درباس لـ”لبنان الكبير”: النصاب الدستوري تحول الى سلاح يُستخدم للاعتداء على الآخرين

لبنان الكبير

قال الوزير السابق رشيد درباس، في حديث لـ”لبنان الكبير”، أن “الرئيس معوض انتخب بعد الطائف، وبعد اغتياله انتخب الهراوي، وبعد انتهاء ولايته، انتخب لحود. كانت تجري الانتخابات قبل انتهاء الولاية، لكن ماذا حصل لاحقاً؟ ما حصل أنه يوم اغتيل الرئيس الشهيد رفيق الحريري، كان يوماً مفصلياً بحيث انقسمت القوى السياسية انقساماُ حاداً، وبات كل طرف يستخدم كل الوسائل التي تسمح له بالغلبة أو التحكم بزمام الأمور، وعليه استخدم ما سُمي النصاب الدستوري الذي وضع في الأساس لتأكيد المؤكد أن كل النواب يقومون بواجباتهم. اما اليوم، فتحول النصاب الى سلاح، وصار أيضاً كمن يملك سلاحاً ليحمي نفسه، فبات يستخدمه للاعتداء على الآخرين. وبالتالي، أصبح النصاب وسيلة اعتداء على الدستور، وهكذا يلجأ البعض الى التعطيل، ويستمر في هذا التعطيل الى حين رضوخ الآخرين. هذا ما حصل خلال اجتياح بيروت اذ كانت الغالبية بعد الـ 2005 بيد قوى 14 آذار، فقرر فريق كسر فعالية هذه الأكثرية، بالاجتياح، ومن ثم حصل الاتفاق على الرئيس سليمان في الدوحة”.

أضاف: “بعد انتهاء ولاية الرئيس سليمان، كانت الأكثرية لا تزال مع قوى 14 آذار، وتم تعطيل النصاب على مدى سنتين ونصف السنة، الى أن تمّ انتخاب الرئيس عون. ومنذ ذلك الوقت، حصل ما حصل في البلد، وتوقفت عدة العمل لدى القوى السياسية المتصارعة”.

وأوضح أنه “لا يمكن القول ان الشغور مرتبط باتفاق الطائف لأنه قبل الطائف، حصل الشغور حين كانت هناك محاولة لمنع انتخاب الرئيس سركيس، وعلى الرغم من القصف، انتخبه النواب بالأكثرية. والمرة الثانية، خلال انتخاب الرئيس بشير الجميل حين كان النصاب صعباً، واستمر النواب في المجلس النيابي ساعات اضافية ليكتمل النصاب. هناك من جرّب استخدام النصاب، ولم ينجح”.

ورأى أن “الأمر أو الشغور مرتبط بالعقل السياسي الذي يستخدم الوسائل الدستورية. هناك صراع غير محسوم بحيث أن كل طرف يعتبر أن رئيس الجمهورية عنوان هزيمته أو ربحه. وطالما الانقسام بهذا الشكل الحاد، الخوف اليوم من إعادة النظر في تركيبة الدولة”، مؤكداً أن “القصة ليست في الخلاف الماروني – الماروني انما هناك قوى سياسية لديها مقدرة على التوافق السلبي كما لديها مقدرة على التوافق الايجابي”.

شارك المقال