دياب لـ”لبنان الكبير”: الحلول تُطبخ في الخارج وتتلقفها الأطراف الداخلية

لبنان الكبير
يوسف دياب

رأى الكاتب الصحافي والمحلل السياسي يوسف دياب في حديث لموقع “لبنان الكبير” أنه “ليس هناك من حل داخلي لأزمة الرئاسة. القوى والكتل النيابية عاجزة عن التفاهم لانتخاب الرئيس، والكل ينتظر حلاً أو أمر عمليات من الخارج، وهذا ليس سراً بدليل أن الاجتماع الخماسي في باريس صبّ في هذا المنحى، والرسالة التي حملها السفراء الى المسؤولين، كانت واضحة أن الملف الرئاسي بات أولوية دولية، وبالتالي، يجب وضعه في سلم الأولويات في هذه المرحلة، وحمّلوا المعطلين مسؤولية استمرار الشغور في موقع الرئاسة الأولى. ويحكى عن التهويل بعقوبات على المعطلين”.

وأشار الى أن “الرئيس نبيه بري لا يدعو الى جلسة انتخابية لأنه يعلم أن القوى الداخلية لا تنتج رئيس الجمهورية بل يأتي نتيجة تفاهم خارجي، ويجيّر في لبنان بجلسة انتخابية. والواضح أن هناك أسماء يتم التداول بها في الخارج، وقد نكون أصبحنا على مسافة قريبة من النضوج حولها، ويبدو أن الأولوية لقائد الجيش العماد جوزيف عون. حتى أن هناك كلاماً عن أن التأخير في الاستحقاق الرئاسي، متعمد كي يمر على الشغور 6 أشهر، وبالتالي، تنتفي حينها الحاجة الى تعديل دستوري لانتخاب قائد الجيش كما حصل خلال انتخاب الرئيس ميشال سليمان. ويبدو أن هذه المهلة المحروقة، مقصودة لتسوية انتخاب رئيس للجمهورية. وبغض النظر عن الاسم، سيكون الرئيس المقبل نتيجة تفاهم خارجي لأنه يجب أن يكون مقبولاً دولياً والا لن يحصل التعاطي مع أي رئيس يشكل امتداداً لعهد الرئيس ميشال عون”.

وقال: “القوى الداخلية فهمت هذه الرسالة، وبدأت تكيّف الجو لتتعامل معها في المرحلة المقبلة. ويحكى أن انتخاب الرئيس سيكون في نهاية الربيع أو بداية الصيف لأن الكل يعلم أن الوضع لا يحتمل أكثر في ظل الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية الخانقة، وتحلل المؤسسات. هناك سباق مع الوقت قبل الانفجار الاجتماعي، بأن تذهب الأمور باتجاه الاتفاق على الرئيس لأنه المدخل للحلول المنتظرة”. ولفت الى أن “الأطراف الداخلية ليست مقررة في الاستحقاق الرئاسي، والمرحلة مختلفة عن العام 2016 حين استطاع حزب الله فرض انتخاب الرئيس الذي يريد. الحزب يمكنه في المرحلة المقبلة التعطيل لكن لا يمكنه فرض الرئيس كما حصل سابقاً اضافة الى أن الظروف المحلية والاقليمية والدولية لن تساعده بسبب الوضع الايراني الصعب. هو سيقدم تنازلات، لكنه في الوقت عينه يريد الحصول على بعض الضمانات، لذلك، يتم تمهيد الأمور في الداخل والخارج بانتظار الوصول الى مرحلة الانتخاب التي تتزامن مع مسألتين: تمرير 6 أشهر، وتكون الأطراف القلقة حصلت على الضمانات التي تطالب بها”.

وأكد أن “الحلول تطبخ في الخارج وتتلقفها الأطراف الداخلية لأن أزمة لبنان شئنا أم أبينا أصبحت أزمة مدولة، واذا كان البلد لا يزال مستمراً فبسبب بعض الدعم الخارجي كي لا يسقط بصورة كاملة وصولاً الى مرحلة الحلول، والا نصل الى الانفجار الذي لا ندري الى أين يمكن ان يصل. لذلك، الداخل والخارج يخشيان الوصول الى هذه المرحلة، والكل سيقدم التنازلات قبل بلوغها”.

شارك المقال