مصادر ٨ آذار لـ”لبنان الكبير”: الثنائي متريث في طرح فرنجية لضمان نجاح حكمه

لبنان الكبير

أكدت مصادر سياسية مقربة من ٨ آذار لـ”لبنان الكبير” أن “الرسالة الشفهية التي نقلها وزير الخارجية السعودي على هامش مؤتمر الأردن الى نظيره الايراني من ولي العهد لكي يوصلها الى الرئيس الايراني ابراهيم رئيسي مضمونها أن ولي العهد يتطلع الى أحسن العلاقات مع ايران لما فيه مصلحة الشعبين والمنطقة، وهذه الخطوة هي تطور كبير في الملف مع الأخذ في الاعتبار أن الخارج غير مبال، لكن عدم مبالاته لها درجات والمملكة السعودية مهما قيل عن ادارة ظهرها للملف اللبناني فالكلام لا يحاكي الحقيقة وهي أن السعودية لم تكن يوماً غير مهتمة وغير مبالية، أما الأميركي فالصحيح أنه مشغول كلياً وأصبح في مكان ثانٍ على الرغم من أنه “يطلطل” من وقت الى آخر على الملف اللبناني للاطلاع وليس للمعالجة”.

من هنا تقول المصادر: “ان الاتفاق الاقليمي سيسمح بالسير بسليمان فرنجية وفرض انتخابه ويمكن أن يفتح له آفاقاً واسعة لوضع البلد على السكة”. وتكشف أن الثنائي متريث في طرح فرنجية لأن الانجاز لا يكون بإيصاله انما بضمان نجاح حكمه وإحداث الخرق المطلوب عند وصوله الى قصر بعبدا في ظروف جيدة ومريحة، وهذه الظروف لم تتوافر بعد والاتفاق الايراني – السعودي سيعجّل في إنضاجها.

والحراك الذي يقوم به “حزب الله” ليس بمعزل عن هذه الاشارات، وما نقل عن وليد جنبلاط لأحد المقربين من فرنجية هو اشارة قوية ورسالة الى سمير جعجع الذي سبق وأعلن في مقابلة تلفزيونية أن زعيم “الاشتراكي” لم يوافق على فرنجية. اذ قال جنبلاط لصديق مشترك مع فرنجية: “أنصحه عندما يصبح رئيساً أن يستفيد من خبرة صلاح حنين ويوزره في أول حكومة في عهده”. وقد فهم من هذا الكلام أن جنبلاط لا يعارض وصول فرنجية الى سدة الرئاسة وراداراته التقطت اتجاه الأمور.

وتضيف المصادر: “ان فرص فرنجية تتصاعد لكن الثنائي لا يريد أن يكرر الخطأ ولا يفكر ماذا بعد ايصال الرئيس المتوافق عليه، فالانجاز الأهم كيف سيعمل وفي أي ظروف ومدى انفتاحه على القوى السياسية والمحيط العربي وليس صفقة بين طرفين أو ثلاثة بمعزل عن الآخرين وعن المظلات الدولية والاقليمية المطلوبة وترتيب مرحلة ما بعد الانتخاب هي الأهم. من هنا دعوة الرئيس نبيه بري الى إنجاز التفاهمات والاتفاق ورفضه الذهاب الى خطوات غير مدروسة، فهو يرى أنه ربما ينتخب رئيس في المجلس بفلتة شوط لكن ماذا سيفعل؟ وهل الوصول الى بعبدا هو الهدف فقط أم انقاذ لبنان بالتعاون مع الجميع؟ فحسب النظام القائم ليس رئيس الجمهورية من يبني انما من يجمع، ومهمته أن يؤمن التفاف كل اللبنانيين حوله لبث الأجواء الايجابية وخلق مناخات مواتية للعمل على مستوى الكيانات وطمأنة كل الأطراف وأهمها: انفتاح على العالم وتحصين العلاقات العربية، لا تقسيم ولا سلام مع اسرائيل ولا للعيش خلف المتاريس وداخل كانتونات سياسية وطائفية، ولا طعن بالمقاومة التي تحمي ظهر لبنان، اما ادارة البلد واستعادة عافيته فستكونان من مهمات السلطتين التشريعية والتنفيذية بإشرافه”.

وتختم المصادر: “آن الأوان لمعرفة أن ثبات القوى السياسية التي حوصرت واستخدمت كل الأساليب معها لتركيعها، فرض نفسه في المعادلة لبحث أي تسوية. وحصل حديث مع الرئيس بري بعد اعتصام النواب في القاعة، فقيل له: كم هي حظوظ ميشال معوض ليكون رئيساً؟ أجاب: معدومة. قيل له: اذاً حظوظ فرنجية أيضاً صفر ومعدومة. لكن اذا تراجعنا نحن وأنتم الى منطقة رمادية لا وجود لمعوض ولا لفرنجية فيها، فهل هذا ممكن؟ لم يجب الرئيس بري”.

إقرأ تفاصيل المقال: لبنان ينتظر اللاشيء… هل بدأ العد العكسي لوصول فرنجية؟

شارك المقال