجو الايراني في أصفهان، بينما أظهرت صورة لوكالة “أسوشيتد برس” تدمير ممر جوي في قاعدة “نيفاتيم” الاسرائيلية.

“الحزب” يعيد ربط الجبهات

توازياً، أشار مسؤول ملف الموارد والحدود في “حزب الله” النائب السابق نواف الموسوي في تصريح تلفزيوني إلى أنّ “الاسرائيلي لم يتطرق في أي وقت وأي طروح إلى مزارع شبعا، بل أقصى حد وصل اليه هو الحديث عن الغجر والنقاط الـ13″، مؤكداً أنّه “عندما تقف المقتلة في غزة سننتقل الى مرحلة جديدة في جنوب لبنان”.

ودعا الموسوي إلى “إدراج بند المقاومة نصاً دستورياً”، لافتاً إلى أنّ “البند الثامن من الـ1701 ليست فيه كلمة منطقة فاصلة أو عازلة”.

شارك المقال