لغم باسيلي… وزير الدفاع يقوم بواجبه!

لبنان الكبير / مانشيت

اليوم تنكشف الأوراق في ملف التمديد لقيادة الجيش، هل استدرجت المعارضة لفخ “بري” ويكون تأجيل التسريح عبر الحكومة، قابلاً للطعن، وتم تطيير الملف من مجلس النواب، أم أن الفشل عنوان حكومة الانقاذ، ويقر القانون نيابياً، أم تمدد الحكومة والمجلس، كون الطرحين متجانسين ويمكن إقرارهما معاً؟

السيناريوهات المطروحة كلها تشكل ضربة قاضية لـ “التيار الوطني الحر”، الذي فتح معركة ضد قائد الجيش العماد جوزيف عون أخذت طابعاً شخصياً من رئيسه جبران باسيل، وفق ما أكد بنفسه، واستدراكاً منه لهذه الضربة، أوعز الى وزير دفاعه موريس سليم بإلقاء قنبلة متفجرة عشية جلسة الحكومة، بحيث وجه كتاباً إلى الرئيس نجيب ميقاتي يعلمه فيه “بقيامه بالمقتضى لوضع حدّ نهائي للشغور المرتقب في قيادة الجيش”. وقال سليم في كتابه: “نقوم بالمقتضى عبر الاجراءات الادارية المتعلّقة بوضع حدّ نهائي للشغور المرتقب في قيادة الجيش، ولاستمراره في هاتين المؤسّستَين الرئيستَين (لدى وزارة الدفاع) وفي رئاسة الأركان، في ضوء ما جرى التفاهم حوله في الاجتماعات معكم، وبما يتوافق مع الأحكام الدستورية والنصوص القانونية المرعية”.

قنبلة سليم تعيد خلط الأوراق من جديد، والاحتمالات مفتوحة، بين طرح اسم للتعيين كقائد، أو طرح تعيين رئيس أركان، أو الاحتمال المتفجر تكليف الضابط الأعلى رتبة، ولن يمكن معرفة المسار الذي ستتجه اليه الأمور الا بعد الجلسة ظهر اليوم، هل البلد أمام تمديد أم تمديدين أم تفجير؟

في الجلسة التشريعية أمس، أمّنت كتلة “الجمهورية القوية” نصابها من دون المشاركة في التشريع، وانتزعت اعترافاً من رئيس مجلس النواب نبيه بري بأن المجلس لا علاقة له بالحكومة، ما يعني أن مشروع القانون المتعلق بقيادة الجيش سيناقش في المجلس، إلا أن تصريح معاونه السياسي النائب علي حسن خليل ألمح إلى تطييره في حال أقرت الحكومة التمديد، الأمر الذي توجست منه مصادر المعارضة، مشيرة في حديث لـ “لبنان الكبير” الى أن “ما قاله خليل هو إشارة إلى إسقاط صفة العجلة عن المشروع المقدم وتحويله إلى اللجان”، معتبرة أن “الرئيس بري يكون متواطئاً مع حزب الله والتيار الوطني الحر والرئيس نجيب ميقاتي في هذا الأمر، في حال أسقط عن مشروع القانون صفة العجلة”.

ورداً على سؤال حول كلام خليل، أجاب قيادي في الثنائي الشيعي لـ “لبنان الكبير”: “لتخلص الجلسة منصلي عالنبي”.

وأقرت الجلسة التشريعية 7 قوانين، هي: الصندوق السيادي، الطاقة المتجددة، الموافقة على اتمام قرض بين الجمهورية اللبنانية والصندوق الكويتي لتمويل مشروع انشاء منظومات للصرف الصحي في البترون، اتفاقية قرض مع البنك الأوروبي للتثمير للمساهمة في مشروع الطرقات والعمالة في لبنان، الموافقة على إبرام اتفاق بين حكومة الجمهورية اللبنانية والاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر بشأن الوضع القانوني للاتحاد الدولي في لبنان، الموافقة على إبرام إتفاقية قرض بين حكومة الجمهورية اللبنانية والبنك الدولي للإنشاء والتعمير لتنفيذ مشروع التمويل الإضافي الثاني لشبكة الأمان الاجتماعي، وتعديل بعض أحكام قانون الضمان الاجتماعي وإنشاء نظام التقاعد والحماية الاجتماعية، فيما رد النواب مشروع “الكابيتال كونترول” إلى اللجان.

وسط هذه الأجواء، تستمر الحدود الجنوبية على سخونتها، بحيث من الواضح أن هناك إصراراً اسرائيلياً على قصف المنازل في القرى الحدودية، وقد ارتفع عدد البيوت المدمرة بصورة كبيرة في الأسبوع الأخير، وكان لافتاً أمس استهداف مسجد بلدة الجبين، فيما أعلن “حزب الله” عن عدة عمليات استهدفت المواقع الاسرائيلية، ونعى أحد مقاتليه.

في الشأن الفلسطيني، وبالتزامن مع وصول مستشار الأمن القومي الأميركي جايك ساليفان الى تل أبيب، كثف الجيش الاسرائيلي غاراته على قطاع غزة، وذكر بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو أنه أبلغ سوليفان أن إسرائيل ستواصل حربها على حركة حماس “حتى النصر المبين”.

وقال نتنياهو إنه تحدث مع سوليفان حول التهديدات الاقليمية، “بما في ذلك وكلاء إيران مثل جماعة حزب الله في لبنان وجماعة الحوثي في اليمن، وتأمين عودة الرهائن الذين تحتجزهم حماس، واستمرار المساعدات الانسانية للسكان المدنيين في غزة”.

أضاف البيان: “لقد قلت لأصدقائنا الأميركيين إن مقاتلينا الأبطال لم يسقطوا سدى. ومن الألم العميق الناجم عن سقوطهم، نحن أكثر تصميماً من أي وقت مضى على مواصلة القتال حتى يتم القضاء على حماس – حتى النصر المبين”.

أما وزير الدفاع يوآف غالانت فأكد خلال لقائه سوليفان أنّ “حماس منظمة إرهابية بنت نفسها على مدى عقد لمحاربة إسرائيل، وأقامت بنية تحتية تحت الأرض وفوق الأرض، وليس من السهل تدميرها”، معتبراً أن “الأمر سيتطلب فترة من الوقت، سيستغرق أكثر من بضعة أشهر، لكننا سننتصر وسندمرهم”.

شارك المقال