يوم 14 شباط… تكلل بالحب الشبابي لسعد الحريري

عمر عبدالباقي

حشود ضخمة تجاوزت عشرات الآلاف، توافدت إلى ساحة الشهداء بالأمس، محملة بقضية وطنية مصيرية واضحة، للتعبير عن وجهة نظرها المؤثرة والتزامها تجاه مستقبل البلد. التنوع الاستثنائي توزع في صفوف هذه الجموع التي برزت بشبابها، بحيث تجمعت الشرائح الشبابية المختلفة من المثقفين الذين يتحلون بفكر وقناعة قوية تجاه الدور الذي يجب أن يلعبوه في ساحة الشهداء كشعب من الناحية الفكرية، وفئة شبابية أخرى آتية من الطبقة الكادحة، رددت كل الشعارات بأعلى الأصوات وبكل الوسائل المتاحة لكي تصل إلى الشيخ سعد. بعضهم حتى تسلق الأشجار في محاولة لسرقة نظرة من الرئيس العزيز الذي يحتل مكانة خاصة في القلوب. ولفت الانتباه شاب قام بتلوين جسده كاملاً باللون الأزرق، لون “المستقبل”، بطريقة فريدة ومبتكرة للتعبير عن حبه العميق للرئيس الحريري. وهذا المشهد أدهش الكثيرين ازاء طريقة إبداعه في التعبير عن مشاعره الصادقة تجاه هذه الشخصية القيادية.

يشكل مناصرو الأحزاب السياسية الشباب في لبنان مجموعة ورثت الفكر من آبائها، الذين انخرطوا في ظروف الحرب الأهلية المروعة التي اعتمدت فكر الميليشيات والانحياز الى السلاح، والتي لم يكن للحريرية السياسية أي وجود فيها. ومع ذلك، فإن هذا النمط غير موجود في الفكر الشبابي لأنصار تيار “المستقبل” ومحبي الرئيس الحريري تحديداً، فعلى الرغم من أن لديه جمهوراً شبابياً متحمساً وكبيراً من جميع الأطياف، لكنه ليس من خلفية حربية أو مؤيداً للعنف. فقد نجح سعد الحريري في جذب عدد كبير من المحبين الشباب الذين يتمتعون بروح سلمية ولا ينتمون إلى ثقافة السلاح، بل يؤمنون بقوة الكلمة ويعتمدون الحوار في التعبير عن آرائهم.

إن الحضور الشبابي في ذكرى الرابع عشر من شباط لعب دوراً بارزاً وإيجابياً بين الحشود، فلم نشهد أي خلل من الناحية الأمنية أو حالة شغب، بل ما كان في هذا اليوم عبارة عن أعداد كبيرة من الناس ومنهم الشباب من مختلف الأطياف والمناطق حملت رسالة واحدة لأجل لبنان بكل محبة وفكر متحضر على الرغم من تفاوت الطبقات، هذه الرسالة تقول ان عودة سعد الحريري ووجوده في الساحة اللبنانية هما حاجة وطنية ضرورية لهذا البلد.

شارك المقال