بارود لـ ” لبنان الكبير”: القبول بالتكليف رهن بالمرحلة القادمة

هيام طوق
هيام طوق

تحدث الوزير السابق زياد بارود عن المسار الدستوري بعد اعتذار الرئيس سعد الحريري، متسائلاً: “من سيكلف للتشكيل؟ هنا السيناريوات متنوعة ولا أحد يعلم فعلياً إلى أين نحن ذاهبون وفي أي اتجاه. القبول بالتكليف هو رهن بالمرحلة المقبلة، وما سيواكب الرئيس المكلف من دعم وتسهيل لتشكيل الحكومة لأن ما من أحد سيقبل التكليف إذا لم يعرف أن هناك تسهيلاً لتشكيل الحكومة. لا شيء واضحاً حتى الآن”.

ورأى أن “الظروف التي منعت الرئيس الحريري والرئيس عون من تشكيل حكومة إذا كانت لا تزال قائمة، لن نصل إلى حكومة جديدة. الأمور ليست شخصية لا عند الرئيس عون ولا عند الرئيس الحريري”، معتبراً أن “الموضوع الآن هو مهمة الحكومة المقبلة، وكيف ستتعاطى مع المشاكل الكبرى في البلد، وكيف تطمئن الشارع، وتعطي أجوبة للناس حول المواضيع الاقتصادية والاجتماعية وانفجار المرفأ. كلها نقاط ساخنة موضوعة على الطاولة، لا بد من إيجاد أجوبة عليها من خلال حكومة قادرة على تأدية هذه المهمة، ومواجهة هذه التحديات “. 

وشدد على “أننا يجب ألا ننسى أن أي حكومة ستتشكل اليوم عليها أن تتفاوض مع صندوق النقد الدولي، ومواجهة الأزمة الاقتصادية والمالية والمعيشية بشكل خاص، والإعداد للانتخابات النيابية في موعدها، وبأفضل الظروف الملائمة لحرية الناخب والمرشح. كلها أمور تتطلب حكومة قادرة، وتتمتع بدعم دولي كبير ليس من زاوية التدخل بالشؤون اللبنانية إنما دعم معنوي ولوجستي من أصدقاء لبنان. وهي بحاجة أيضاً أن تواكبها القوى السياسية المحلية إيجابياً ولا تضع العصي في دواليب الحكومة المقبلة”.

وأشار إلى “أنني لا أدخل في الجدل القائم بين رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة المكلف. الاتفاق الذي ينص عليه الدستور هو الذي تعطل. في الكواليس لماذا لم يتم الاتفاق لأن هناك شيئاً يعرقل تشكيل الحكومة بالمطلق. إذا كلف أحد غير الرئيس الحريري، وتشكلت الحكومة يكون الموضوع حينها شخصياً، لكن أعتقد أنه كان هناك ظروف أخرى كانت تحول دون تشكيل الحكومة. التسهيل هو داخلي وخارجي في نفس الوقت لمواجهة هذه الفترة الصعبة والانتقال بالبلد إلى حد أدنى لإدارة الأزمة”.

واعتبر أن “من سيكلف لتشكيل الحكومة وحتى الوزراء في الحكومة لن يُحسدوا على موقعهم، لأن هذه الحكومة ستتخذ تدابير غير شعبية وتعمل 25 ساعة من 24 ساعة. المسألة أمامها صعبة وليست نزهة”. 

وأوضح أنه “إذا تأمن التكليف السريع مع وضوح في الرؤية للمرحلة المقبلة، تتشكل الحكومة، لكن نحن في هذه المرحلة يجب أن تتأمن أقصى درجات التسهيل والتضامن الداخلي”، لافتاً إلى أن “الحكومة أصبحت الآن في حالة ضرورة قصوى. ما قام به الرئيس الحريري جيد بمعنى أنه وضع حداً للمراوحة كي لا تبقى الأمور تسير بدون أفق، وهذا أمر يسجل له، لكن بالمقابل النصف الفارغ من الكوب هو إذا لم نكن نعرف عنوان المرحلة المقبلة”. 

وأشار بارود إلى أن “الانهيار مستمر، وغضب الناس مشروع، والشارع يغلي”، متسائلاً: “هل مطلوب انفجار الشارع أو المطلوب إعطاؤه حداً أدنى من إدارة الأزمة من ناس يثق بهم. هذا الشارع يطلب حداً أدنى من حقوقه الحياتية. أتمنى أن لا يكون البعض في موقع تمني انفجار الشارع لأنه حينها ستكون الكارثة الكبرى”، متخوفاً “من أن يؤدي غضب الناس إلى فوضى أمنية غير مقصودة من قبلهم. والجيش والقوى الأمنية لا يجوز أن يكونوا في وضعية مواجهة مع أهلهم، لكني أعوّل على الشعب اللبناني كما على الجيش والقوى الأمنية الذين يقومون بواجبهم، لكن الجوع يمكن أن يؤدي إلى ما لا تحمد عقباه”. 

ورأى أن “عنوان المرحلة هو الترقب الذي لا يجب أن يستمر لفترة طويلة لأنه حينها سندخل في المجهول. نحن بلد العجائب وكل شيء وارد”.

شارك المقال