مسخرة جديدة لـ”الآدمي” الثاني بالسيارة على خط دمشق – بيروت للصبير المفخخ. سمع أحدا يتحدث عن قرار الحكومة دفع 500 ألف يورو لابقاء المحكمة الدولية الخاصة من أجل لبنان، فسارع الى الولولة والبكاء بما تبقى له من ضمير، مقرشا اليورو الى ليرات لبنانية، متفجعا على اللبنانيين بذريعة انهم أولي بالمال.
استعجل “العميل الركن” لعله ينال نجمة على جبينه من معلميه هناك، ولم ينتظر ان يعرف ان المبلغ عبارة عن هبة من جهة ما.
السيد “لفظا” ليس من طبعه او من طبيعته ان يقدر ان حاجة الناس للحرية هي بقدر حاجاتهم للحقيقة… فعلا من مثله لا يمكن ان يفهم ان الحقيقة أغلى بكثير من لقمة عيش، أنها شرف وكرامة أولا.
ليس بمقدور “الجميل” ان يتذوق الجمال في علاقة الحب والوفاء التي بناها الرئيس الشهيد رفيق الحريري مع اللبنانيين عموما والبيارتة خصوصا، فلا يشاهدون بصمت محاولة اخراس المحكمة وبالتالي تشتيت الحقيقة، ما يحمسهم للدفع من جيوبهم لصيانة هذه المؤسسة، التي أشاعت أملا بالمحاسبة وعدم الإفلات من العدالة ليس بلبنان فحسب بل على امتداد الوطن العربي.
استعجل قبل ان تسارع مصادر مطلعة الى نفي الحديث عن مساهمة الحكومة في نفقات المحكمة بمبلغ ٥٠٠ الف يورو، مؤكدة ان هذا المبلغ سيقدم هبة الى الهيئة العليا للاغاثة من قبل اتحاد جمعيات العائلات البيروتية ومن ثم يصار الى تحويله الى حساب المحكمة.